۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ۞[◕] ألف يوم [◕]۞

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشبح

عضو فضي  عضو فضي
الشبح


الجنس : ذكر
العمر : 36
الموقع كوكب الأشباح
التسجيل : 06/09/2011
عدد المساهمات : 512

۞[◕] ألف يوم [◕]۞ Empty
مُساهمةموضوع: ۞[◕] ألف يوم [◕]۞   ۞[◕] ألف يوم [◕]۞ Icon_minitimeالأربعاء 28 ديسمبر 2011, 7:39 pm


ألف يوم
..............................

في عهد لويس الخامس عشر حدثت قصتنا هذه ..

في عام 1703م في مدينة (كوندييه) التي تقع على الحدود الفرنسية البلجيكية ولدت (إيبوليت لاكلايرون) أشهر ممثلة فرنسية في عهد الملك (لويس الخامس عشر)..
ولدت كابنة غير شرعية لجاويش في الجيش الفرنسي وأم كانت تبيع جسدها مقابل لقيمات تسد بها رمقها..
لذلك وكما هو متوقع عانت الصغيرة الجميلة شظف العيش منذ نعومة أظافرها..وانزوى جمالها خلف حجب الفقر والهوان..ولذلك وكما هو متوقع أيضا اكتسى قلبها بجدار القسوة..
لذلك فما إن بلغت الثالثة عشرة حتى التحقت بفرقة (كوميدي فرانسيز) المسرحية..وما لبثت أن دفعت الثمن من جسدها لمدير الفرقة ليوافق على انضمامها..ولم تأبه بذلك..فقد قررت منذ الوهلة الأولى لدخولها الفرقة أن تكون ممثلة (فرنسا) الأولى..وبالفعل تحقق لها ذلك..بل وأكثر من ذلك..فلم تصبح الممثلة الأولى فقط بل أصبحت معشوقة الملك وحلم النبلاء..
و قاومت كل رجال العصر.. ترامى الرجال عند قدميها وظلت عالية الرأس..تساقطت الورود حولها..
وتحطمت القلوب عندها . ولكن كانت آمالها أعلى وأقوى من كل هذا الذي يلمع في عيون الناس ويبرق في أيديهم..وسدت أذنيها عن الكذب الجميل..فهي مشغولة عن كل شيء..إنها تريد أن تكون شيئا..تريد أن ترد اعتبارها وأن ترتفع بنفسها عن أصلها الوضيع .
وقد طال عمرها وعاشت حياتها بالطول والعرض وقبل وفاتها بقليل كتبت مذكراتها..
ولم تخف عن قرائها أي شيء..اعترفت بعشاقها وأسمائهم.. ولم تحاول أن تتستر على ضعف الرجال من النبلاء والأغنياء..
وقد أدت هذه المذكرات إلى فضيحة الجميع .. فلم تكد تصدر حتى اختفت في أيام فقد أخفاها كل الذين وردت أسماؤهم فيها..بل إن أحد النبلاء قد اشترى أكثر من ألف نسخة خوفا على والدته التي لم تكن تشك مطلقا في إخلاص أبيه..ولكن تناقل الناس تفاصيل هذه المذكرات..بل إن هذه المذكرات قد أعيد طبعها وأضاف إليها الناشرون قصصا كثيرة من عندهم وراحوا يهددون بها الأسر النبيلة في (فرنسا) ..

