۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ]|«•♨•»|[ الكلمة المعجزة ]|«•♨•»|[

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
العملاق

عضو جديد  عضو جديد
العملاق


الجنس : ذكر
العمر : 37
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 18/01/2012
عدد المساهمات : 33

]|«•♨•»|[ الكلمة المعجزة ]|«•♨•»|[ Empty
مُساهمةموضوع: ]|«•♨•»|[ الكلمة المعجزة ]|«•♨•»|[   ]|«•♨•»|[ الكلمة المعجزة ]|«•♨•»|[ Icon_minitimeالأحد 05 فبراير 2012, 1:51 am

]|«•♨•»|[ الكلمة المعجزة ]|«•♨•»|[ 026


]|«•♨•»|[ الكلمة المعجزة ]|«•♨•»|[


الحمد لله المنعم على عباده بما هداهم اليه من الايمان والمتمم احسانه بما أقام لهم من جلي البرهان وصلى الله على سيدنا محمد أشرف الخلق والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين

كتاب الله العزيز شامخ في معماره البياني وحسه المجازي وبعده التشبيهي ورصده الاستعاري وتهذيبه الكنائي وهو يعلو ولا يعلى عليه وهو ليس كسائر كلام البشر ولا أمراء البيان ، وهو يشمل فصاحة خارقة في اللفظ وفصاحته المتجلية في تركيبة لفظه التي تسيل رقة وعذوبة وهي جذابة وموزونة وهي الحق الصادع والنور الساطع فان أوجزت كانت كافية وان أكثرت كانت مذكرة وان أمرت كانت ناصحة وان حكمت كانت عادلة وان أخبرت كانت صادقة وهي سراج تستضيئ بها القلوب وبحر العلوم الواسعة والعميقة وديوان الحكم وجوهر الكلم وهي المبلغة التي لا تمل والمتجددة التي لا تبلى

وكتاب الله العزيز حار فيه أرباب العلم والبيان فما كان قليله يغنيك عن كثيره ، واعجازه مضمر ومكنون في ثنايا وبواطن اللفظ، فالله تعالى وهو العليم الخبير أحكم آياته وجعل كلماته نورا وألبسها من علمه وحكمته ثياب الجلالة وغشاها من نور الحكمة لتكون عظة ونبراسا للمتقين وتبيانا لكل العوالم الخفية والدقيقة واشارات باهرة في كل أصناف العلوم ومحركا للبواعث والهمم لترقى بالانسان نحو أسمى الغايات، وأسلوب القرآن يتفوق عن كل تجريد مجازي ويختلف اختلافا بينا عن كل أصناف الكلام وهذا ما أود طرحه في مداخلتي هذه طالبا من الله العلي القدير العون والسداد وبالله التوفيق.

فكتاب الله عز وجل يسمو عن التحليلات المجازية المطروحة في عصرنا الحاضر ، وعن كل التحليلات اللغوية أو البيانية و أنماطها المعروفة وقد يسقط المرء في المتشابه معتقدا أنه مجاز، غير أن المتعمق في الأسلوب القرآني ينكشف له أن من خصائصه التجريد المطلق والتنزيه الكامل، والتشبيه القرآني متجانس كل التجانس بأ سلوب معجز بما يحقق العمق الفني بكل أبعاده كالتشبيه الحسي لتقريب المعنى للمتلقي، وهذه التشبيهات هي من الكون والطبيعة وآيه في خلقه، والأسلوب القرآني يسمو على غيره من كلام البشر لأنه سبحانه وتعالى أحاط بكل شيء علما ، فلا الاه الا هو له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

