ظاهرة الشيب .. عبارة عن تغير فى لون الشعر وهذا لا يأتى مرة واحدة .. بمعنى أنه لا يتحول فجأة من اللون العادى حتى يظهر اللون الرمادى.
ولو عرفنا الشيب لوجدناه يعنى أن كمية المواد الملونة فى الشعر بدأت تتناقص وينتج عن هذا النقص فقدان الشعر للونه تدريجياً حتى يصير اللون أبيض فيصبح سائداً فى الرأس.
تدعى عملية تغير لون شعر الإنسان من اللون الطبيعي إلى اللون الرمادي أو الأبيض بالشيب وهي في العادة عملية طبيعية تحدث مع تقدم الإنسان في العمر وبلوغه الكبر وقد وصف زكريا عليه السلام نفسه عند بلوغه الكبر بقوله {ربي اني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا}، وعلى الرغم من أن الشيب الطبيعي يعتبر من الدلالات الرئيسية للوقار والهيبة، إلا انه يعد مشكلة لدى الكثيرين من النساء والرجال الذين يحاولون بشتى الطرق اخفاءه.
وقد وصف الشاعر نظرة الناس للشيب بقوله: عيرتني بالشيب وهو وقار ليتها عيرتني بما هو عار
وقال الآخر: إذا شاب شعر المرء أو قل ماله فليس له من حبهن نصيب
ويتعرض الناس جميعاً للشيب على السواء، لكن يختلف وقت حدوثه من شخص لآخر حيث إن من الناس من يشيب في فترة مبكرة عن غيره.
اسباب الشيب
عندما يتقدم الإنسان في العمر يقل إفراز الجسم لمادة الميلانين وهي المادة المسؤولة عن اعطاء اللون للشعر ومع مرور الوقت تتوقف الخلايا الملونة في بصيلة الشعر عن تكوين وتصنيع مادة الميلانين وبذلك تقل وتنعدم صبغة الشعر المتجدد وينمو الشعر بلا لون ولا يتبقى من لون الشعر إلا لون مادته الأساسية التي يتركب منها وهي مادة الكريتين وهي مادة لالون لها.
أنواع الشيب
هناك نوعان من الشيب الذي يصيب شعر الإنسان وهما:
أولاً: الشيب نتيجة للتقدم في العمر
إن من مظاهر التقدم بالعمر ظهور الشيب لدى الإنسان وهذه العملية محددة جينياً حيث يبدأ الشعر في المشيب عند البيض بين منتصف سن الثلاثين والأربعين، ثم يزداد الشيب على مدى العشرين سنة التالية ومع بلوغ الإنسان لسن 60إلى 70عاماً يشيب الشعر كله تقريباً أما بالنسبة للسود فإنهم يتأخرون عن البيض بمعدل 10سنوات تقريباً، ولسبب غير معروف حتى الآن فإن الشيب يبدأ في الظهور على جانبي الوجه أولاً ثم ينتشر ليشمل جانبي الرأس ثم بقية الرأس ثم بقية شعر الجسم. إن سبب عملية الشيب في هذه الفترة مرتبط بنقص مادة الميلانين، نتيجة لقلة عدد الخلايا الصانعة لها وهو أمر طبيعي مرتبط بانتهاء العمر الزمني لها مثلها مثل خلايا الجسم الأخرى، كما قد وجد انه مع مرور العمر يزداد تكون الجيوب الهوائية داخل الشعر والذي بدوره وعن طريق الاكسجين يؤدي إلى أكسدة الميلانين إلى مادة عديمة اللون تعطي اللون الأبيض للشعرة.
ثانياً: الشيب المبكر
يعتبر الشيب مبكراً عندما يبدأ في الظهور قبل سن الثلاثين للبيض وقبل سن الأربعين للسود، وفي هذا النوع من الشيب نلاحظ أن الشيب يبدأ ظهوره أولاً على جانبي الرأس ثم يمتد إلى وسط الرأس، أما مؤخرة الرأس فهي مقاومة للشيب وقلما يظهر الشيب بها، أما بقية شعر الجسم مثل تحت الابطين فإن الشعر الأبيض نادر الحدوث بهما.
وقد انتشرت فى الآونة الأخيرة هذه الظاهرة أو ما يطلق عليها ظاهرة (الشيب المبكر)..
