عندما جاء سيل العرم في اليمن وانهار سدّ مأرب ، هربت الخيل العربية واختفت ، وبعدها بزمن ظهر منها خمس
أفراس في وسط الجزيرة العربية في منطقة نجد ، فرآها مجموعة من أهل المنطقة بالبادية جافلة متوحشة لايستطيع
أحدا الاقتراب منها ، وكانت ترد على نبع ماء مساء لتشرب بعد مرعى يومها ثم تولي هاربة ، وكان يراقبونها
ويبحثون عن فكرة للحصول عليها ، فوجدوا الفكرة وقام بتنفيذها بتطويق وإحاطة منبع الماء ( المارد ) بحاجز كبير
واسع المساحة وترك منفذا مفتوحا وتواروا عن أنظارها ، فلم وردت الخيل جفلت وخافت وترددت من الدخول مع هذا
المنفذ ، ولكن هذا التردد لم يدم طويلا فقد اشتدّ عليها العطش فدخلت ، ثم قاموا بعجل في إغلاق المنفذ ليتم تطويقها
وبعد ذلك قاموا باستئناسها حتى امتطوها ، ثم عادوا بها وفي طريقهم وعند بلوغ الجوع منهم مبلغة ولم يجدوا ما يأكلونه
قرروا أن يتراهنوا على احد الأفراس ويأكلوها وذلك بإقامة سباق بينهم ومن تأخرت منهن وقع عليها ذلك ، فأقيم
السباق فرفض صاحب المتأخرة ذبحها ، ثم عادوا الكرّة ثانية وتأخرت أخرى فرفض أيضا ذلك ، فبينما هما في هذا
الوضع إذا بقطيع من الضباء فرجا من الله ولحقوا بها وامسكوا مايكفيهم وأنجى الله الخيل وأصحابها من الهلاك ،
وكانت كل فرسا تحمل صفة بها وسميت كل منها على هذه الصفة ، ونسبت كل منها لأسم صاحبها وهي كالتالي :
- الكحيله : وسميت بذالك لتكحيلة عينها القوية ، وكان صاحبها اسمه العجوز ، فصارت كحيلة العجوز .
- الصقلاويه : وسميت بذالك لصقا لت شعرها ، وكان صاحبها اسمه جدران ، فصارت صقلاوية جدران .
- الشويمه : وسميت بذالك لشامات كانت فيها ، وكان صاحبها سيّاح ، وصارت شويمة سيّاح .
- العبيه : وسميت بذالك لصفة سلوكية وليست شكلية كالسابقات وهي عندما كانوا في السباق وقعت عباءة خيّالها
وصاحبها واسمه شراك فعلقت عباءتة في ذيلها المنتصب عاليا إلى نهاية السباق ، وسميت بعبية شراك .
أما الخامس فعليه اختلافات ، فقد دخل بين عدد من الفروع القوية من هذه الأرسان .