::[❀]:: الأب العطوف ::[❀]::
حين تزوجت السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركت بيت أبيها لتستقر مع زوجها على كرم الله وجهه ولم تمض أيام حتى صرح النبي صلى الله عليه وسلم برغبته لفاطمة فى تحويلها إلى دار قريبة منه ؛ ليأنس بها وتأنس به أكثر وأكثر، فعلم بذلك حارثة بن النعمان ، وكان له دار ملاصقة لدارالنبى صلى الله عليه وسلم ؛ فتحول عنها من أجل أن تسكن فاطمة وزوجها رضي الله عنهما. حولها النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا البيت الجديد، وأمربفتح باب من المسجدعليه ؛ ليدخل عليها منه متى شاء وكيف شاء ؛ فكان يغدوويروح عليهما فى سرور، وكان إذا قدم من سفر بدأ ببيت فاطمة رضي الله عنها.
لم تخل حياة الزوجين من ساعات خلاف فإذا حدث شيء من هذا كانت كأنها سحابةصيف تنقشع سريعا ًبفضل حكمة الرسول الرحيم، وكان يعنى بالنصح والتوفيق بينهما،جاءته يوما شاكية قال لها" يا بنية ، اسمعي واستمعي واعقلي ، إنه لاإمْرَةَلإمرأة ٍلا تأتي هوى زوجها " فلما سمع علي هذه النصيحة الموجزةالبليغة قال لها : "والله لا آتي شيئا تكرهينه أبدا ً"
وفى موقف آخر ذهبت رضي الله عنها إلى أبيها باكية تقول: " يزعمون أنك لا تغضب لبناتك "!! وذلك حين نماإلى علمها أن عليا يهم بالزواج من بنت عمرو بن هشام بن المغيرة " أبى جهل " كلمة تعرف وقعها فى نفس أبيها ؛ فصعد على المنبر والغضب باد على وجهه ،وقال:"ألا إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني فى أن ينكحوا ابنتهم عليا ً، ألا وإني لا آذن لهم ، ثم إني لا آذن لهم ، ثم لا آذن لهم ، اللهم إن يُحِب ابن أبى طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم ، فإن ابنتي بضعة مني يريبني مارابها ،ويؤذيني ما آذاها ، وإني أتخوف أن تفتن فى دينها ".
وقال صلى الله عليه وسلم: " إني لست أحرم حلالا ًولا أحل حراما ً، ولكن والله لاتجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله أبدا ً"رواه البخاري ومسلم وغيرهما
وعندما وضعت فاطمة رضي الله عنها طفليها رضي الله عنهما فأسماهما جدهما صلوات الله عليه وتسليمه الحسن ثم الحسين ، وكان يحلو له أن يداعبهما معاً
روى جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه دخل على يوما ًعلى النبي صلى الله عليه وسلم فرأى الحسن والحسين على ظهره ، وهو يمشي على أربع ويقول : " نعم الجمل جملكما ، ونعم العِدْلان أنتما " رواه الطبرانى.