❖❦❖يا سفن الأمواج العالية ❖❦❖
دعونا نتفق أن الحياة لا تحلو ولا يطيب بقاؤها إلا بالإيمان بنوره في القلوب وسعادته للنفوس .
ساعتها نرى كل ما في الوجود جميلا .
يهون الصعب ويحلو الصبر
لكن أحيانا الملتزم بدينه يصاب حيرة وهو يرى كثيرا من العصاة يلهو ويمرح يستمتع ويفرح .
يضحك بلا كدر.
لماذا لم أرهم تعساء ؟
أين أثر المعصية عليهم كما حدثنا العلماء ؟
هل المعصية تجلب كل تلك البهجة في نفوسهم؟
معقول ؟
معقول أكون ضيقت على نفسي ؟
معقول أكون على الطريق الخطأ ؟؟
لا أستغفر الله العظيم .
إنها الدنيا من سعى وراءها أنهكته وأهلكته .
والآخرة خير وأبقى
فيصبر ويحتسب
لكن الصراع شديد
والوسواس لا يفتر
ربما حدثه شيطانه أو حدثته نفسه بأن يذوق شيئا ولو يسيرا من معاصيهم لعل السعادة تكون هناك .
لا لا أعوذ بالله من الشيطان.
أنا موقن بأن السعادة مع الإيمان.
أنا متأكدة بأن الحياة الحقيقة في القرب من الله.
لكن نفسي أستمتع مثلهم
نفسي أعيش حياتي .
نفسي يكون لي صاحب \ة حبيب \ة يملأ حبنا السمع والبصر ويروي العشاق قصتنا .
وهكذا يا أسرتي صارع رهيب وحرب ضروس
يا أيها الملتزم
يا أيتها القابضة على الجمر .
أين تذهبون ؟
إن لذة المعصية كالعلكة ( اللبان ) سكره قليل وتبقى المرارة في حلق من يمضغه.
إن ضحك العصاة ليس معناه إنهم سعداء فليس كل من يضحك في زماننا سعيد .
إنكم لم تصحبوهم في خلواتهم والألم يعصر قلوبهم .
إنكم لم ترقبوهم في خلواتهم والمرارة تعشش في القلوب والحلوق.
أهان عليكم إيمان وجدتم حلاوته في قلوبكم ؟
أهان عليكم أنس وجدتموه في القرب من ربكم ؟
أهان عليكم قلبكم والسعادة التي كانت فيه ؟
أنسيتم البكاء حبا لله لما عرفتموه في دروس العلم ؟
أنسيتم خشوع القلب في الصلوات ؟
أنسيتم النور الذي كان يتلألأ في الوجوه ؟
أنسيتم لذة القرآن ؟
أين دموع التوبة في أول الالتزام؟
أين لذة انكسار القلب لله ندما عل ما فات في بداية الطريق ؟
أنسيتم صحبة الصالحين ؟
أنسيتم عمل السر من صدقة وقيام ؟
أرضيتم بذلة ساعة وذل دهر؟
أرضيتم بمتعة مؤقتة في ظل غضب الله وسخطه ؟
تمهل يا أخي تريثي يا أختي .
فإن طريق المعصية متعة قليلة ثم ....
ثم تأوي إلى فراشك .
وتمر ليلة طويييييلة ويمر شريط الأحداث أمامك كالوميض ..
قرآن ذكر دروس علم . ثم أغاني أفلام شلة .
صلاة في المسجد سعادة في القلب راحة بال . ثم سيجارة مكالمات سهرات .
ثم يخرج منك نفس عمييييق حسرة وندما وفي نفس الوقت إصرار على التبرير والتظاهر بالتماسك والثبات على طريق اللذة المؤقتة
ربما لقيك في الطريق يوما أحد الصالحين أو الصالحت ممن كانوا معك على نفس الطريق طاعة بطاعة وقربة بقربة .
فتجد عينك لا إراديا هوت إلى الأرض واستدار وجهك وأسرعت خطاك .
لا تريد أن يذكرك بأيام أنت تتحسر عليها لكنك تكابر
طيب وبعدين ؟
وإلى متى يا أخي وأختي ؟
مش مهما عشت مسيرك تموت ؟
مش مهما أحببت مسيرك تفارق ؟
مش مهما هربت مسيرك تقف أمامه جل وعلا ؟
ساعتها يمكن تبكي لأنك ضيعت قلبك بإيدك
يمكن تتقطع لأنك وضعت نفسك في موضع جعلك لا تدري ما تقول له
ستقرأ كتابك ؟
يااااااااااه على الجحود.
طيب اقرأ بصوت عالي .
سنين طويلة طاعة وقرب وعمل صالح .
تقوى وإخلاص وهدى
وحب وصبر وثبات
لكن بعدها :
ضياااااااااع
معاااااصي
ظلمااااااات
وحشة
إعراااااااااض
ذنووووووب
ربما يتمزق قلبك كلما رأيت إنسانا يضحك وهو فرح مستبشر وقد صحبته الملائكة لجنة الرضوان
كان زماني معهم
كان زماني فرحان زيهم .
يا ليتني عصيت نفسي التي قادتني لطينها من شهوات ولذات . وأطعت ربي.
يا ليتني صبرت كما صبر بلال لما شووا جلده على رمال مكة والصخر على صدره .
يا ليتني صبرت كما صبرت سمية رضي الله عنها لما رضيت بالموت ولم تفرط في دينها . حتى قتلها أبو جهل بطعنها في موضع عفتها بحربته .
ياااه رغم كل هذا صبرا وعجزت أن أصبر على رغبة أو لذة ؟
يا ليتني بكيت على ذنبي وأسرعت بالرجوع لربي كما بكى عمار لما ظن بأنه لما اشتد عذاب قريش له ليجبروه على سب النبي صلى الله عليه وسلم فلما قالها مجبرا عاد إلى النبي عليه الصلاة والسلام فبشره بأنه ليس على المكره شيء فكانت الكلمات على قلبه ونفسه بردا وسلاما .
لكنني لم اقاوم ذنبي ولم أرجع لربي لأجده غفورا رحيما توابا كريما
يا ليتني ضحيت كما ضحى غلام الراهب وتحمل تعرضه للتقل مرة واثنين وقدم روحه في سبيل إعلاء كلمة التوحيد .
فعل هذا في حين عجزت أن أعلي أوامر الله في نفسي فأضحي بهوى نفسي في لذة مؤقتة في معصية خبيثة .
يا ليتني يا ليتني يا ليتني
وأخيرا ::::
يا معاشر المستقيمين والمستقيمات اثبتوا واستمسكوا بدينكم فإنه السفينة بين امواج الدنيا العالية ولا نجاة لكم إلا على متنها