الجنس : العمر : 44 المدينة المنورة التسجيل : 21/10/2011عدد المساهمات : 230
موضوع: ♥☆♥ الأندلس بوابة الغرب للحضارة ♥☆♥ الجمعة 23 ديسمبر 2011, 9:34 am
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الأندلس بوابة الغرب للحضارة
عندما دخل العرب أسبانيا، أدخلوا معهم بحرًا زاخرًا من علومهم وخيراتهم، وتركوا أهلها وفق تعاليم دين الاسلام يتعبدون وفق قناعاتهم ، بل إنهم لم يدخروا جهدا في تحويل هذا البلد الى جنة أوروبا وشرفة الظلال ، كثيرة الخيرات على أطراف صحارى جهل أوروبا ، وتقول زيغريد هونكة في هذا الصدد :
" وليس من العجيب أن نتساءل لماذا نفسر كما يحلو لنا ، والعرب قد احتلوا فعلا جزءا من أوروبة هو الاندلس ؟ فلم يقضوا على المسيحية التي يزعمون أن شارل مارتل قد حماها ، ولم يقضوا على المدنية الغربية التي لم يكن لها وجود !! لقد حوّلوا الأندلس في مائتي عام حكموها من بلد جدب فقير مستعبد الى بلد عظيم مثقف مهذب يقدّس العلم والفن والأدب ، قدم لأوروبة سبل الحضارة وقادها في طريق النور".
الأنـــــــــــــدلـــــــــــــــــس
يؤكد هذه الحقائق معظم المؤرخين يؤكدون على الدور العربي في إخراج أسبانيا من جهل أوروبا التي كانت ترزح تحته لقرون :
" كانت البلاد الأسبانية في الوقت الذي سيطر عليها المسلمون لا تختلف كثيرا عن بقية بلدان غربي أوروبا من حيث انتشار الجهل والتقهقر العلمي والاجتماعي بسبب طول فترة النزاعات الداخلية والفتن بين المذاهب الدينية المسيحية " .
ومما يدل على هذه النزاعات :
أن بعض أمراء أسبانيا ورئيس أساقفة أشبيلية ساعدوا المسلمين على فتح أسبانيا ، وما إن استقر المسلمون حتى بدأوا بتنشيط الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية ، وأصبحت مدن الأندلس من أغنى وأهم المدن الاوربية لاسيما قرطبة ". بل عُدَّ دخول العرب لأسبانيا حينها عملية إنقاذ كبرى قضت على قسم كبير من الآلام التي كانت تئن تحتها البلاد منذ عصور
ويذكر المؤرخ دوزي : " لقد كان الفتح العربي خيرا لأسبانيا إذ أحدث ثورة اجتماعية هامة فعمل على إزالة قسم كبير من الآلام التي كانت تئن تحتها البلاد منذ عصور".
فهل كان الغرب مدركاً لأثر الاسلام والقرآن على الحضارة العربية ، والتي استفاد منها الغرب لاحقا ونهض ؟ ذلك الأمر كان جلياً واضحاً ، بل يمكن لأي باحث أن يتوصل لحقيقة أن الغرب وبالرغم من تجاهله الحالي المتعمد لدور القرآن ، يعلم أن ما كان لنهضة أوروبا أن تكون من دون تلك العلوم الربانية التي أكرم الله بها البشرية من خلال الأمة المعلمة.
مكارم الأخلاق ، كانت إحدى الدروس التي تعلمها الغرب من العرب ، فما كان لأوروبا أن تخرج من طور الهمجية إلا بفضل المعلمين العرب الأوائل الذين أعطوا العالم نموذجا في توافق حرية الفكر مع استقامة الدين ، فهذا غوستاف لوبون يقول :
" إن حضارة العرب المسلمين قد أدخلت الأمم الأوربية الوحشية في عالم الإنسانية ، فلقد كان العرب أساتذتنا ، وإن جامعات الغرب لم تعرف لها مورداً علمياً سوى مؤلفات العرب ، فهم الذين مدّنوا أوربة مادة وعقلاً وأخلاقاً ، والتاريخ لا يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه … إن أوربة مَدينة للعرب بحضارتها … والحق إن أتباع محمد كانوا يذلّوننا بأفضلية حضارتهم السابقة ، وإننا لم نتحرر من عقدتنا إلا بالأمس!
وإن العرب هم أول من علّم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين … فهم الذين علّموا الشعوب النصرانية وإن شئت فقل حاولوا أن يعلموها التسامح الذي هو أثمن صفات الإنسان … ولقد كانت أخلاق المسلمين في أدوار الإسلام الأولى أرقى كثيراً من أخلاق أمم الأرض قاطبة … ".
إن منهج البحث العلمي الذي أصبح اليوم علامة فارقة وميزة يتمتع بها الغرب ، كان أحد هدايا العرب للغرب الاوروبي ، وبقيت الكتب العربية هي المرجع الرئيسي في الجامعات الأوروبية حتى القرن السابع عشر الميلادي .
