~¤¦¦۞¦¦ البلشفية Bolshevism ¦¦۞¦¦¤~

~¤¦¦۞¦¦ البلشفية Bolshevism ¦¦۞¦¦¤~

البلشفية منظمة ماركسية ومذهب سياسي يمثل تكتيك البلاشفة واستراتيجيتهم، مؤيدي فلاديمير إيليتش لينين، خرجت جناحاً منافساً داخل حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي في مؤتمره الثاني المنعقد صيف عام 1903 في بروكسل ولندن. وقد نتج الانقسام عن الخلاف حول مفهوم الحزب وبرنامجه التنظيمي والسياسي. إذ دعا الجناح اليساري من الحزب بزعامة لينين إلى حزب منضبط ومنظمة مركزية مكونة من الحزبيين النشطاء فقط. بينما نادى المعتدلون بزعامة يوليوس مارتوف باعتماد برنامج يترك الباب مفتوحاً لكل من يرغب بالدخول إلى الحزب من دون مطالبة الأعضاء بالانضباط الحزبي أو بالمشاركة في المنظمة الحزبية. وبنتيجة المناقشات الحادة حول ذلك انسحب المعتدلون من هذا المؤتمر وانقسم الحزب إلى جناحين: جناح «المعتدلين» وتزعمه لينين. ولما كان أنصار لينين يؤلفون أغلبية أعضاء الحزب، دعوا منذ ذلك الوقت «بلشيفيكي» (البلاشفة، من الروسية Bolshinstvo، الأغلبية).

أما مؤيدو الجناح الذي تزعمه مارتوف فكانوا يؤلفون أقلية أعضاء الحزب ودعوا «منشيفيكي» (المناشفة ـ من الروسية Menshinstvo ـ الأقلية).

عكس الانقسام خلافات جوهرية في الموقف اتضحت أكثر فأكثر في السنوات اللاحقة، حيث تمسّك المناشفة (أعضاء الأقلية) بزعامة مارتوف وتأييد ليون تروتسكي بآراء غيورغي بليخانوف[ر]، السياسي المخضرم ومؤسس الحزب، القائل إنه لابد من أن تسبق الثورة الاشتراكية في روسية ثورة ديمقراطية تقودها البورجوازية، كمرحلة انتقالية، تجلب روسية إلى مرحلة الرأسمالية وتمهد لقيام حكومة الطبقة العاملة (البروليتارية). بينما دعا البلاشفة (أعضاء الأغلبية) بزعامة لينين إلى استخدام القوة والثورة المسلحة من أجل القضاء على النظام القيصري مؤكدين أن ثورة من العمال والفلاحين، تتوفر لها القيادة السياسية السليمة، بإمكانها أن توصل روسية إلى الاشتراكية عبر مرحلة واحدة دون المرور ضرورة بمرحلة الرأسمالية.

ومع تطور الأحداث في روسية أدت الخلافات والمواقف التنظيمية والسياسية المتضاربة بين الجناحين في النهاية إلى تحولهما إلى حزبين مستقلين في عام 1912م.

ولم تقتصر جهود لينين والبلاشفة على معارضة من أسموهم «الانتهازيين» و«التحريفيين» و«المغامرين الثوريين» داخل روسية فحسب، بل تعدتها إلى مقاومة نفوذ من أسموهم «الإصلاحيين» و«اليمينيين» داخل الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية الأوربية المنضوية تحت لواء «الأممية الثانية»، إذ قاد حزب البلاشفة الروس بزعامة لينين معارضة شديدة ضد الجناح «المعتدل» في صفوف أحزاب «الأممية الثانية»، ولاسيما في مؤتمريها الثامن (آب ـ أيلول 1910م، كوبنهاغن) والتاسع (تشرين الأول 1912م، بال)، ومع اتخاذ قرار بالإجماع حول خطر الحرب وشيكة الاندلاع من هذين المؤتمرين، فقد اتهم البلاشفة الروس الجناح «اليميني» في «الأممية الثانية» بالانتهازية والاستسلام ومحاولة دفع الطبقة العاملة (البروليتارية) إلى التحالف مع البرجوازية الصغيرة، المتسامحة مع التوجهات القومية للحكومات القائمة في بلدانها غير المبالية بخطر اندلاع الحرب، لا بل والداعية إليها أيضاً.

وبعد قيام ثورة شباط عام 1917م وسقوط النظام القيصري في روسية شارك المناشفة في الحكومة المؤقتة التي تألفت آنذاك، بينما سيطر البلاشفة على المراكز الأساسية في المجالس العمالية (السوفيتات) التي تكوَّنت في الوقت ذاته، وتمكنوا في نهاية المطاف من إسقاط الحكومة المؤقتة في أوكتوبر عام 1917م.

وفي أثناء الحرب الأهلية التي اندلعت في روسية عام 1918م بين البلاشفة وأنصار النظام القيصري القديم قمع البلاشفة بسرعة القوى المعارضة، بما في ذلك المناشفة، وإن ظل مسموحاً لهم ببعض النشاط السياسي من حين لآخر حتى ربيع عام 1922م، إذ حُلّ جميع الأحزاب المعارضة للبلاشفة في البلاد، وانتهى الصراع العقائدي والسياسي بانتصار البلاشفة. وأصبحت لفظة «بلشفية» مرادفة للفظة «شيوعية» وعُرفَ الشيوعيون الروس باسم «البلاشفة» [ر.الشيوعية والماركسية].