والإنفاق يكون في حدود الطاقات المادية ، يقول تعالى : ( لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ) (7) سورة الطلاق ) .
قال صلى الله عليه وسلم : ( من أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فهي صدقة ) ([الطبراني])
والمرأة ملتزمة بالوفاء بحقوق زوجها عليها، وحسن طاعته، قال صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة )( رواه الترمذي)
وكذا فإن الرجل ملتزم بالوفاء بحقوق زوجته ؛ بحسن معاشرتها وإعفافها .
والوالدان ملتزمان برعاية أولادهما، وحسن تربيتهم، وتعليمهم أمور دينهم، قال صلى الله عليه وسلم : ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين . وفرقوا بينهم في المضاجع) ([أبو داود])
والأبناء ملتزمون ببر الوالدين وطاعتهما فيما يرضي الله، قال تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا )([الإسراء: 23])
كما أن جميع أفراد البيت ملتزمون بصلة الأرحام وبر الأقارب والأصحاب ، قال تعالى : ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام )([النساء: 1])
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من سره أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره، فليصل رحمه ) (رواه البخاري)
ومن التميز والوضوح في بيت الإيمان أن يكون لكل فرد شخصيته المستقلة دونما انمحاء أو ذوبان فالرجل رجل والمرأة امرأة ، فلا تشبه ولا تخنث .
ومن هنا فقد لعن الله الانقياد الأعمى لما كان عليه الآباء والأجداد من عبادات باطلة . كما لعن في الإسلام من الرجال من يتشبه بالنساء ومن النساء من يتشبه بالرجال ! فعن ابن عباس رضى الله عنه أن امرأة مرت على رسول الله صلى الله عله وسلم متقلدة قوساً فقال النبي صلى الله عله وسلم : " لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء " ( الهيثمي : مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 8/103)) وفى حديث ابن عمر : " لعن رسول الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء " (الهيثمي : مجمع الزوائد 8/103 وقال رواه أحمد والبزار الطبراني)
كما رفض الإسلام – كذلك – الإمعية ، والميل مع الريح حيث تميل . فعن حذيفة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تكونوا إمعة ، تقولون : إن أحسن الناس أحسنا ، وإن ظلموا ظلمنا ، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس تحسنوا ، وإن أساءوا ألا تظلموا " (القرضاوي : المنتقى من الترغيب والترهيب للمنذري 2/685 رواه الترمذي وحسنه)
,فالتشبه والإمعية دليل على انمحاء معالم الشخصية السوية .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) (رواه الإمام أحمدفي المسند 2/50 وهو في صحيح الجامع 2828 ، وكذلك 6025)
قال البخاري رحمه الله تعالى باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت وساق حديث ابن عباس قال : لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء ، وقال : أخرجوهم من بيوتكم قال : فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلاناً وأخرج عمرفلانة . (رواه البخاري في كتاب اللباس باب 62 ، الفتح 10/333)
ثم ساق حديث أم سلمة الذي أورده في باب : ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة ونصه : عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عندها ، وفي البيت مخنث فقال : المخنث لأخي أم سلمة عبد الله بن أبي أمية إن فتح الله لكم الطائف غداً أدلك على ابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتُدبر بثمان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لايدخلن هذا عليكم ) (رواه البخاري باب 113 الفتح 9/333)
عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء "( رواه أبو داود والنسائي) .
بالشرق أو بالغرب لست بمقتدي *** أنا قدوتي ما عشت شرع محمد حاشى يثنيني سراب خادع *** ومعي كتاب الله يستطع في يدي