ولقد وضعت مقارنة بين أمثال العرب القديمة وأمثال القرآن فوجدت الفرق شاسع وواسع ولا مجال للمقارنة وهذه الأمتال وضعها سبحانه للمتلقي في محيطه وبيئته بلغته وكلامه المعهود ، أما أسرارها فمودعة في ثنايا الألفاظ ولا تظهر وتتجلى الا بعد البحث والاستقصاء في زمان ومكان مختلفين ، واذا كان التشبيه الاستعاري مماثلا في بيئة ومحيط المتلقي مجسما في أقرب الأشياء اليه والتي يراها ويحس بها فالمراد به هو تهذيب النوازع وبناء كيان متكامل لأنه يخاطب أعماق النفس البشرية فنجد شدة في رقة ودعوة ظاهرة في كمون متفاوت وخوف مع رجاء ورجاء مع خوف ودعوة فيها نور في نور ، والتشبيه القرآني متجانس ويحقق أبعادا في العمق التصويري ويقرب الحسي لتقريب المعنى للمتلقي وخطاب القرآن متضمن لبعض الألفاظ الدقيقة حيث اللفظ يدل على نفس الصوت ، ولقد كان جريا على سنن العرب في تسمية اللفظ باسم صوته ، لذا نجد كتاب الله عز وجل يجاري بيأتهم وحسهم لما عهدوه في حياتهم وذلك برفق وبيان متناهيين.

وكتاب الله عز وجل فيه دعوة للتأمل والتدبر ويحرك البواعث والهمم وهناك اشارات واضحة دالة على هذه الحركية الدائبة والمسترسلة لترقى بالانسان ومحيطه المتجدد والمتفاعل لما هو أسمى ، فالبدوي البسيط الذي عاش في الصحراء وهو يقرأ قوله تعالى ( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم)الآية.. قد يستشف من هذه الآيات حقائق على قدر فهمه وعلمه ، وفي مكان وزمان مختلفين تجد عالم الذرة قرب حاسوبه يستكشف آيات عظيمة من هذه الآيات الاعجازية، اذن فالآية ليست كلاما عاديا بل هو مختلف باختلاف العلم الموهوب وقد تدرك حقائق في زمان ومكان مختلف فتزيد الانسان دهشة وذهول وهنا تكمن المعجزة الحقيقية لكتاب الله عز وجل.

والذي يقرأ قوله تعالى في محكم كتابه ( ان الله لايستحي أن يضرب مثلا بعوضة فما فوقها) الآية.. قد يحير في الأمر والله عز وجل يقول( وقل ربي زدني علما ) الآية..وما فوقها كان أعظم وهذا خطاب المهيمن الذي أحاط بكل شيء علما ولا زال علمنا وضيعا لفهم ذلك فقد يحير علماء هذا العصر في التكوين الفسيولوجي لهذه الحشرة وجهازها العصبي الغاية في التعقيد ولكن الخطاب لا ينحصر هنا بل يمتد الى ما فوقها وهي حشرة مجهرية تعيش فوق ظهر البعوضة.

والذي ليس له علم بالقرآن قد يشكل عليه الأمر بين متشابهه ومجازه وقد ينكر بعضهم مجاز القرآن وقد يحير المرء أيما حيرة وقد يسقط في التجسيم بغير علم ولقد تعسف بعضهم في تأويل ظاهر بعض الآيات ، ولا يمكن تحميل معانيها على ظاهرها ويستحيل ذلك في حق الله تعالى، ولقد قال الامام مالك رحمه الله في قوله تعالى (الرحمان على العرش استوى) الآية.. وهي من متشابه الآيات الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة

وقد يحير علماء البيان بين مجاز القرآن ومتشابهه كقوله تعالى ( وجاء ربك )الآية فالكلمة قد تأتي بنظيراتها وهي مختلفة في المعنى وقد تحصي كثبرا من نظيراثها و مماثلاتها ، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالآخرة كقوله تعالى ( وأزلفت الجنة للمتقين ) الآية ..فنجد كلمة أزلفت ..لقد تغير شيء ما ..أو كقوله تعالى ( فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان) الآية.. لذا فقوله تعالى ( وجاء ربك ) الآية.. ليست مجازا ولا متشابها فكلمة جاء أمرها معلوم بكيفية لا نعلمها والايمان بها واجب والله تعالى لا يحيط به مكان ولا زمان ومستحيل عليه التنقل من مكان الى مكان وهو خالق المكان والزمان بعلمه وقدرته لذلك فكلمة جاء لها معنى مضمر ويتعلق بأحوال الآخرة.

