وعد الحر دين عليه
............................................
في يوم صحو من أيام صيف عام 1693 عاد السير الشاب (تريسترام) ذو الثلاثة والثلاثون ربيعا إلى قصره الضخم في (دبلن) في (أيرلندا) وسأل مشرفة القصر عن زوجته السيدة (نيكولا) فأخبرته أنها طريحة الفراش فهرع إليها جزعا وجلس بجوارها وقد هاله شحوبها وسألها بصوت مرتجف:
ماذا ألم بك اليوم عزيزتي؟
أجابته زوجته بصوت مجهد:
لا تخش شيئا عزيزي..أنا بخير..ولكن أرجو منك لطفا ألا تسألني عن هذا الشريط الأسود الذي لففته حول ذراعي اليوم ولن أخلعه طيلة حياتي..
فأجابها مهدئا:
لك هذا عزيزتي ولكن هل أستدعي الطبيب؟
فقالت بنبرة حزن:
لا عليك..أنا بخير ولكني اليوم في حزن عظيم..فقد توفي اللورد (تايرون) منذ ثلاثة أيام..مات بالتحديد يوم الأربعاء الماضي في الرابعة عصرا..
ضحك زوجها وقال:
وكيف عرفت؟؟ عهدي بك متحررة التفكير..مقبلة على كل متع الحياة..فماذا دهاك اليوم؟؟
فقالت الزوجة:
لقد مات اللورد..هذا مؤكد..إنني أشعر بهذا..أنت تعلم أننا ولدنا سويا في عام واحد ونشأنا وتربينا سويا..كنا أخوين..بل توأمين..وكانت صلتنا عميقة..وأنت تعرف هذا الرباط الروحي الذي كان بيننا...
يرد الزوج قائلا:
دعك من هذه الوساوس ولا تصدقي تلك الخرافات..هيا فسآمر الخدم بإعداد الخيول وسآخذك في نزهة في الغابة لعل هواءها المنعش أن يذهب عنك ما يعتريك..
فقالت الزوجة:
أخشى أنني لن أستطيع الاستجابة لطلبك..فعندي خبر سيسعدك بالتأكيد..إنني حامل...
افتر ثغر الزوج عن ابتسامة واسعة..وقام من فوره مناديا كل الخدم قائلا:
لا خيول بعد اليوم..إن سيدتكم ستلزم الفراش طيلة الشهور القادمة..فنحن ننتظر حادثا سعيدا...
فقالت الزوجة:
والمولود سوف يكون ذكرا..
ولم يشأ الزوج أن يعلق على كلام زوجته وإن أخذته الدهشة للحظات ثم عاد للضحك ناسبا الأمر لرغبة زوجته الداخلية..وانغمس كل من في القصر في الضحك والرقص والغناء ابتهاجا بسيدتهم..
وانطلق الزوج يداعب زوجته ويعدها بمزيد من البنين والبنات والأحفاد..
كان هذا حين جاء أحد الخدم يعلن أن رسالة قد جاءت من قصر اللورد (تايرون) في (لندن)..
كانت الرسالة من سكرتير اللورد..وعندما قرأها السير (تريسترام) شحب وجهه..كانت رسالة مقتضبة يعلن فيها السكرتير عن وفاة اللورد يوم الأربعاء في الرابعة عصرا...
ولكنه لم يتوقف أمام الأمر كثيرا بل عاد لابتهاجه وسروره بوليده المرتقب..
وبعد شهور أنجبت السيدة (نيكولا) طفلها الأول..وكان ذكرا..سماه والده (ماركوس)
وبعد ست سنوات بالتحديد..توفي السير (تريسترام)..
قررت الارملة الشابة ان لا تتزوج
وقررت الأرملة الشابة ألا تتزوج وأن تعتزل الحياة في قصرها وتتفرغ لتربية طفلها..ذلك على الرغم من أنها كانت في ريعان الشباب..حيث كانت في الرابعة والثلاثين من عمرها..وكانت تتمتع بجمل أخاذ..
ولكن حتى الكنيسة اعتزلتها..ولم تكن تذهب لحضور الصلوات بها..
وفجأة بعد بضع سنوات قررت (نيكولا) أن تستأنف حياتها بصورة طبيعية..فكانت تذهب إلى الكنيسة لحضور الصلوات بانتظام..وانبهر الناس بجمالها ورقتها..وكان من الطبيعي أن يتوافد عليها الخطاب ما بين نبلاء أو طامعين في ثرائها..وكان من الطبيعي أن تميل لأحدهم..ثم تتزوجه رغم كونه أصغر منها سنا..
واتضح لها سوء اختيارها لأن زوجها كان طامعا في مالها..فعاشت معه ويلات وكابدت بسببه عذابات عديدة..
إلى أن حملت منه وأنجبت له ابنه..فهدأت عاصفة نفسه..وهام بها حبا..واستمرت الحياة بلا منغصات..ومضت السنون..وعندما أتمت السيدة (نيكولا) الحادية والخمسين من العمر أرادت أن تحتفل بعيد ميلادها..ولكنها أرادته احتفالا ليس كأي احتفال..فقد كانت تحتفل بشيء آخر..كانت حامل..وكانت هي وزوجها في قمة السعادة..
لذلك دعت كل المعارف والأقارب والأصدقاء..واستدعت ابنها (ماركوس) من (لندن) حيث كان يدرس..وطلبت منه ومن ابنتها بل وحتى الخدم والوصيفات أن يدعوا كل معارفهم وأصدقائهم..أرادته احتفالا عظيما..وكانت في قمة السعادة وضحكاتها المجلجلة تسبقها على غير عادتها الرصينة..وبدت للجميع كأنها ارتدت شابة..وسعد الجميع لسعادتها..فقد كانت عطوفة رءوفة بالكل..
حتى كبير أساقفة (لندن) دعته ليباركها..
وجاء كبير الأساقفة..ودخل عليها جناحها ليباركها..ونهضت لاستقباله هاشة باشة..فقال لها باسما:
أنا سعيد برؤيتك يا ابنتي الصغيرة..كل عام وأنت بخير..
فقالت ضاحكة:
صغيرة!!..كم أنت مجامل يا أبتاه..أنا لم أعد صغيرة..
فقال الأب:
لا تبدو عليك سنك يا ابنتي..فأنت جميلة الوجه..شابة الروح..ومن يراك اليوم لا يمكن أن يتخيل أنك أتممت لتوك الخمسين من العمر..
ضحكت السيدة (نيكولا) وقالت:
بل في الواحدة والخمسين يا أبتاه..ألم أقل لك أنك مجامل..
فقال الأب:
بل أنا أعني ما أقول فأنت الآن في الخمسين من العمر..لقد حضرت تعميدك بنفسي..
فقالت (نيكولا) وقد غاض وجهها واضطربت ضحكتها:
بل في الخمسين يا أبتاه فقد ولدت مع اللورد (تايرون) رحمه الله في عام واحد..عام 1665
فقال الأب:
لا يا ابنتي..لقد ولدت بعد ذلك بعام واحد..ولدت سنة 1666..بعد أيام من الحريق الشهير الذي شب في (لندن) والذي كاد يفني المدينة كلها وقتها..
وامتقع وجه السيدة (نيكولا) وتهاوت على فراشها..ولكنها تماسكت وعاونها الأب على الوقوف وقالت:
يا أبي..لقد حكمت الآن بموتي..سوف أموت اليوم..لا شك في هذا..أرجوك أن تخرج الآن وتستدعي ابني وابنتي بسرعة..أرجوك فليس لدي وقت كاف..
وخرج كبير الأساقفة..واستدعى الابن والابنة..ودخل الاثنان على والدتهما وهي طريحة الفراش لا تقوى على النهوض..فطلبت منهما أن يغلقا الباب جيدا حتى لا يدخل أحد ثم يقتربا ويستمعا لقصتها..ومضت تقول:
ليس لدي متسع من الوقت..لأنني سوف أموت اليوم..أرجو أن تستمعا إلى قصتي..
تعلمان أنني واللورد (تايرون) كنا صديقين ..بل أخوين توأمين وتربينا سويا وكان يشرف على تربيتنا أستاذ من أساتذة الفلسفة..وكان متحررا كافرا..لا يؤمن بالله ولا بأي دين..ولا بأي ثوابت مطلقا..كان يرى أننا نعيش في هذه الدنيا.. ثم نموت كما تموت الكلاب..ثم بعدها..لا شيء.. لا حساب..لا قيامة..لا ثواب ولا عقاب..بل لا إله من الأساس..لذلك فليس لنا غير هذه الحياة..ومن الأفضل أن نعيشها كما يحلو لنا..ونحن أحرار في حياتنا نفعل فيها ما نشاء وقتما نشاء..
وقد حاول الرجل غرس تلك الأفكار في عقولنا..ولكن رغم أننا كنا أطفالا يتم تلقيننا بدون أن نفقه شيئا..إلا أن فطرتنا السوية كانت تأبى تلك الأفكار..لذلك فقد حرصنا على الصلاة والتقرب إلى الله سرا..واتفقنا سويا أن الذي يموت منا أولا يجب أن يعود ليقول للآخر ما الذي رآه في العالم الآخر..وهل نحن على صواب أم أستاذنا ومربينا؟؟..وأيهما أفضل..الكفر أم الإيمان؟؟؟..
وتعاهدنا على ذلك..وأقسمنا بكل عزيز وغال لدينا..
ثم كبرنا..وافترقنا..فتزوجت السير (تريسترام) وانتقل اللورد (تايرون) ليعيش في (لندن) وانقطعت أخباره ولم أعد أراه..
وفي إحدى الليالي كنت نائمة وحدي حيث كان أبوك يا ولدي يبيت بالخارج في مهمة خاصة بأعماله..وفجأة شعرت بوجود رجل في الحجرة واقفا بجوار فراشي..ففتحت عيني خائفة وإذا بي أرى اللورد جالسا على طرف السرير بجواري..ونظرت إلى اللورد (تايرون) غاضبة وهتفت به بانزعاج:
كيف أتيت إلى هنا؟
فقال بابتسامة هادئة وصوت بدا وكأنه يخرج من جب عميق:
جئتك لتنفيذ الاتفاق السابق والعهد الذي قطعناه على نفسينا..
قلت باضطراب:
لا أفهم..
فقال وابتسامته الهادئة تتسع:
هل نسيت أننا اتفقنا في طفولتنا وتعاهدنا أن الذي يموت منا أولا يعود ليقول للآخر ما الذي رآه في العالم الآخر؟
فقلت بدهشة:
نعم..نعم..أذكر ذلك جيدا
فقال:
وأنا مت يوم الأربعاء في الرابعة عصرا..وجئت أخبرك بكل ما تريدين معرفته..
فانعقد لساني من الدهشة للحظات..ثم إن لهفتي فاقت دهشتي فانطلقت أقول له:
وما الذي رأيته وعرفته؟؟..
فقال بهدوء:
إن الإيمان بالله هو الطريق القويم..وإن هناك إلها..وإنه لا إله إلا الله..وإن الخير حق..والحب حق..والعطف والرحمة حق..وإن الدنيا زائلة..وإن هناك حياة أخرى أروع وأجمل مما تتصورين..
أما عنك أنت فأنت حامل منذ شهر في طفل ذكر..وسيسميه زوجك (ماركوس) وأنك ستعترضين على الاسم لرغبتك في تسميته باسمي..
وزوجك سيموت بعد ستة أعوام..
وستعتزلين الناس..ثم تتزوجين من شاب يصغرك في السن..يذيقك صنوف العذاب إلى أن تنجبي له طفلة فيتغير وتعيشين معه سعيدة إلى أن تموتين يوم عيد ميلادك الخمسين وفي بطنك جنينا..
فسألته:
وهل أستطيع منع ذلك؟؟..
فقال:
ومن ذا الذي يستطيع منع القدر؟؟..
فقلت:
وهل أنت سعيد في حياتك الأخرى؟؟
فقال:
بالتأكيد والحمد لله وإلا لما كنت أستطيع أن آتي إليك..