ومعناه ظهور الشعر الأبيض فى سن غير متعارف عليها فالشيب العادى للمرأة يظهر من 40 إلى 50 سنة بينما يكون فى الرجال من سن 35 إلى 45 سنة ويظهر نتيجة تأثر أعضاء الجسم بتقدم السن.. ولكن الشعر الأبيض المبكر يظهر قبل تقدم العمر.. أى قبل سن الأربعين ويرجع ذلك إلى عدة عوامل نفسية مثل.. الإرهاق فى العمل أو القلق والإجهاد العضلى والنفسى والعصبى.
أسباب الشيب المبكر
هناك العديد من الأسباب وهي: 1- العامل الوراثي: يلعب العامل الوراثي دور كبيراً في ظهور الشيب المبكر فإذا كان أحد أفراد العائلة أو الأقارب يعانون من الشيب المبكر فإن احتمال تعرضك أنت أيضاً لذلك يزداد وليس بمعروف إلى الآن الآلية الوراثية لذلك.
2- العوامل النفسية: هناك ارتباط واضح بين العوامل النفسية وظهور الشيب المبكر وخاصة الانفعالات الشديدة والمفاجئة مثل الخوف الشديد أو الحزن الشديد أو الإصابة بالهموم والغموم ومصداقية ذلك قوله تعالى: {فكيف تتقون ان كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا}، حيث وصف الله أهوال يوم القيامة بأنها تعجل بظهور الشيب بالولدان، كما أن الشواهد الواقعية تؤكد ذلك.
3- سوء التغذية ونقص الفيتامينات: يلعب سوء التغذية دوراً واضحاً في حدوث الشيب المبكر خاصة في حالة وجود نقص شديد في بعض العناصر الغذائية المهمة في تكوين مادة الميلانين المسؤولة عن لون الشعر ومن أهم هذه العناصر الحديد والنحاس وحمض الفوليك وفيتامين (ب) المركب بأنواعه وعلى الرغم من عدم وجود إثباتات حاسمة على دور نقص الفيتامينات في ظهور الشيب إلا أن هناك دراسات علمية أشارت إلى ارتباط الشيب بنقص فيتامين (ب) المركب وقد أشارت بعض هذه الدراسات إلى جدوى الجرعات الكبيرة من الفيتامين (ب) في تأخير الشيب.
4- الأمراض العضوية: إن لإصابة الإنسان بالأمراض العضوية خاصة أمراض الجهاز الهضمي وأمراض اختلال وظائف الغدة الدرقية وغيرها إذا كانت متكررة دوراً كبيراً في الإسراع في ظهور الشيب المبكر وقد يكون السبب في ذلك عائداً إلى كون هذه الأمراض العضوية يصاحبها في الغالب ارتفاع درجة حرارة الجسم ومظاهر الهزال والضعف البدني العام وكلها عوامل إضافية تساعد على حدوث الشيب المبكر، وفي احيان قليلة قد يحدث الشيب المبكر نتيجة بعض الالتهابات المستمرة في الجسم مثل التهاب اللثة والأسنان المتكرر، وكذلك التهاب فروة الرأس الدهني.
وقد وجد الباحثون مؤخرا علاقة بين سرطان الجلد (الميلانوما) وبين الشيب المبكر ورغم ان الدراسات العلمية في بدايتها الى انها تشير الى ان ظهور الشعر الأبيض في سن مبكرة بين بعض فئات الناس ربما له دلالة على تغيير جوهري في جين BcI 2. وهو جين ضروري للحفاظ على الميلانوسايت وهي الخلايا الصبغية التي تساعد على اكتساب الشعر للون
ومن أشد العوامل تأثيراً هى العوامل النفسية التى لها أكبر الأثر فى ظهور الشعر الأبيض عند الرجال والنساء معاً.
وظهور الشيب المبكر قد يرجع إلى الأسباب الوراثية التى أثبتت الأبحاث والدراسات أنها تلعب دوراً أساسياً فى زحف الشيب إلى الشعر سواء عند الرجل أو المرأة ويطلق على هذه الأسباب عوامل أولية.
أما العوامل الثانوية فتتمثل فى العوامل النفسية كالصدمة العصبية أو الفشل فى مواجهة مشكلة كبرى وبعض الأشخاص تظهر عليهم الصدمات فى صورة إغماء أو قىء أو اضطرابات فى الجهاز الدورى أو ذبحة صدرية والبعض الآخر تظهر لديهم فى صورة الشيب فى الرأس فهناك شخص هدفه السهل معدته وآخر القولون وثالث القلب ورابع الجلد وهكذا يختلف رد الفعل من شخص لآخر.