لذا فكتاب الله له من خصائص التجريد المطلق والتنزيه الكامل ما لا يمكن الاحاطة به لأن الله تعالى أقام الحجة حيث أحكم آياته وهو العليم الحكيم

وكلامه سبحانه منزه عن كل نقص أو عيب ولا يأتيه الباطل ، وبيان الله تعالى ليس بعده بيان، وهو الذي له أثر في القلب ووقع شديد في السمع وله قوة نفاذ عجيبة في النفس ، وفيه من الاستعارات الخفية والتشبيهات التي فيها دقة في التصوير لتفعيل الحدس وشحذ المخيلة لترتقي بايمانها وكشوفاتها وفق سنن ماضية في الخلق ، ونحن لم نحط بعد بكل أسرار الكلمة (ولما ياتكم تاويله) الآية

لذا فالايمان بالغيب هو النبراس الأول للمتقين والله هو العليم الخبير الذي أحكم آياته وجعل كلماته نورا وألبسها من علمه وحكمته ثياب الجلالة وغشاها بنور الحكمة لتكون هدى للمتقين وتكون تبيانا لكل العوالم المحيطة بالانسان واشارات محفزة لاستبيان العلوم ودعوة الى سعة الأفق وعدم الجمود فسبحان من قال له الملائكة الكرام عليهم السلام ( سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا) الآية ..

مما ينفرد به القرآن عن سائر الكتب أنه كتاب معجز بكل ما يحتمله هذا اللفظ من معنى ، فالقرآن أولا وآخرا هو الذي صير العرب رعاة الشاة والغنم ساسة شعوبٍ وقادة أممٍ ، وهذا وحده إعجاز ، والإعجاز : إثبات العجز والعجز : اسم للقصور عن فعل الشيء . وهو ضد القدرة ، وإذا ثبت الإعجاز ظهرت قدرة المعجز.

للقرآن تأثير عجيب على نفوس قارئيه ومستمعيه فما استمع إليه مستمع إلا أخذ بطريقته ، حتى أشد الناس عداوة له لم يستطيعوا أن يقاوموا الرغبة الملحة التي استولت عليهم في الاستماع إلى القرآن ، فقد ذكر أصحاب السير أن أبا جهل حين جاء يستمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم من الليل هو وأبا سفيان صخر بن حرب والأخنس بن شريق ولا يشعر أحد منهم بالآخر.

ويقول الوليد بن المغيرة : " إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى عليه "

قال ابن كثير رحمه الله : " ومن تَدَبر القرآن وجد فيه من وجوه الإعجاز فنونا ظاهرة وخفية من حيث اللفظ ، ومن جهة المعنى ، قال الله تعالى :
{ الركِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (هود :1) فأحكمت ألفاظه ، وفصلت معانيه ، أو بالعكس على الخلاف ، فكل من لفظه ومعناه فصيح لا يحاذي ولا يداني ، فقد أخبر عن مغيبات ماضية كانت ووقعت طبق ما أخبر سواء بسواء ، وأمر بكل خير ، ونهى عن كل شر ، كما قال تعالى
{ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً } ( الأنعام :115) أي صدقا في الأخبار وعدلا في الأحكام ، فكله حق وصدق وعدل وهدى ، ليس فيه مجازفة ولا كذب ولا افتراء كما يوجد في أشعار العرب وغيرهم من الأكاذيب والمجازفات التي لا يحسن شعرهم إلا بها ، كما قيل في الشعر :" إن أعذبه أكذبه "، وتجد القصيدة الطويلة المديدة قد اسْتُعْمِلَ غالبها في وصف النساء أو الخيل أو الخمر أو في مدح شخص معين أو فرس أو ناقة أو حرب أو كائنة أو مخافة أو سبع أو شيء من المشاهدات المتعينة التي لا تفيد شيئا إلا قدرة المتكلم المعين على الشيء الخفي أو الدقيق ، أو إبرازه إلى الشيء الواضح ، ثم تجد له فيه بيتا أو بيتين أو أكثر هي بيوت القصيد وسائرها هَذَرٌ لا طائل تحته ، وأما القرآن فجميعه فصيح في غاية نهايات البلاغة عند من يعرف ذلك تفصيلا وإجمالا ممن فهم كلام العرب وتصاريف التعبير، فإنه إن تأملت أخباره وجدتها في غاية الحلاوة سواء كانت مبسوطة أو وجيزة ، وسواء تكررت أم لا ، وكلما تكرر حلا وعلا ، لا يخلق عن كثرة الرد ، ولا يَمَل منه العلماء ، وإنْ أخذ في الوعيد والتهديد جاء منه ما تقشعر منه الجبال الصم الراسيات ؛ فما ظنك بالقلوب الفاهمات ، وإن وعد أتى بما يفتح القلوب والآذان ، ويسوق إلى دار السلام ، ومجاورة عرش الرحمن ، كما قال في الترغيب { فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة :17) وقال في الترهيب { أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ } (الإسراء :68) { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُـورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} (الملك: 16، 17) وقال في الزجر { فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ } (العنكبوت:40) وقال في الوعظ { أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} (الشعراء : 205: 207) إلى غير ذلك من أنواع الفصاحة والبلاغة والحلاوة .

وإن جاءت الآيات في الأحكام والأوامر والنواهي اشتملت على الأمر بكل معروف حسن نافع طيب محبوب ، والنهي عن كل قبيح رذيل دنيء ، كما قال ابن مسعود وغيره من السلف : " إذا سمعت الله تعالى يقول في القرآن يا أيها الذين آمنوا فارعها سمعك فإنها خير يأمر به أو شـر ينهى عنه " ، ولهذا قـال تعالى { يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الأعراف: 157) .

وإن جاءت الآيات في وصف المعاد وما فيه من الأهوال وفي وصف الجنة والنار وما أعد الله فيهما لأوليائه وأعدائه من النعيم والجحيم والملاذ والعذاب الأليم ، بشرت به وحذرت ، وأنذرت ودعت إلى فعل الخيرات ، واجتناب المنكرات ، وزهدت في الدنيا ورغبت في الآخرة ، وثبتت على الطريقة المثلى ، وهدت إلى صراط الله المستقيم ، وشرعه القويم ، ونفت عن القلوب رجس الشيطان الرجيم ، ولهذا ثبت في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مِنَ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ أُومِنَ أَوْ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو أَنِّي أَكْثَرُهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ولفظ مسلم : ( وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا ) أي الذي اختصصت به من بينهم هذا القرآن المعجز للبشر أن يعارضوه بخلاف غيره من الكتب الإلهية فإنها ليست معجزة عند كثير من العلماء ، والله أعلم.

وقد مارس أهل العربية فنونها منذ نشأت لغتهم ، حتى شبت وترعرعت ، وأصبحت في عنفوان شبابها عملاقاً معطاء ، واستظهروا شعرها ونثرها ، وحكمها وأمثالها ، وطاوعهم البيان في أساليب ساحره ، حقيقة ومجازاً ، إيجازاً وإطناباً حديثاً ومقالاً ، وكلما ارتفعت اللغة وتسامت ، وقفت على أعتاب لغة القرآن في إعجازه اللغوي كسيرة صاغرة ، تنحني أمام أسلوبه إجلالاً وخشية .

