الجنس : العمر : 32 المدينة المنورة التسجيل : 06/09/2011عدد المساهمات : 212
موضوع: •l|♥|l التأهب للقاء الله l|♥|l• الأربعاء 04 يناير 2012, 4:59 am
¤¦¤¦¤¦¤¦¤¦¤¤¦¤
•l|♥|l التأهب للقاء الله l|♥|l•
¤¦¤¦¤¦¤¦¤¦¤¤¦¤
:: المــــوت ::
قال تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ } [العنكبوت : 57 ] قال تعالى : { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }[البقرة :281] .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مالي وللدنيا ؟! ما أنا فى الدنيا إلا كراكب استظل بظل شجرة ثم راح وتركها "
وقال النبي صلى اللـه عليه و سلم قال : [ من أحب لقاء اللـه أحب اللـه لقاءه ومن كره لقاء اللـه كره اللـه لقاءه قالت عائشة أو بعض أزواجه إنا لنكره الموت قال ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان اللـه وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء اللـه وأحب اللـه لقاءه وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب اللـه وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه كره لقاء اللـه وكره اللـه لقاءه] رواه البخاري.
¤¦¤¦¤¦¤¦¤¦¤¤¦¤
· قال أبو الدرداء: أحب الموت اشتياقا إلى ربي. · قال أبو عنبسة الخولاني: كان من قبلكم لقاء اللـه أحب إليه من الشهد.
¤¦¤¦¤¦¤¦¤¦¤¤¦¤
· المستأنس والمستوحش : - المطيع للـه مستأنس بربه فهو يحب لقاء اللـه و اللـه يحب لقاءه. - والعاصي مستوحش بينه و بين مولاه وحشة الذنوب فهو يكره لقاء ربه و لا بد له منه قال ذو النون : كل مطيع مستأنس و كل عاص مستوحش.
¤¦¤¦¤¦¤¦¤¦¤¤¦¤
هذا هو المفهوم الذى يجعل الإنسان صادقاً في الاستعداد للقاء الله
الدنيا قنطرة اعبروها ولا تعمروها
¤¦¤¦¤¦¤¦¤¦¤¤¦¤
فكل الناس سيموتون .. فكيف نستعد ؟
الاستعداد للقاء الله
أن يمر الإنسان بهذه الدنيا مرور الكرام ألا يأنف من ذلها ولا ينافس في عزها
كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
¤¦¤¦¤¦¤¦¤¦¤¤¦¤
· كيف يكون الاستعداد للقاء للـه: 1- حب لقاء اللـه تعالى فإنه لا يتصور أن يحب القلب محبوباً إلا ويحب لقاءه ومشاهدته. 2- أن يكون صابراً على المكاره، والصبر من آكد المنازل في طريق المحبة وألزمها للمحبين. 3- أن يكون أنسه بالخلوة ومناجاة اللـه تعالى وتلاوة كتابه فيواظب على التهجد ويغتنم هدوء الليل وصفاء الوقت بانقطاع العوائق،فإن أقل درجات التنعم بمناجاة الحبيب فمن كان النوم والاشتغال بالحديث ألذّ عنده من مناجاة الليل فكيف تصح محبته؟،فإن المحب يتلذذ بخدمة محبوبه وتصرفه في طاعته وكلما كانت المحبة أقوى كانت لذة الطاعة والخدمة أكمل. 4- أن لا يؤثر عليه شيئاً من المحبوبات، أن يكون اللـه ورسوله أحب إليه مما سواهما، قال عبد اللـه بن هشام كما في الصحيح: [ كنا مع النبي صلى اللـه عليه و سلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر يا رسول اللـه لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى اللـه عليه و سلم: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك مننفسك، فقال له عمر فإنه الآن واللـه لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى اللـه عليه و سلم: الآن يا عمر ] من العلامات أن لا يقدم العبد شيئاً على اللـه لا ولده ولا والده ولا الناس ولا أي شهوة، ومن آثر على اللـه شيئاً من المحبوبات فقلبه مريض. 5- أن يكون مولعاً بذكر اللـه تعالى، لا يفتر لسانه ولا يخلو عنه قلبه ، فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره بالضرورة ومن ذكر ما يتعلق به.فيحب عبادته وكلامه وذكره وطاعته وأولياءه. 6- محبة كلام اللـه عز وجل، فإذا أردت أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبة اللـه فانظر محبة القرآن من قلبك فإن من المعلوم أن من أحب محبوباً كان كلامه وحديثه أحب شيء إليه. 7- أن يتأسف على ما يفوته من طاعة اللـه وذكره، فترى أشد الأشياء عليه ضياع شيء من وقته فإذا فاته ورده وجد لفواته ألماً أعظم من تألم الحريص على ماله من فوات ماله وسرقة ماله وضياع ماله، وبادر إلى قضائه في أقرب فرصة.
¤¦¤¦¤¦¤¦¤¦¤¤¦¤
صدق التأهب للقاءِ الله (ابن القيم)
(صدق التأهب للقاءِ الله من أنفع ما للعبد وأبلغه فى حصول استقامته، فإِن من استعد للقاءِ الله انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها، وحمدت من نفسه نيران الشهوات وأخبتَ قلبه إلى ربه تعالى وعكفت همته على الله وعلى محبته وإيثار مرضاته، واستحدثت همة أُخرى وعلوماً أُخر وولد ولادة أُخرى تكون نسبة قلبه فيها إلى الدار الآخرة كنسبة جسمه إِلى هذه الدار بعد أَن كان فى بطن أُمه فيولد قلبه ولادة حقيقية كما ولد جسمه حقيقة، وكما كان بطن أُمه حجاباً لجسمه عن هذه الدار فهكذا نفسه وهواه حجاب لقلبه عن الدار الآخرة، فخروج قلبه عن نفسه بارزاً إلى الدار الآخرة كخروج جسمه عن بطن أُمه بارزاً إلى هذه الدار، وهذا معنى ما يذكر عن المسيح أَنه قال: "يا بنى إسرائيل، إِنكم لن تلجوا ملكوت السماءِ حتى تولدوا مرتين"، ولما كان أَكثر الناس لم يولدوا هذه الولادة الثانية ولا تصوروها- فضلاً عن أن يصدقوا بها- فيقول القائل: كيف يولد الرجل الكبير أَم كيف يولد القلب، لم يكن لهم إليها همة ولا عزيمة، إِذ كيف يعزم على الشيء من لا يعرفه ولا يصدقه؟
ولكن إذا كشف حجاب الغفلة عن القلب صدَّق بذلك وعلم أنه لم يولد قلبه بعد والمقصود أَن صدق التأَهب للقاءِ الله هو مفتاح جميع الأَعمال الصالحة والأَحوال الإيمانية ومقامات السالكين إلى الله ومنازل السائرين إليه،من اليقظة والتوبة والإِنابة والمحبة والرجاءِ والخشية والتفويض والتسليم وسائر أعمال القلوب والجوارح، فمفتاح ذلك كله صدق التأَهب والاستعداد للقاءِ الله، والمفتاح بيد الفتاح العليم لا إله غيره ولا رب سواه.