الجنس : العمر : 37 صندوق الجواهر التسجيل : 06/09/2011عدد المساهمات : 259
موضوع: ~¤¦¦§¦¦ الوفاء الزوجي ¦¦§¦¦¤~ الأحد 25 سبتمبر 2011, 7:43 am
لوفاء هو الإخلاص والإعتراف بالفضل لأهله
وذلك بالمحافظة على ودهم وعهدهم ومقابلة إحسانهم بمثله
مصداقا لقوله تعالى :" وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان " .
وإنما سمي الوفاء لما فيه من بلوغ تمام الكمال ، وقد أمر به الله تعالى في قوله :" وأوفوا بالعهد أن العهد كان مسؤولا " .
والوفاء في أوجهه المختلفة سمة إنسانية نبيلة تظهر في حياة لجمــــاعــــة وفي تعايش أفرادها، وما يهمنا في هذه العجالة هو الوفاء الزوجي ، الذي يعزز دعامة الإستقرار الأسري في حياة الزوجين وبعد وفاة أحـــدهمــا .
* وقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع صور الوفاء الزوجي ، فقد كان وفيا لزوجته خديجة أم المِؤمنين رضي الله عنها ، هذه الزوجة الصالحة الوفية التي آثرته زوجا على غيره من سادات قريش ، وآزرته في دعوته المباركة ماديا ومعنويــــا .
دخل عليها صلى الله عليه وسلم مهموما مفزوعا بعد تلقيه بشائر الوحي ، فهدأت من روعه وضطرابه قائلة له بعد أن أخبرها بهذا ألأمر العظيم : "أبشر ، فوالله لا يخزيك الله ابدا ، إنك لتصل الرحــــــــم وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ".
كان عليه الصلاة والسلام يحبها ويجلها ويقدرها في حياتها ، كما كان يكثر من ذكرها، وأثني على مواقفها وفضائلها ومناقبها بعد وفاتها ، فها هو يقول :" ما أبدلني الله خيرا منها ، لقد آمنت حين كفر الناس، وأشركتني في مالها حين حرمني الناس ، ورزقني الله ولدها ..." .
وقد أكرم و أحسن إلى صديقاتها ، حتى أنه كان يذبح الشاة ويقطعها أعضاء ويرسلها إليهن ، كل ذلك وفاء لذكراها الطيبة ، وانه لم يتزوج غيرها إلى أن توفاها الله .
*وهذه صورة أخرى من صور الوفاء الزوجي ، بطلتها ( فاطمة) زوجة خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز ، فعندما زفت إليه جاءت بكنز ثمين من أنفس الحلي المجوهرات ، فطلب منها التنازل عنها لبيت مال المسلمين ففعلت بدون تردد .
توفى أمير المِؤمنين ولم يترك لها ولا لأولادها شيئا من متاع الدنيــا ، فجاءها أمين بيت المال وأخبرها أن مجوهراتها ما زالت على حالها ،قاستأذنها بإرجاعها إليها - رحمة بحالها - لكنها رفضت وقالت :" لقد سبق لي أن وهبتها لبيت مال المسلمين طاعة وإرضاء لزوجي رحمه الله ، وما كنت لأطيعه حيا وأعصيه ميتا ".
* وهذا موقف وفاء زوجي في عصرنا ، لزوج ابتلي بمرض عضال أصاب زوجته بعد فترة ممتعة من زواجهما ، كان للزوجة فضل كبير في سعادتهما . لم يتخل عنها في محنتها المؤلمة ، بل وقف إلى جانبها بماله وجهده ووقته .
وبالمقابل لا تخلو حياتنا المعاصرة من التعسف والجحود والتنكر للجميل في حق بعض الأزواج .
فهذا زوج كان قاب قوسين أو أدنى من الموت ، فقد أصيب بقصور كلوي حاد شل نشاطه وألزمه الفراش ، تبرعت له زوجته الوفية بإحدى كليتيها فاسترد عافيته وواصل عمله ، وبعد مدة وجيزة طلق زوجته الوفية ، وارتمى في أحضان أمرأة عاهــــــرة .
علينا أن نربي أبناءنا على الوفــاء ، وعلى أن الحياة أخذ وعطـــــــاء