ولم يعهد تاريخ العربية حقبة من حقبة ازدهرت فيها اللغة ونمت ، إلا تطامن أعلامها وأساتذتها أمام البيان القرآني ، اعترافاً بسموه ، وإدراكاً لأسراره ، وحيثما قلب الإنسان نظره في القرآن ، وجد أسراراً من الإعجاز اللغوي: يجد ذلك في نطاقه الصوتي البديع بجرس حروفه ، حين يسمع حركاتها وسكناتها ، ومداتها وغناتها ، وفواصلها ومقاطعها ، فلا تمل أذنه السماع ، بل لا تفتأ تطلب منه المزيد .

والأمثلة على ذلك أكثر من أن تعد وتحصى ، وسأذكر مثالاً واحداً منها كشاهد على بلاغة المفردة القرآنية : لنقرأ قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ } (التوبة : 38 ) .

ثم لندرس الأداء الفني الذي قامت به لفظه ( اثَّاقَلْتُمْ) بكل ما تكونت به من حروف ، ومن صورة ترتيب هذه الحروف ، ومن حركة التشديد على الحرف اللثوي ( الثاء ) ، والمدَّ بعده ، ثم مجيء القاف الذي هو أحد حروف القلقلة ، ثم التاء المهموسة ، والميم التي تنطبق عليها الشفتان ويخرج صوتها من الأنف ، ألا تجد نظام الحروف ، وصورة أداء الكلمة ذاتها أوحت إلينا بالمعنى ، قبل أن يأتي علينا المعنى من جهة المعاجم ؟

ألا نلحظ في خيالنا ذلك الجسم المثَّاقل ، يرفعه الرافعون في جهد ، فيسقط في أيديهم في ثقل ، ألا تحس أن البطء في تلفظ الكلمة ذاتها يوحي بالحركة البطيئة التي تكون من المثَّاقل ؟ ولنـجرب أن نبـذل المفردة القرآنية ، ونحل محلها لفظه ( تثاقلتم ) أ نحس أن شيئاً من الخفة والسرعة ، بل والنشاط أوحت به ( تثاقلتم ) بسبب رصف حروفها ، وزوال الشَّدَّة ، وسبق التاء قبل الثاء ؟ إذن فالبلاغة تتم في استعمال (أثَّقلتم ) للمعنى المراد ، ولا تكون في ( تثاقلتم ) .

وهناك أمثلة كثيرة عن المفردة القرآنية ، والآية وصياغتها ، والتشبيه والاستعارة ، والكناية القرآنية والفاصلة وهيكل السورة ، والقصة ،
والمثل ، والقسم ، والإعجاز والإطناب ، والجزالة والرقة ، وما شابه وكلها تؤيد الإعجاز اللغوي الذي ينفرد به أسلوب القرآن .

وسبحان من أعجز الثقلين ببيانه البديع وحجته الدامغةعلى أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفيروزي

عضو ذهبي  عضو ذهبي
الفيروزي


الجنس : ذكر
العمر : 38
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 30/09/2011
عدد المساهمات : 706

]|«•♨•»|[ الكلمة المعجزة ]|«•♨•»|[ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ]|«•♨•»|[ الكلمة المعجزة ]|«•♨•»|[   ]|«•♨•»|[ الكلمة المعجزة ]|«•♨•»|[ Icon_minitimeالإثنين 16 أبريل 2012, 11:36 pm

۩۞۩ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ۩۞۩

ماشاء الله تبارك الله
مشاركة جميلة ومتميزة
نبارك هذا الجهد الرائع
ونتطلع لمزيد من الإبداع


۩ حفظكم الله ورعاكم ۩


♥♥ تقبلوا محبتي وتقديري ♥♥


₪₪₪₪₪₪₪
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
]|«•♨•»|[ الكلمة المعجزة ]|«•♨•»|[
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ♥{♦}♥ قوة الكلمة ♥{♦}♥
»  °ˆ~*¤®§(*§ الكلمة .. وتأثيرها §*)§®¤*~ˆ°
» ~*¤ô§ô¤*~ ما هي مهمة الكلمة ؟ ~*¤ô§ô¤*~
» ۩۩ الكلمة السحرية التي تغير الأشياء ۩۩

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ القرآن الكريم ۩-
انتقل الى: