مكة.. منطلق للنهوض
في بعض ما يرتبط بمكة المكرّمة وتاريخها، ما هو أساس عدد من شعائر الحجّ، مثل السعي والطواف، أو ما نردّد ذكره في الحديث عن المكانة الدينية لمكة المكرمة، مثل حفر زمزم. إنّما يمكن أن نتأمّل في المعطيات التاريخية وما ورد بصددها في النصوص القرآنية والنبوية، وسنجد الكثير ممّا يرتبط بجوانب أخرى.
مكة المكرمة في واد غير ذي زرع.. وأصبحت موقعا يمنّ الله تعالى أن جعله مأمنا من الخوف ومن الجوع، ومركزا تنطلق منه القوافل التجارية شمالا وجنوبا، ومنبع ماء لا ينقطع إلى يوم القيامة.
ومكة المكرمة مركز الأرض جغرافيا ممّا تحدّث ويتحدّث عنه المتخصصون علميا.
ومكة المكرّمة وسائر أماكن شعائر الحج حولها أنقى بيئيا من أي منطقة أخرى من العالم، كما يرصد الملايين من الحجيج بأنفسهم عاما بعد عام.
هذه بعض المؤشرات على تميّز موقع مكة المكرمة في تحديد مفاهيم أساسية لبناء حضاري قويم.
ولكن نحتاج بعد المؤشّرات إلى الإنسان، والإنسانُ القادر على العطاء في الدنيا واضعا الآخرة نصب عينيه، هو ما صنعه العهد النبوي في مكة المكرمة ثمّ تابعه في المدينة المنوّرة، فوضع به الأساس الأول لقيام الحضارة الإسلامية على امتداد القرون التالية. إننّا نفتقد في مناهج التعليم ووسائل كسب المعرفة لجيل المستقبل، طرحَ مكة المكرمة، منطلقا للنهوض ومحورا له، إضافة إلى كونها قبلة عبادية للصلاة والحج.
وما سبق إشارات مقتضبة إلى مثال من أمثلة عديدة على القصور في مناهجنا عموما لتأهيل جيل المستقبل تأهيلا صالحا لحمله الرسالة وأدائه الأمانة، في واقع الحياة الدنيا التي نعيشها واستُخلف الإنسان للعمران فيها.