صورة تخيلية للكائن كما ظهرت عام 1909 في فيلادلفيا بوست
شيطان جيرسي ويدعى أيضا شيطان ليدز هو كائن خرافي يقال أنه يسكن باين بارينز Pine Barrens (وتعني أراضي الصنوبر المقفرة) في جنوب نيو جيرسي. وهو يوصف غالبا كحيوان طائر يمشي على قدمين بهما حوافر والأوصاف تختلف بين الكثيرين ممن شاهدوه. وهو معروف في الثقافة الشعبية هناك حتى أن فريق هوكي الجليد هناك تلقب بالشياطين.
المشاهدات في الغالب حدثت فقط في نيو جيرسي.
المشاهدات
هذه عينة من أوصاف الناس الذين ادعوا أنهم شاهدوا الحيوان:
قال رجل يدعى روس مويتس من فرانكلينفيل أنه سمع عن مشاهدات وكان الماعز والدجاج يختفي بكثرة وكان يتم العثور على أكوام من الريش والشعر، ولم يصدق الأمر حتى رآه. وكان كما وصفه يمشي على رجليه الخلفيتين وكانتا تنحنيان، وظهره كان على الأقل بطول أربعة أقدام وكان لونه رماديا داكنا وشعره يشبه شعر الجرذان، والذيل يشبه ذيل القرد وكان بطول قدمين، ولم يرى الرأس لكن جاره الذي رآه منذ سنوات قال أنه كان خليطا من رأسي كلب وإنسان وله عينان حمراوان. وقال مويتز أنه سمع من مصدرين مختلفين أن أقدامه كالكنغر كما سمع نفس الأوصاف من ناس آخرين. جورج سنايدر من مورزتاون قال أنه في 20 يناير 1909 رآه وكان بطول ثلاثة أقدام بشعر أسود طويل على جسده كله ويداه وذراعاه كالقرد ووجه كالكلب وحافر بظلف مشقوق وذيل بطول قدم. قال لويس بوغر من مرتفعات هادون أنه في 21 يناير 1909 رآه وكان يشبه الزرافة وعنق طويل ومن نظرة بسيطة قال أن ملامح وجه بشعة وله أجنحة كبيرة وبدا في الظلام أسودا ورجلاه طويلتان ونحيفتان ووصف وضعيتهما بأنها تشبه البجعة التي تستعد للطيران، وقال أن طوله نحو أربعة أقدام. تختلف الأوصاف لكنها تبقى متشابهة في عدة نقاط كعنقه الطويل وأجنحته وحوافره، كما وصفت عيناه الحمراوان المتوهجتين أن بإمكانهما شل الإنسان وأنه يطلق صرخة عالية، ولا زالت الأسطورة تزداد من شهادة أناس رأوه من عهد الاستيطان وحتى يومنا هذا. والصورة المرفقة رغم أنها تخيلية إلا أنها تعتبر الرسمية بين الصور التي رسمت عنه.
أصل الحكاية
يعود أول ذكر للمخلوق من أيام الهنود الحمر فهناك قبيلة تدعى ليني لينابي أسمت منطقة باين بارينز بوبويسينغ Popuessing وتعني مكان التنين والمستكشفون السويديون أسموا المكان دراكه كيل Drake Kill وتعني قناة أو نهر التنين. لكن حكاية الأم ليدز وهي السبب في تسميته شيطان ليدز هي أصل الحكاية عند أهالي نيو جيرسي.
تبدأ الحكاية بأن الأم ليدز ذات الإثني عشر ولدا قالت أن طفلها القادم إن حدث وجاء سيكون الشيطان، وفي عام 1735 كانت الأم ليدز تعاني المخاض في ليلة عاصفة واجتمع حولها الأصدقاء، حيث ربما كانت الأم ليدز ساحرة والأب هو الشيطان بنفسه. ثم ولد الطفل طبيعيا لكنه تغير إلى كائن بحوافر ورأس حصان وأجنحة وطواط وذيل على شكل شوكة وهدر وصرخ وقتل القابلة قبل أن يهرب للمدخنة ودار حول القرة قبل أن يتجه إلى أرض الصنوبر. بعد 5 سنوات قام قس بوضع رقية على الشيطان لمائة سنة ولم يُر حتى انقضائها.
الأم ليدز مُعَرَفة باسم ديبورا ليدز زوجة جافيت ليدز وربما جاءت الحكاية من أن جافيت سما في وصيته 12 ولدا عام 1736 والذي ينسجم مع الحكاية التي تقول أن الشيطان هو الابن الثالث عشر.
بعض المشككين يرون أن الشيطان هو من مخيلة المستوطنين الأوائل، وأراضي الصنوبر المقفرة اجتنبوها كمكان خراب ومخيف مما جعلها ملجأً للمنشقين دينيا والموالين للملك بعد حرب الاستقلال الأمريكية والفارين من العدالة أو الجيش والذين كونوا جماعات منعزلة وكان البعض منهم يتحولون لقطاع طرق شرسين، وكذلك كانت دراستان لتحسين النسل عن أهالي المنطقة قد أعطتهم وجها سيئا حيث أنها أظهرتهم كحمقى ومجرمين بالفطرة، لذلك فربما كانت مشاهداتهم لحيوانات مخيفة كالدببة وأعمال سكان المكان رهبة المنطقة قد خلقت الأسطورة.
كان الكاتب توم براون الابن قد أمضى أوقات عديدة فيها ويذكر أن الجوالين المرعوبين كانوا يظنونه الشيطان حين ما كان يغطي نفسه بالوحل ليبعد البعوض.
بعض النظريات الحديثة تقول أن الشيطان هو فصيلة حيوانية نادرة وغير مصنفة تخاف البشر وتتجنبهم مما يوضح سبب تشابه شكله بين من رأوه تختلف فقط في الطول واللون، كما أن وجود فصيلة حيوانية تعيش لمئات السنين هي أكثر منطقية من وجود حيوان واحد لخمسمائة سنة. وربما كان غرنوق ساند هيل الذي يمتد جناحاه ل7 أقدام هو أصل الحكاية، وربما يدل عن وجود فصيلة ديناصور مجنح منقرضة.
المواجهات والمشاهدات
يقال أن الكومودور ستيفن ديكاتور أحد أبطال البحرية زار عام 1778 مصانع الحديد في هانوفر قرب باين بارينز ليختبر قذائف المدفع المصنوعة هناك حيث شاهد حيوانا غريبا يطير فأطلق ديكاتور عليه قذيفة أصابت جناحه لكن التاريخ خاطئ إذ لم يولد ديكاتور إلا في السنة اللاحقة وإن كان هذا الشيء حدث أصلا فسيكون بين عامي 1816 – 20 عندما كان مسئولا عن اختبار المعدات الحربية.
عام 1840 قيل أن الشيطان مسئول عن موت العديد من الدواجن والمواشي وتم تسجيل مشاهدات لاحقة في أعوام 1841، 1859، 1873، 1887.
كذلك فجوزف بونابارت الأخ الأكبر لنابليون قال أنه رآه في رحلة صيد عام 1820 في يبوردنتاون.
لكن يناير من العام 1909 شهد أكبر موجة من المشاهدات سجلت حيث ادعى الآلاف أنهم رأوه في الأسبوع من السبت إلى الجمعة من 16 إلى 23 يناير وتابعت الصحف على طول البلاد القصة ونشرت حكايات الناس.
16 السبت: شوهد المخلوق يطير فوق وودبوري. 17 الأحد: في بريستول في بنسلفانيا شوهد المخلوق وشوهدت آثار على الثلج في اليوم التالي. 18 الاثنين: برلينغتون كانت مغطاة بآثار تتحدى المنطق فبعضها كان على الأسطح وأخرى تبدأ وتتوقف من دون منطلق أو وجهة، وهو ما وجد في بلدات أخرى. 19 الثلاثاء: أعطى نلسون إيفانز وزوجته من غلاوسستر وصفا للمخلوق قال أنه رآه الساعة 2:30 صباحا خارج منزله فقال أنه كان بطول ثمانية أقدام ونصف، برأس مثر كلب كولي ووجه حصان وعنق طويل وجناحان بطول قدمين وبأقدام مثل كركي وحوافر حصان، وكان يمشي على قدميه الخلفيتين وأماميتان كانتا قصيرتين بمخالب عليها ولم يستعملها بينما كان نلسون يشاهده الذي رغم خوفه هو وزوجته استطاع فتح النافذة وهشه، فنظر إليه الشيطان ونبح عليه وطار بعيدا. كذلك تبع صيادان من غلاوسستر آثارا محيرة لعشرين ميلا ظهر أنها تقفز على الأسيجة وتصنع حفرا عمقها عشرون سنتمترا، وشوهد مثيل لها في قرى أخرى.
20 الأربعاء: تم في هادون فيلد وكولينغزوود تشكيل فرق لمطاردة الشيطان وشوهد يطير نحو مورزتاون وشوهد هناك من قبل شخصين منهم جورج سنايدر الذي أتينا بذكره. 21 الخميس: كان اليوم الذي شهد أعنف وأكبر عدد من المشاهدات فهاجم عربة ترام في هادون هايتس وتم إبعاده وتم وضع حراسة على عربات الترام في مدن أخرى، كذلك وجد عدة مزارعين دجاجاتهم ميتة، وشوهد يصطدم بقطار كهربائي في كلايتون لكنه لم يمت وقال عامل تلغراف من أتلانتيك سيتي أنه أصاب الشيطان بطلق ناري وشاهده يعرج، لكن الشيطان لم يظهر أنه تأثر وواصل هيجانه في فيلادلفيا المجاورة وويست كولينغزوود حيث يقال أن فرقة الإطفاء فتحت غليه خروم المياه، وفي القرى المجاورة حيث شوهد كان الناس يدافعون عن أنفسهم إلقاء ما يتوفر لديهم عليه، وظهر مجددا في كامدن فأصاب كلبا حيث انتزع لحمة من خده قبل أن يبعده صاحب الكلب وهي أول مرة يهاجم الشيطان كائنا حيا. 22 الجمعة: أخر يوم في المشاهدات وقد أصاب الهلع معظم البلدات فأقفلت كثير من الأعمال والمدارس، ولكنه شوهد مرات قليلة ولم يهاجم أحدا. خلال هذه المدة وضعت حديقة حيوان فيلادلفيا 1,000,000 دولار مكافأة لمن يقبض على الحيوان، مما أدى هذا لظهر حالات من الخدع مثر كنغر بأجنحة صناعية، والجائزة لا زالت قائمة. وتمت كذلك مشاهدة الحيوان يطير حول المدن ولكن بشكل أقل مما حدث في أسبوع الرعب عام 1909.
في 1951 يشاهد أطفال من غيبزتاون حيوانا بشريا يصرخ ،وفي 1957 تمت مشاهدة جثة غريبة متعفنة تشبه أوصاف الشيطان مما أتى بالاعتقاد أن الشيطان لا يزال حيا رغم ظهور بعض المشاهدات منذ ذلك الوقت.
وضع التجار من كامدن 10,000 دولار عام 1960 جائزة لمن يقبض على المخلوق وبناء حديقة حيوانية خاصة له، وحتى الآن لن يربح الجائزة أحد.
عام 1991 شاهد موصل للبيتزا من إديسون أنه شاهد في الليل مخلوقا أبيض يشبه الحصان. وفي فريهولد عام 2007 قالت امرأة أنها رأت مخلوقا كبيرا بأجنحة خفاش قرب منزلها وفي أغسطس من نفس السنة قال شاب عاد لمنزله بين مونت لوريل ومرستاون عن شيء مشابه. وفي 23 يناير 2008 قال شخص من ليتشفيلد في بنسلفانيا أنه شاهده على سقف حظيرته. وفي 18 أغسطس من نفس السنة تمت مشاهدته في رايسنغ سن في ماريلاند من قبل ثلاثة مراهقين شاهدوه يطير قرب سيارتهم ويحط عند حقل مزارع.
الآن هناك العديد من المواقع الإلكترونية والمجلات فيها مشاهدات الشيطان