و"يؤكد كثير من المؤرخين أن عصرالنهضة في أوربا لم يبدأ إلا بفضل الترجمة عن العلوم العربية ويقسّم المؤرخ سارتون الترجمة الى ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى : بدأها قسطنطين الأفريقي في القرن 11م.
المرحلة الثانية : بدأها جون الأشبيلي في النصف الأول من القرن 12م .
والمرحلة الثالثة : بدأها جيرار الكريموني في النصف الثاني من القرن 12م.
ومنذ ذلك الوقت ظلت الكتب العربية المرجع الرئيسي في الجامعات الأوربية حتى القرن السابع عشر الميلادي ومن أهم الكتب التي ظلت المرجع الوحيد في مجالها لمدة ستة قرون.
أما اللغة العربية فكانت دليلاً هادياً لعلماء أوروبا للدخول إلى مختلف العلوم والتخصصات ، وكان كبار علماء الغرب يعترف بهذه الحقيقة ، ويذكر بريفولت في كتابه بناء الإنسانية " ولم يكن " بيكون " إلا رسولاً من رسل العلم والمنهج الإسلامي إلى أوربة المسيحية وهو لم يَملّ قط من التصريح بأن اللغة العربية وعلوم العرب هما الطريق الوحيد للمعرفة الحقبة.
إن روجر بيكون درس اللغة العربية ، والعلم العربى ، والعلوم العربية فى مدرسة أكسفورد ، على خلفاء معلميه العرب في الأندلس ، وليس لروجر بيكون ولا لسميه الذى جاء بعده الحق فى أن ينسب إليهما الفضل فى ابتكار المنهج التجريبى .... والمناقشات التى دارت حول واضعى المنهج التجريبى ، هى طرف من التحريف الهائل لأصول الحضارة الأوروبية ، وقد كان منهج العرب التجريبى فى عصر بيكون قد انتشر انتشاراً واسعاً ، وانكب الناس ، فى لهف على تحصيله فى ربوع أوروبا ".
عــلــوم الــعــرب أنــارت الــعــالــم
ولهذا السبب نجد أن كثيرا من الفلاسفة المتأخرين ينعى تلك الحقبة ويأسف على فوتها ، فالمفكر الفرنسي الشهير أناتول فرانس يقول في كتابه (الحياة الجميلة) : إن " أسوأ يوم في التاريخ هو يوم معركة ( بواتييه ) عندما تراجع العلم والفن والحضارة العربية أمام بربرية الفرنجة ألا ليت شارل مارتل قطعت يده ولم ينتصر على القائد الإسلامي عبد الرحمن الغافقي"
- وهي المعركة التي شكلت هزيمة المسلمين فيها بداية التراجع في الأندلس - هذا الكلام قيل في القرن العشرين، وعلى لسان علماء كبار، وبعد أن شهدت أوروبا آثار تلك العلوم التي ينعم بها الغرب هذه الأيام.
إن الباحث مجبر على التوقف طويلا عند مقولة هذا المفكر الفرنسي الشهير، والتي ينعي - محبة لبلاده - فيها أوروبا لانتصارها على العرب في معركة بلاط الشهداء ، وبملاحظة انه كان ينعي الغرب وليس العرب ، ولقد ردّد في مقولات أخرى ، إن هذه المعركة التي كانت بداية التراجع العربي الاسلامي في أوروبا والذي خُتم بخروجهم من الأندلس قد أخرت نهضة أوروبا قرون عديدة .
أنــاتــول فــرانــس
إن مثل هذا الرجل الذي درس تاريخ بلده وتاريخ العرب خلال تواجدهم في الأندلس يدرك تماما الفوائد العظيمة التي كانت أوروبا ستجنيها لو أن المد العربي الاسلامي قد تجاوز هذه المعركة، هو يعلم أن العرب كانوا فاتحين معلمين معمرين ينشرون علومهم أينما حلّوا، ولم يكونوا أبدا مستعمرين مخربين ... هكذا كان تاريخهم منذ بدء كتابة التاريخ .
وفــى الــنــهــايــة يا مــســلــمــون هذا تاريخنا كنا عظماء أنرنا العالمبعولمنا كنا خير أمة أخرجت للناس أخرجنا العالم من عصور الظلام لعصور النوركنا أعظم إمبراطورية عرفتها البشرية منذ نزول آدم الى يوم القيامة كنا أمبراطورية الإيمان
لكــنــنــا الآن بكل آسف هدمنا ما بناه عظماء الإسلام وينطبق علينا مقولة واحدة نــحــن بئس الخلف لخير سلف , ولكى نعود علينا أن نعود لسنه نبينا والإيمان الصحيح أفــيــقــوا يا مسلمون لنعيد ماضينا العظيم ونعيد حقنا المسلوب فى كل مكان
موضوع: ♥☆♥ الأندلس بوابة الغرب للحضارة ♥☆♥ 
الجمعة 23 ديسمبر 2011, 9:34 am
.jpg)
