⇭☠⇭ ما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابة ⇭☠⇭
هو في الحقيقة نوع من أسباب النزول والأصل في موافقات عمر وقد أفردها بالتصنيف جماعة وأخرج الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه قال ابن عمر: وما نزل بالناس أمر قط فقالوا وقال إلا نزل القرآن على نحوما قال عمر.
وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال: كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن.
وأخرج البخاري وغيره عن انس قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث: قلت يا رسول الله لواتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وقلت يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلوأمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن فنزلت كذلك.
وأخرج مسلم عن ابن عمر عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث: في الحجاب وفي أسرى بدر وفي مقام إبراهيم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي أووافقني ربي في أربع: نزلت هذه الآية {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين} الآية فلما نزلت قلت أنا: فتبارك الله أحسن الخالقين فنزلت فتبارك الله أحسن الخالقين.
وأخرج عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهودياً لفي عمر بن الخطاب فقال: إن جبريل الذي يذكر صاحبكم عدولنا فقال عمر: من كان عدوالله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن الله عدوللكافرين قال: فنزلت على لسان عمر.
وأخرج سنيد في تفسيره عن سعيد بن جبير أن سعد بن معاذ لما سمع ما قيل في أمر عائشة قال: سبحانك هذا بهتان عظيم فنزلت كذلك.
وأخرج ابن أخي ميمي في فوائده عن سعيد بن المسيب قال: كان رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعا شيئاً من ذلك قالا: سبحانك هذا بهتان عظيم: زيد بن حارثة وأبو أيوب فنزلت كذلك.
وأخرج أبي حاتم عن عكرمة قال: لما أبطأ على النساء الخير في أحد خرجن يستخبرن فإذا رجلان مقبلان على بعير فقالت امرأة: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حيّ قالت: فلا أبالي يتخذ الله من عباده الشهداء فنزل القرآن على ما قالت ويتخذ منكم شهداء وقال ابن سعد في الطبقات: أخبرنا الواقدي حدثني إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري عن أبيه قال: حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد فقطعت يده اليمنى فأخذ اللواء بيده اليسرى وهويقول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أوقتل انقلبتم على أعقابكم ثم قطعت يده اليسرى فحنى على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهويقول {وما محمد إلا رسول} الآية ثم قتل فسقط اللواء.
قال محمد لن شرحبيل: وما نزلت هذه الآية وما محمد إلا رسول يومئذ حتى نزلت بعد ذلك.
تذنيب: يقرب من هذا ما ورد في القرآن على لسان غير الله كالنبي عليه الصلاة والسلام وجبريل والملائكة غير مصرح بإضافته إليهم ولا محكي بالقول كقوله {قد جاءكم بصائر من ربكم}الآية فإن هذا وارد على لسانه صلى الله عليه وسلم لقوله آخرها وما أنا عليكم بحفيظ وقوله {فغير اله أبتغي حكماً} الآية فإنه وارد أيضاً على لسانه.
وقوله {ما نتنزل إلا بأمر ربك}الآية وارد على لسان جبريل.
وقوله {ما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون} وارد على لسان الملائكة وكذا إياك نعبد وإياك نستعين وارد على ألسنة العباد إلا أنه يمكن هنا تقدير القول: أي قولوا وكذا الآيتان الأولتان يصح أن يقدر فيهما قل بخلاف الثالثة والرابعة.