الجنس : العمر : 42 رقعة الشطرنج التسجيل : 15/01/2012عدد المساهمات : 18
موضوع: ↨|❖|↨ { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ }↨|❖|↨ الأحد 05 فبراير 2012, 1:02 am
◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊
↨|❖|↨ { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ }↨|❖|↨
◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊
الحمد لله الذي جعل القرآن تبياناً لكل شي وهدى ورحمة للمؤمنين، وجمع فيه أصول الدين وفروعه، وأصلح به الدنيا والدين، وصلاة وسلاما على أكمل الخلق وسيد المرسلين
فإن عنوان المقال هو آية كريمة من كلام الله تعالى، جاء عن مجاهد وقتادة في تفسيرها بأنه القرآن العظيم لأنه كلام رب العالمين.
وإن من أعظم لذائذ الدنيا الذي لايعرفها إلا من جربها الحياة مع القرآن بقراءته وتدبره والوقوف مع آياته والعمل به إذ به حياة القلوب لأنه كلام علام الغيوب جعل بقراءته سبحانه الأجر العظيم وجعل به الهداية والشفاء ، وجعله المعجزة الخالدة لسيد البشر عليه الصلاة والسلام ، وتكفل بحفظه سبحانه فهو لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
والقرآن به أنس الصالحين إذ به قيامهم بالأسحار جاء عن عائشة - رضي الله عنها - أنه كان عليه الصلاة والسلام يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ، وفي حديث المغيرة - رضي الله عنه - حتى تورمت قدماه ، ولقد أحسن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من قال: وفينا رسول الله يتلو كتابه*** إذا انشق معروف من الفجر ساطع يبيت يجافي جنبه عن فراشه*** إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
والحديث عن أحسن الحديث يطول ولكن هنيئا لمن كان من أهله . { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } جاء عن ابن عباس رضي الله عنه : فضل الله القرآن ، ورحمته الإسلام.
يقول جل ذكره واصفا القرآن { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ } [ ص: 67] إلى غيرها من الآيات المبينة عظمة القرآن ، فهو هدى للناس ، ونور مبين وموعظة وشفاء ورحمة وفرقان .. الى غير ذلك من الأوصاف الجليلة التي ينبغي أن يقف أمامها المسلم متدبرًا ومتأملاً .
واقتضت حكمته سبحانه أن يكون نزوله في أعظم الأزمان وأشرف الشهور { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة 185] .
وكان نزوله في أعظم ليلة من هذا الشهر المبارك فقال سبحانه { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ{1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ {2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [سورة القدر]
وبعث به أعظم رسول صلى الله عليه وسلم { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآن ُلأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } [الأنعام 19]
وتحدى الثقلين أن يأتوا بمثله ولو اجتمعوا لذلك { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } [الاسراء 88 ]
وبين عظم شأنه وجلاله قدره حتى إنه لو نزل على الجبال الصم لتصدعت { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [الحشر:21]
وقد فضل الله القرآن على غيره من الكتب وجعله ناسخا لها ومهيمنا عليها فقال تعالى { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْه} [المائدة 48]
◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊
◊ مـن هم أهـل الـقــرآن ◊
قال ابن القيم : قال بعض السلف : نزل القرآن ليُعمل به ، فاتخذوا تلاوته عملا ، ولهذا كان أهل القرآن هم العاملون به ، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب ، وأما من حفظه ولم يفهمه ، ولم يعمل بما فيه فليس من أهله ، وإن أقام حروفه وإقامة السهم ) زاد المعاد
◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊
◊ فـــضــل تــلاوة الــقــرآن ◊
إن تلاوة القرآن الكريم من أفضل العبادات ، وأعظم القربات، إن الله تعالى رتب على قراءة القرآن أجرًا كبيرًا ، فكرم الله تعالى عظيم ، ومنتّه واسعة ، وعطاؤه بلا حساب ، حتى أن القارئ الذي يجد في قراءة القرآن مشقة وصعوبة له أجران، أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال صلى الله عليه وسلم ( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة البررة والذي يقرأ القرآن وهو يتعتع فيه وهو شاق عليه فله أجران ) ذكر أهل العلم أن الأجرين احدها على القراءة والثاني لمشقتها على القارئ .
وقال صلى الله عليه وسلم ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان تحاجان عن أصحابهما) رواه مسلم ، فأي فوز لمن كان له القرآن الكريم شفيعا .
حملة القرآن القائمين عليه التالين له هم أهل الله وخاصته ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن لله تعالى أهلين من الناس : أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني - وليس المقصود التلاوة فقط بل مع الفهم والتطبيق .
ان معلم القرآن ومتعلمه فانهما من افضل الناس وارفعهما مكانة ، فعن عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري
ولقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأجرالعظيم المترتب على قراءة القرآن فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ألم حرف ، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) رواه الترمذي ،
أخي المؤمن : انت طيب في معدنك ، وكريم على من خلقك ، لكن هل علمت أن القرآن يزيد في جمالك ، ويزكي رائحتك ، قال صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها طيب ) متفق عليه
◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊
◊ ثمرات تلاوة القرآن الكريم ◊
1- نزول الرحمة ، والسكينة ، وحفتهم الملائكة ... وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الرحمة تغشى حلقات القرآن أي تعمهم جميعًا ، وأن الملائكة تحيط بهم تشريفًا لهم (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله .... تكملة الحديث) وقال تعالى { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [ الأعراف: 204] ، نزلت هذه الآية تأمر بالاستماع والانصات الى قراءة القرآن وأوجبت الرحمة لمن يستمع وينصت لأن ( لعلّ ) من الله واجبة ، قال الليث بن سعد : يقال ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن .
2- كتاب الله شفاء للنفوس من الشهوات ، ودواء للقلوب من الأهواء والشبهات ، وعلاج للأبدان من الأمراض قال تعالى { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِين } [الاسراء82] . 3- أنه حفظ من الشياطين وشرورهم ، وقد شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم البيوت التي لا يقرأ فيها القرآن بالمقابر لانقطاع الأموات عن العبادة والتلاوة ، نفور الشياطين من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة فقال (لا تجعلوا بيوتكم مقابر ان الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) رواه مسلم
4- القرآن يحصن القلب من الشرك والأمراض المتنوعة ، ويحصن البيت من الشياطين ، ويحصن النفس والمال كما في حديث حراسة زكاة رمضان وفيه ( إذا اويت الى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ) رواه البخاري
5- ما أعده الله لقارئه من الأجر العظيم والثواب الجزيل، فياليت شعري ونحن نعرف ما لقارئ القرآن من الأجر ، فهل نحن نواظب على قراءة القرآن ، فلا يمر بنا يوم إلا وقد قرأنا القرآن منه جزءً وتمعنًا بما فيه ..
◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊
جعلني الله وإياكم ممن يفرح بفضله ورحمته وممن هو من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وصلاة وسلاما على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.