اللازوردي
عضو مبدع
الجنس : العمر : 37 صندوق الجواهر التسجيل : 06/09/2011 عدد المساهمات : 259
| موضوع: §¤¦¤§ فضائيات اليانصيب وبرامج الثراء السريع §¤¦¤§ الأحد 25 سبتمبر 2011, 7:47 am | |
|
فضائيات اليانصيب وبرامج الثراء السريع
لم يعد حلم الثراء السريع مستحيلا في عصر الفضائيات والسماوات المفتوحة، فلم تعد هناك حاجة الى ظهور ليلة القدر أو الفانوس السحري أو خاتم سليمان لشخص ما حتى يصبح مليونيرا. الأمر أصبح ميسورا وبسيطا فما عليك الا ان تجري اتصالا هاتفيا من تلفونك الجوال أو الأرضي أو ترسل رسالة SMS الى أحد البرامج المتخصصة في ذلك، وقد يسعدك الحظ وتفوز بالمليون. دور هذه القنوات يشبه دور 'ورقة اليانصيب أو اللوتاريه' قديما فمثل هذه القنوات تلعب على رغبات المشاهدين عبر تقديم اغراءات ضخمة يسيل لها لعاب المشاهد في ظل ما يعانيه عالمنا العربي من بطالة وفقر وكانت النتيجة تحقيق هذه البرامج والقنوات لمبالغ طائلة وثروات هائلة. مع بداية اذاعة هذه البرامج منذ عدة سنوات اثيرت ضدها اعتراضات وتحذيرات لما تسببه من دور تخريبي للاقتصاد ولقيم الاستهلاك والترشيد، كما حرمتها الفتاوى الدينية، اضافة الى تحذير علماء الاجتماع من ان مثل هذه البرامج تعمل على تضييع قيم العمل والكد والتشجيع على الانتاج. البداية وإذا كانت قناة MBC هي أول قناة تدخل هذه النوعية من البرامج الى الفضائيات عبر شرائها حق بث برنامج 'من سيربح المليون' الطبعة البريطانية، بعدها قدمت المحطة البرنامج نفسه والاسم نفسه الذي يقدمه جورج قرداحي. ثم توالى دخول مثل هذه البرامج الى الفضائيات الاخرى والسبب الرئيسي في ذلك يرجع في الأساس الى محاولة هذه القنوات تعويض ما تتكلفه من خسائر فادحة لما تحققه هذه البرامج من أرباح ضخمة. المكاسب المادية الطائلة التي جنتها القنوات من مثل هذه البرامج دفعها الى انشاء وتخصيص قنوات، لذلك يستمر عملها طول ال24 ساعة، واعتمدت مثل هذه القنوات المتخصصة على فكرة أساسية مبتذلة لجذب المشاهد وهي تقديم فتيات جميلات يظهرن أكبر قدر ممكن من اجسادهن فأصبحت ما تقدمه هذه القنوات لا يعدو ان يكون لونا من ألوان التهريج والاسفاف، اضافة الى طرحها اسئلة تافهة لا تضيف شيئا ذا قيمة إلى المشاهد، لكن الهدف الأساسي هو تحقيق الربح ولا تهم استفادة المشاهد. وحتى تكتمل حلقة الاغراءات اختارت هذه البرامج تسميات لها قدرة على جذب المشاهد مثل 'كنز الأحلام'، 'طمع'، 'من سيربح المليون'، وغيرها من الأسماء التي تعمل على زيادة حجم الاغواء واثارة الرغبات المكتومة داخل أنفس البسطاء. أساليب جديدة اعتماد هذه القنوات والبرامج على الاثارة الجنسية كان له تأثير جاذب في بداية عمل مثل هذه القنوات، لكن مع مرور الوقت فقدت اساليب الاثارة الجنسية جاذبيتها وأصبحت الفكرة قديمة ومستهلكة، اضافة الى الاعتراضات التي اثيرت حول هذه الأساليب. دفع ذلك بعض القنوات الى تغيير هذه الأساليب والاعتماد على أساليب جديدة، واذا كانت قناة MBC لها الفضل في دخول مثل هذه البرامج الى الفضائيات العربية، فإنها كذلك عملت من خلال احد برامجها على تجديد أساليب الجذب يظهر ذلك في برنامج 'الخزنة' الذي اعتمد معدوه على مجموعة الطرق الجاذبة والمختلفة عن النمط التقليدي لمثل هذه البرامج وهذه الأساليب هي: أولا: اختيار مذيعتين احداهما مصرية نجلاء بدر، والاخرى لبنانية نانسي ياسين، وكلاهما تتحدث باللهجة المحلية مما يضمن جذب أكبر عدد من المشاهدين، نظرا إلى ما للهجتين المصرية واللبنانية من جماهيرية في عالمنا العربي. ثانيا: يعرض هذا البرنامج صباح الخميس والجمعة والسبت وهي أيام العطلات في كل الدول العربية حتى يتمكن الجميع من متابعتها. ثالثا: اختيار توقيت الواحدة صباحا ومثل هذا التوقيت لا توجد برامج لها جاذبية في أي قناة من القنوات الفضائية الأخرى. رابعا: تعامل الكاميرا مع المذيعتين له دور كبير في جذب أنظار المشاهدين فنجلاء بدر تتميز باللباقة وبقدر متواضع من الجمال، لذا تظهرها الكاميرا من بعيد بخلاف نانسي التي تتمتع بقدر عال من الجمال لذلك تظهر الكاميرا وجهها طوال فترة حديثها. أضرار اقتصادية اذا كانت لمثل هذه البرامج اضرار اجتماعية ونفسية فإن أضرارها الاقتصادية لا تقل عن الأضرار الأخرى. وتتمثل الأضرار الاقتصادية لهذه البرامج في ثلاث نقاط كما حددها الاقتصاديون. أولا: الأصل في التعامل مع الفوائض المالية والنقدية ان توجه الى مصلحة الادخار والاستثمار مما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني والاقليمي، اما ان تنفق هذه الفوائض على الاتصالات فهذا اهدار للاقتصاد الوطني. ثانيا: الأصل في انفاق الأموال ان يكون لشراء سلعة لأن ذلك يساعد في تنشيط الانتاج وزيادة الكميات المنتجة ويوفر فرص عمل لبعض الأفراد، اضافة الى زيادة طلبات الشركات المنتجة للسلع للمواد الخام مما يدفع بالحالة الاقتصادية الى الامام، اما ان تدفع الأموال لمصلحة مرفق واحد من مرافق المجتمع هو الاتصالات فذلك يؤثر بالسلب في امكان استخدام هذا المرفق في الأمور الاصلية والمهمة. ثالثا: هذه المسابقات تشجع على الاستهلاك والاقتصاديات الحديثة تقوم على الترشيد على الاستهلاك. إحصائيات وأرقام اضرار هذه القنوات والمسابقات تستند إلى أرقام واحصائيات وليست كلاما مجردا. فشركات الاتصالات تحصل على 35% من سعر المكالمة، بينما تحصل القناة المنظمة على 65% مما يؤدي الى تركيز الثروة في جهة محدودة، واذا كانت بعض الاحصائيات اشارت الى ان نسبة الخسائر من هذه البرامج تصل الى أكثر من 100 ألف دولار في اليوم الواحد في حالة القنوات الفضائية الكبرى، اما في حالة القنوات العادية فتصل الخسارة الى 20 ألف دولار، مما يكشف بوضوح عن اضرار هذه البرامج على المستوى الفردي. تتراوح نسبة مشاهدة هذه البرامج بين 40% الى 45% كما اشارت احدى الاحصائيات إلى ذلك.
| |
|