وسط تلك الحياة الصاخبة ظهر الفتى (سيمون)..و(سيمون) هذا شاب وسيم للغاية..عشق (لاكلايرون) ولا غرابة في هذا ولكن المثير أنها أيضا أحبته ومالت إليه منذ النظرة الأولى..وعرف الناس بقصتهما ولم تهتم لذلك..
غضب منها النبلاء ولكنهم لم يقووا على الابتعاد عنها..بل عادوا يتساقطون تحت قدميها حاسدين الشاب على مكانته عندها..ولكنها أيضا لم تهتم..
وكتبت عن ذلك في مذكراتها تقول:
(تعلمت من الرجال ألا أشعرهم بأن هناك واحد أفضل من الآخرين..وإن كانوا يعلمون إنني لابد أن أختار واحد منهم لذلك يتصارعون تحت قدمي..لكن لا يحطم قلب الرجل إلا شعوره بأنه في منافسة..إن هؤلاء الرجال يفضلون أوهامهم الجميلة..ولكنهم لا يملكون الشجاعة الكافية..كم تمنيت ولو مرة واحدة أن أجد رجلا يمسك سوطا ويضرب كل هؤلاء الموجودين ويختارني بالقوة ويطردهم بعنف..ويسد الباب في وجه الدنيا..وأن يمنعني من الذهاب إلى المسرح..ولكن أحدا لم يفعل ذلك للأسف)
لقد كانت ذكية بالفعل..ووصل بها ذكاءها إلى حد أنها استخدمت النبلاء للسؤال عن الفتى..وكان ما عرفته صعبا..
فهو ليس من الأغنياء ، ولكنه حريص على أن يبدو كذلك..ثم هو يتنكر لأصله ويدعي أنه من سلالة ثرية أبا عن جد..ولكنها عرفت حقيقته..
كان في استطاعتها أن تفهم لماذا يحاول إنسان فقير وضيع أن يبدو نبيلا غنيا فهو مضطر إلى أن يفعل ذلك لعله يلفت نظرها..أو يصرف نظرها عن مئات الأثرياء الحقيقيين الذين سدوا الطريق إليها..
ولكنها كرهت أن يكذب الرجل في عواطفه أو في علاقاته الاجتماعية..
لو قال لها : إنني فقير مثلك . حقير مثلك . ولكني أسمو على كل شيء بحبك.. لو قال ذلك لأحبته وضحت بالدنيا كلها من أجله..
تقول (لاكلايرون) في مذكراتها:
(الرجال يكذبون لكي يبدون أكبر..ولو صدق الرجال لكانوا اكبر..ولكن الرجال لا يعرفون المرأة..
لا يعرفون هذا الطراز المسمى النساء . إنهم لا يعرفون بالضبط ما يعجبني..إنني رقيقة..هذا واضح ولكني أحب العنف.. إنني صريحة ولكني أحب أن أكذب وأن يصدقني الناس..وفي لحظة واحدة أحب أن أكون صادقة حتى آخر نقطة من دمي..أحب الكذب طول الوقت..وأحب الصدق العميق لحظة النشوة .
أيها الرجال أنتم علمتم المرأة كل شيء ونسيتم أن تتعلموا من المرأة شيئا واحدا : متى يكون الكذب ومتى يكون الصدق؟؟)
ولكن قلب المرأة يفتح إذا دقت الشفقة بابه..فالمرأة أم بطبعها..أم لأي رجل..أصغر أو أكبر منها..لذلك لم تتركه..بل قربته منها شفقة به..
لكن الشاب أحبها بجنون و أرادها أن تكون له وحده..وعندما أحست (لاكلايرون) أنه سوف يعطلها عن العمل في المسرح أشارت إلى الذين حولها أن يبعدوا عنها الشاب..وبالفعل امتدت ملايين الأيدي وأبعدته..بل وحطمته
ولكن تلك الأيدي لم تستطع أن تفعل نفس الشيء بقلبه..ولسوء حظ القلوب إنها أبعد من الأيدي . ولذلك إذا استقر فيها داء الحب فلا تستطيع أي يد أن تعالجه أو تحطمه..
لذلك بقي الشاب متعلقا بها.. وراح يبعث لها خطابات طويلة..ولكن (لاكلايرون) تجاهلتها..
وتكدست الخطابات . . ولم تكن تفتحها أو تلقي لها بالا..بالواقع كانت منشغلة بحياتها منغمسة في الحفلات والسهرات والملذات مع علية القوم..
ولكن حب الاستطلاع دفعها يوما لتفتح واحدا منها..وكان ما توقعته..حب مجنون..
ففي أحد خطاباته كتب يقول لها:


۞[◕] ألف يوم [◕]۞ Ghost_bg04
صرخة رهيبة مزقت أستار الليل وجمدت الدماء في وجوههم


(لولا أن الانتحار سوف يحرمني من العذاب لأنهيت حياتي..ولكن حياتي هي عذاب البعد عنك..ولذالك سوف أعيش مهما كانت هذه العيشة..فيكفيني أنني بقربك وأن روحي ستحرسك من الأوغاد)
وفي إحدى الليالي جاءتها رسالة عاجلة في الليل مع سيدة عجوز . الرسالة كانت من (سيمون) ويقول فيها: (إنني مريض وأريد أن أراك فقط..هذا منتهى أملي)
وكان في بيتها كالعادة عدد كبير من الضيوف..وتأثرت الآنسة بهذه الرسالة..وقررت أن تذهب لزيارة الشاب المريض ولكن ضيوفها منعوها..وعادت العجوز مع اعتذار رقيق..وعادت الآنسة إلى الحفل..وغنت ورقصت.. وانحنت لتحية ضيوفها عندما كانت الساعة تدق معلنة الحادية عشرة مساء..عندها سمع الجميع صرخة رهيبة مزقت أستار الليل..وجمدت الدماء في وجوههم وترامى بعضهم على أقرب مقعد..وتلفت الجميع حولهم..
وأمسكوا المشاعل وراحوا يفتشون كل غرفة في البيت بل إن بعضهم خرج من البيت إلى البيوت المجاورة..
ولكن لا أثر لأي أحد..