فقلت:
ولكن كيف لي أن أعرف أن الذي أراه الآن حقيقة وليس مجرد حلم أو وهم؟؟
فقال:
ألم أخبرك بأنني مت يوم الأربعاء في تمام الرابعة؟..ألا يكفيك هذا؟؟
فقلت:
لا يكفيني..إنني أعرف ناسا كثيرين يحلمون بمثل هذه الأحلام ويرون في أحلامهم العجب العجاب..
فقال:
إذن سأمسك سيخين من حديد تلك النافذة وأجدلهما كالضفيرة..وهذا ما لا يستطيع عمله البشر..
فقلت باندفاع:
بل يستطيع النائم أن يفعل أكثر من ذلك..لقد قرأت عن القوى الخارقة التي يتمتع بها النائمون دون أن يدروا بوجودها لديهم
فقال وقد اتسعت ابتسامته:
عهدي بك دوما عنيدة..لذلك سأترك على ذراعك أثرا لا يمحى..ولكن أرجو ألا يراه أحد ما دمت حية..
ثم لمس ذراعي بأصابعه التي كانت كالرخام البارد..وبالفعل تركت أصابعه على ذراعي خمس علامات حمراء..
وطلب مني أن أربط يدي بشريط أسود سيتركه لي على النافذة..ثم ودعني واختفى..
وعندما قمت مشدوهة إلى النافذة وجدت سيخين منها وقد تم جدلهما كالضفيرة وقد التف حولهما هذا الشريط الأسود..فأخذته ولففته حول ذراعي لأداري به أثر يد اللورد كما طلب مني..ثم جلست في فراشي مذهولة مهمومة حتى دخل علي والدكما في الصباح بعد عودته..
بعدها أنجبناك يا ولدي..وقد وجدت ما يدفعني لأن أطلب من والدك أن نسميك (تايرون) ولكنه كان قد قرر أن يسميك (ماركوس) بالفعل..ليس هذا فحسب..بل لقد توفي أبوك بعد ست سنوات في التوقيت الذي حدده اللورد بالضبط..مما أصابني بالرعب وأنا أستعيد كلمات اللورد في تلك الليلة..
تذكرت أنه قال لي أنك ستتزوجين من رجل يصغرك..لذلك اعتزلت الناس وامتنعت عن الحياة الاجتماعية..بل وحتى الكنيسة لفترة..رغبة مني في عدم تحقق النبوءة..كنت خائفة للغاية..وكنت أحب الحياة وأرغب في أن أعيش طويلا..
ولكن غمرني شعور رهيب بالتقصير في حق الله..فكيف امتنع عن الذهاب للكنيسة ثم أدعي الإيمان وأطلب من الله المغفرة؟؟..
كنت أبكي وأصلي في صمت وأقول:
يا الله..يا أقوى الأقوياء..يا أرحم الرحماء..اغفر لي تقصيري في حقك..إنني ضعيفة وأنت العظيم..ولا أعرف من عظمتك إلا أقل القليل..ولا ذنب لي في ذلك..فعقلي أصغر من أن يعي عظمتك وقدرتك..
إنني نملة على جبلك الشاهق..إنني شمعة في شمسك المبهرة..ارحم ضعفي وتقصيري يا رب..
هكذا كنت أصلي وأتعبد يوميا لله..ولكن هذا لم يمح شعوري الرهيب بالتقصير..فقررت الذهاب للكنيسة حتى لا أكون مقصرة..
وفي الكنيسة رأيت أبوك يا ابنتي..كان شابا وسيما يصغرني بأربعة أعوام..ووقعنا فى هوى بعضنا من أول نظرة..وتعاهدنا على الزواج..وتزوجته رغما عني..فقد كنت أتهرب منه حتى لا نتزوج..ولكنه كان يحاصرني..وأخيرا تزوجنا..
وعندما تزوجنا كنت أتهرب منه في الفراش حتى لا أحمل..
وكنت أقول له يكفينا ابننا (ماركوس)..
فكان يقول إنني أحب (ماركوس) لا شك في هذا ولكنه ابنك أنت..وأنا أرغب في أن يكون لي مولود منك..أخ أو أخت لماركوس..
عندها كنت أتمنع عليه فكان يشتاط غضبا ويذيقني من صنوف العذاب ألوانا..حتى لقد اتهمني بأنني على علاقة بآخر..وهددني بالطلاق والفضيحة..
فلم يكن هناك بد من أن أستجيب له..وحملت فيك يا ابنتي وأنجبتك..
تماما كما قال اللورد (تايرون)..وأيقنت تماما صحة مقولته حين قال:
من ذا الذي يستطيع منع القدر؟؟..
وعلى هذا جلست أنتظر ساعتي..وعندما أتممت عامي الخمسين ترقبت النهاية..ولكن مر اليوم دون أن يحدث شيء..وظننت أن نبوءة اللورد لن تتحقق..وكانت سعادتي لا توصف..
وقبل أيام علمت أنني حامل في مثل سني هذا..ففاقت سعادتي السحاب..
وقررت أن أحتفل بعيد ميلادي الحادي والخمسين احتفالا ضخما..كيف لا وقد كنت أشعر أنني قد ولدت من جديد..
إلى أن جاءني كبير الأساقفة..وعلمت منه عام ميلادي الحقيقي..وعلمت أنني كنت مخطئة في حساباتي طيلة هذه السنين..
لقد ولدت عام 1666 وليس 1665 كما كنت أظن..
واليوم أتممت الخمسين من عمري..
أنا لا أحتفل بعيد ميلادي..بل أحتفل بوفاتي..سأموت اليوم وفي بطني هذا الجنين..
وأجهشت السيدة بالبكاء فاندفع إليها ابناها واحتضناها وقال (ماركوس):
اهدئي يا أمي..إن اليوم عيد ميلادك..والناس كلهم ينتظرونك..أرجو منك أن تنزلي معنا لهم الآن..وسيكون لدينا متسع من الوقت لكل شيء..
في حين قالت الابنة وهي تبكي:
كثير على النفس هذا الذي قلتيه يا أماه..سوف نسافر معا بعد نهاية الاحتفال..سننتقل إلى منزل آخر.. مدينة أخرى..بل دولة أخرى..لن نتركك تعيشين في هذا القصر يا أماه..إن الحياة فيه قد تركت أثرا عميقا في نفسك..
قالت الأم التي لم يبد أنها قد سمعت حرفا مما قاله ابناها:
والآن يا ابناي قد حانت لحظة الوداع..شيء واحد فقط أرجوه منكما..
فكا هذا الرباط الأسود وشاهدا معا أثر أصابع اللورد لتعلما أنني لم أكن كاذبة..
فتقدم الشاب والفتاة وفكا الرباط وبالفعل رأيا الآثار واضحة..
فابتسمت الأم في ارتياح وسهمت ببصرها وقالت بصوت ضعيف:
بقي شيء هام نسيت أن أقوله لكما..
مبروك يا ولدي (ماركوس)..سوف تتزوج (باتريشيا) ابنة اللورد (تايرون)
والآن..اخرجا الآن واستدعيا خادمتي الخاصة..
وخرج الابنان..واستدعيا الخادمة..ودخلت الخادمة ونزل الابنان إلى الضيوف..
كان في نيتهما أن يقولا إن تعبا طارئا ألم بأمهما..وأنها ستكون بخير وتهبط للترحيب بضيوفها بعد قليل
ولكن سبقتهما صرخة الخادمة المولولة:
ماتت سيدتي..ماتت سيدتي..
...................................................................................
وفي جنازة السيدة (نيكولا) كان ابنها (ماركوس) يسير وبجواره شابة حسناء..وكان يقول لها:
كنت أنتوي مفاتحة أمي في أمر زواجنا هذه المرة كما اتفقنا..كنت أظن أنها لم تكن تعلم بأمر حبنا..ولكن الحقيقة أنها كانت تعلم..والدك أيضا كان يعلم..وقد باركا زواجنا..
وتقول الفتاة في ذهول: والدي كان يعلم..لم أفهم!!!
فيربت (ماركوس) على كتفها ويقول:
نعم والدك..إنها قصة عجيبة..سأرويها لك فيما بعد
.......................................