واستخدام الصبغات بصفة مستمرة لتغيير لون الشعر جرياً وراء الموضة أو وراء تفكير خاطئ فى التجميل فإن ذلك يؤدى إلى التأثير على المواد الملونة فى الشعر.
وهناك بعض الأمراض مثل.. البهاق والسكر والغدد وأمراض الجهاز الليمفاوى والأمراض العصبية، تؤدى إلى الشيب المبكر وظهور الشعر الأبيض فى الرأس.
وقد حذر الأطباء المتخصصون من استخدام المواد المبيضة للشعر والمسماة بالبلاتشنج أو الماشات لأنها ضارة بالشعر كما ينصحون بعدم التعرض لما يثير القلق والإرهاق حتى لا يصاب الإنسان بصدمات نفسية وعصبية من الممكن أن تحول شعر رأسه كاملاً إلى اللون الأبيض.
علاج الشيب
لا يوجد علاج نهائي للشيب فعندما تبدأ عملية الشيب فلا يمكن إعادة اللون إلى الشعر مرة أخرى ولكن من الممكن الابطاء بعملية الشيب أو تأخير حدوثه وذلك في حالة الشيب المبكر ويكون ذلك بالسعي لتجنب الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الشيب المبكر خاصة عند وجود قابلية وراثية لذلك، كما يجب العلاج المبكر للأسباب التي أدت إلى ظهور هذا الشيب إذا وجدت حيث يجب بصورة عامة الاهتمام بالصحة العامة والاعتناء بنظافة الشعر وتغذيته ومعالجة الالتهابات التي تصيبه كما يجب أيضاً معالجة بؤر الالتهاب المتكرر بالجسم مثل الأسنان واللوز والاهتمام بمعالجة فقر الدم ونقص التغذية في حالة وجوده مع التأكد من سلامة إفرازات الغدة الدرقية ويجب ألا ننسى من أن تحقيق الارتياح والاستقرار النفسي يعتبر من أهم العوامل التي تؤدي إلى تقليل الشيب المبكر. إن تناول فيتامين (ب) المركب لفترات طويلة يؤدي للاقلال من حدوث الشيب المبكر كما أن استعمال جرعة عالية من مادة بارامينوبنزوك اسيد وجد انها تغمق الشعر عند 80% من مستخدميه بعد عدة أشهر من العلاج ولكن الشعر لا يلبث أن يعود إلى وضعه الطبيعي بعد عدة أسابيع من التوقف عن العلاج. إن أفضل علاج للشيب هو الصبغة حيث يمكن استخدامها للرجال والنساء ويجب مراعاة ما يلي عند استعمال الصبغات.
1- التأكد من أن الصبغة لا تسبب حساسية تلامسية عند استخدامها حيث يمكن التأكد من ذلك عن طريق اختبارها أولاً على اليد حيث إن بعض الصبغات تسبب حساسية تلامسية خاصة تلك الصبغات التي تحتوي على مادة (البارافينيل اندي امين) وفي حالة حصول حساسية تلامسية من الصبغة على الجسم فإن مظاهرها عبارة عن التهاب واحمرار مع انتفاخ في الجلد يصاحبه حكة شديدة وهو في العادة يشمل منطقة استعمال الصبغة والمناطق المحيطة بها ما عدا فروة الرأس فإن الحساسية الناتجة من استعمال الصبغة عليها تكون في الوجه ومنطقة الاذنين ولا تتأثر بها فروة الرأس.
وعند حصول الحساسية أو توقع حدوثها يستحسن اجراء اختبار الحساسية الجلدي للتأكد من نوعية المادة المسببة للحساسية ومن ثم البحث عن صبغة لا تحتوي على هذه المادة، ويمكن الاستعاضة عن الاصباغ الصناعية بالاصباغ النباتية خاصة للنساء مثل الحناء وغيرها حيث انها لا تؤدي إلى حساسية الجلد.
2- للصبغات تأثير سيئ على الشعر خاصة الصناعية منها ويزداد التأثير عند تكرر استخدامها بشكل مستمر وعلى فترات متقاربة ويشمل هذا التأثير تعريض الشعر للجفاف وإزالة البروتينات الطبيعية للشعر مما يسبب في حدوث تقصف للشعر وقد يؤدي إلى تساقطه،
ولذا يستحب استخدم الشامبوهات الطبية والمرطبات المناسبة لنوع الشعر وذلك لمنع حصول هذه الآثار ولتخفيف اثر الصبغة على الشعر.