۞[◕] ألف يوم [◕]۞ Ghost_bg03
مات سيمون وهو يصرخ من الألم والهوان


وخافت (لاكلايرون) أن تبيت وحدها وطلبت من عدد من الموجودين أن يشاركوها المبيت وناموا حولها على الأرض وظلت هي على فراشها تتقلب حتى الصباح . وعند الصباح جاءت العجوز تقول لها:
إن (سيمون) قد توفي أمس وهو يصرخ من الألم والهوان عند الساعة الحادية عشرة مساء...
وتأثرت (لاكلايرون) قليلا ولكنها تناست الأمر سريعا ودعت الضيوف لحفل في المساء..
وفي تلك الليلة أيضا وفي ذات الساعة سمع الجميع الصرخة الأليمة..
وظن ضيوفها أنها نكتة سخيفة من واحد من الجيران فانطلقوا إلى الشارع ولم يجدوا أحدا..
وقرر الجميع المبيت معها دون دعوة هذه المرة..
وفي الليلة الثالثة وقبل الساعة الحادية عشرة بدقائق توزع الحاضرون في كل غرف البيت وأمام الباب . . وفي الشارع ..ولما حانت الحادية عشرة تعالت الصرخة تهز الجميع..
وكان من المحتم الاتصال بالشرطة..
وفي الليلة الرابعة جاء رجال الشرطة وتكررت نفس الصرخة في نفس التوقيت..وكانت دهشة رجال الشرطة أعنف..ولم يستطع أحد تفسير ما يحدث..
وأحست (لاكلايرون) بالحزن العميق لأنها لم تذهب إلى لقاء (سيمون) في تلك الليلة..وأيقنت أن روحه هي التي تصرخ..ولكنها كانت واقعية..لذا سرعان ما تجاهلت الأمر و اعتادت على الصراخ..
وفي إحدى الليالي قررت أن تتأخر في المسرح إلى ما بعد الحادية عشرة مساء..وعندما وقفت على باب المسرح في انتظار عربتها التي تجرها الخيول جاء أحد عشاقها وعندما كان يودعها ويقبلها على خدها حدث شيء غريب..
فقد أحس إن سيفا من الثلج يمر خاطفا في هذه المسافة الصغيرة بين شفتيه وخدها . وصاحبت السيف الثلجي صرخة عاتية..وسقط الرجل على الأرض فزعا وهربت هي إلى عربتها..
ومرت الأيام..وفي أحد الأيام تم توجيه الدعوة لفرقة (كوميدي فرانسيز) إلى قصر (فرساي) لإحياء الاحتفالات لمدة ثلاث ليال ابتهاجا بزفاف ولي العهد..
وذهبت معهم بالطبع (لاكلايرون) باعتبارها عضوة بالفرقة..وكانوا يبيتون كل اثنين في غرفة..وتشاركت (لاكلايرون) مع إحدى زميلاتها في غرفة..
وقبل أن تنام قالت وهي تداعب زميلتها في الغرفة: كم أتمنى أن نسمع أي صوت في هذا الجو الخانق
ولم تكد تكمل هذه العبارة حتى انطلقت الصرخة تزعزع كل من في القصر..حتى الملك قفز من سريره مذعورا..ولما سأل عن السبب وبالطبع لم يشأ أحد أن يقول للملك حقيقة ما حدث فقالوا له:إنه أحد الحراس السكارى تحت النافذة..فأمر الملك أن يضعوه في السجن فورا!!
وبعد فترة اختفى صوت الصرخة..ولكن حل محله صوت طلق ناري!!
ففي كل ليلة وفي نفس الموعد كانت (لاكلايرون) تسمع طلقا ناريا مدويا . وهو موجه إلى نافذتها . فإذا خرج أ الناس ليفحصوا النافذة لا يجدوا أثرا لأي شيء..وظلت هذه حالها ثلاثة شهور أخرى . . وقد تحرر بذلك محضرا في (باريس) في أغسطس سنة 1744 .
وكالعادة اعتادت أيضا على هذا الصوت ولم تعد تفزع له بل أصبح نكتة تداعب بها ضيوفها فكانت تخرج بهم إلى الشرفة قبل الموعد المعروف..وعند الحادية عشرة تماما يدوي عيار ناري يفزع الضيوف وتضحك هي لذلك..وبعد ثلاثة شهور عاد صوت الصرخة مرة أخرى بدلا من صوت الطلق الناري..
وفي إحدى الليالي جاءتها العجوز التي حملت لها رسالة العاشق المجنون.. وروت لها الحقيقة..قالت:
( كان يحبك . وكان يعلم صعوبة هذه العاطفة . ولكنه لا يدري ما الذي يفعله..إنه يحبك..هذا صحيح.. ولكنه في نفس الوقت يجب أن يعيش من أجل والدته المريضة لكي يعينها على الحياة..
وكم عذبه هذا الصراع الداخلي الذي يعتمل في نفسه..
هل يضحي بحبه من أجل والدته..أم يضحي بوالدته من أجل حبه..
كان يحب والدته..هذا حق..ولكن كان من حقه هو أيضا أن يعيش . وشاء القدر أن تكوني حبه الأول والأخير..
لذلك أصابه المرض وأقعده بعد أن حطمه رجالك.. وفي الليلة التي تمنى أن يراك فيها ..طلب مني أن أذهب إليك أستعطفك للحضور ليلقي نظرة أخيرة عليك لعلها تخفف من ألمه المضني..وعندما ذهبت إليك رفضتي أن تحضري معي..فرجعت إليه حزينة ولم أخبره..ولكنه فهم كل شيء فحاول أن يقف على قدميه وأن يذهب إلى بيتك ويموت بين يديك..ولكنه لم يستطع..وسقط من فراشه صارخا صرخة مزقت نياط قلبي..وكانت النهاية .
وسألت (لاكلايرون): ولكن لماذا يطاردني هذا الصراخ؟
قالت العجوز : سوف يظل هذا الصوت يطاردك بعدد أيام تعذيبك له..ألف يوم تماما..
وبعد ألف يوم اختفى الصوت تماما..واختفت العجوز أيضا..
وظلت (لاكلايرون) سيدة المسرح الفرنسي لأكثر من 22 عاما تالية..
ثم اعتزلت المسرح سنة 1766..وافتتحت بعدها مدرسة لتعليم الفنون المسرحية..
وعاشت طويلا حتى بلغت المائة عام من العمر حيث ماتت سنة 1803 .
وعندما طالعوا مذكراتها اليومية وجدوها كتبت في آخر صفحاتها تقول:
(عندي شعور غريب بأنني سوف أموت قريبا..لا أعرف سر هذا الشعور..ولكن الصوت الذي كان يسمعه الناس معي هذا الصوت أصبح يهمس في أذني ويقول: تعالي إنني أنتظرك..
ومن الغريب إني أجيبه دون شعور مني:سوف آتي في الموعد تماما..
ويهمس الصوت قائلا: بعد شهر واحد
فأجيبه قائلة: لن أتأخر يوما .
وماتت بعد شهر بالضبط..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
۞[◕] ألف يوم [◕]۞
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات العامة ۞ ::  ❀ الخوارق والأساطير .. الرعب والخوف ❀-
انتقل الى: