الجنس : العمر : 31 مهد الذهب التسجيل : 06/09/2011عدد المساهمات : 232
موضوع: ஜ♥ஐ .:. سور الصين العظيم .:. ஐ♥ஜ الخميس 22 ديسمبر 2011, 12:42 pm
سور الصين العظيم هو سور يمتد على الحدود الشمالية والشمالية الغربية للصين (جمهورية الصين الشعبية)، من تشنهوانغتاو على خليج بحر بوهاى (البحر الأصفر) في الشرق إلى منطقة غاواتى في مقاطعة غانسو في الغرب. تم بناء سور آخر إلى الجنوب، وامتد من منطقة بكين إلى هاندن.
التاريخ
تم بناء أولى الأجزاء من السور أثناء عهد حكام "تركيو صبحيو-تشانغو" كان البناء الجديد يسمح لهم بحماية مملكتهم من هجمات الشعوب الشمالية(التركية: من ترك و منغول و تونغوز=منشوريين)، وبالأخص "شييونغنو=هيونغ-نو =الهون"، إحدى القبائل من شعب الهون التركي (راجع: أتيلا). قام أحد حكام أسرة "تشين"، وهو "شي هوانغدى" ببناء أغلب أجزاء السور، كان هو أيضا يخشى الحملات التي كانت تشن من قبل قبائل بدوية من السهول الشمالية.
بعد توحيد الصين من قبل "تشين شي هوانغ" ( 221 ق.م) تسارعت وتيرة بناء السور، انتهت الأعمال سنة 204 ق.م، بعد أن شارك فيها أكثر من 300,000 شخص. واصلت أسرات "هان" (206 ق.م) ثم "سوي" (589-618 م) أعمال البناء. ساهمت أسرة "منغ" (1368-1644 م) في مد السور وتدعيمه، كما تم استبدال الأجزاء التي بنيت بالطين، ببناءات من الطوب. بلغ البناء طوله النهائي (6,700 كلم) وامتد بموازاة الأنهر المجاورة وتشكلت انحناءاته مع تضاريس الجبال والتلال التي يجتازها. أضيف سور الصين العظيم إلى قائمة التراث العالمي التي حددتها اليونسكو عام 1987.
البناء
تم بناء السور من الطين والحجارة، غطي جانبه الشرقي بالطوب. يبلغ عرضه 4.6 متر إلى 9.1 مترا في قاعدته (بمعدل 6 أمتار)، يصبح ضيقا في أعلاه (3.7 م). يتراوح طوله بين 3 و8 أمتار. وضعت أبراج للحراسة يبلغ طولها الإجمالي 12 مترا كل 200 متر تقريبا. تعتبر الجهة الشرقية من السور والتي تمتد على بضعة مئات من الكيلومترات أحسن الأجزاء المحفوظة، بينما لم تتبقى من الأجزاء الأخرى غير آثار بسيطة.
أن سور الصين هو المعلم الوحيد الذي بناه الإنسان ويمكن معاينته من الفضاء، كما أن رجل الفضاء الصيني "يانغ لو وى" أكد هذه المقولة، . رغم كل الجهود التي بذلها الحكام الصينيون لإنهاء بناءه، لم يقم السور بمهمته المطلوبة في الدفاع عن البلاد ضد هجمات الشعوب البدوية (البرابرة). وحدها الغزوات التي قام بها أباطرة ملوك "تشنغ"، والذين كانوا ينحدرون بدورهم من أحد هذه الشعوب، سمحت للبلاد بالتخلص من هذه التهديدات
إن سور الصين العظيم ليس سورا فقط، بل هو مشروع دفاعي متكامل يتكون من الحيطان الدفاعية وأبراج المراقبة والممرات الاستيراتيجية وثكنات الجنود وأبراج الإنذار وغيرها من المنشآت الدفاعية. ويسيطر على هذا المشروع الدفاعي نظام قيادي عسكري متكامل يتكون من مستويات مختلفة. فلنأخذ سور الصين في أسرة مينغ الملكية كمثال، كان هذا السور الذي يبدأ من نهر يالوه شرقا وينتهي عند ممر جيا يو قوان غربا بلغ إجمالي طوله 7000 كيلومتر ينقسم إلى تسع مناطق إدارية عسكرية، ولكل منطقة رئيس تنفيذي لإدارتها بصورة منفصلة ومسؤول عن إصلاح السور داخل المنطقة وترميمه وهو مسؤول أيضا عن الشؤون الدفاعية في المنطقة أو مساعدة المناطق العسكرية المجاورة على شؤونها الدفاعية وفقا لأمر وزارة الدفاع الوطنية. وكان عدد الجنود المرابطين على خط السور في عهد أسرة مينغ الملكية بلغ حوالي مليون جندي.
وتعتبر الحيطان الممتدة جزءا رئيسيا من مشروع سور الصين الدفاعي. وبنيت الحيطان فوق الجبال الشاهقة أو مواقع خطرة بالسهول حسب التضاريس الجغرافية والحاجات الدفاعية. وغالبا ما تكون الحيطان التي بنيت في السهول أو الأماكن الهامة عالية ومتينة للغاية، أما الحيطان المبنية على المواقع الخطرة فوق الجبال، فهي منخفضة وضيقة نسبيا، وذلك من أجل توفير القوى العاملة ونفقات البناء. ويبلغ متوسط ارتفاع السور في ممر جيو يونغ قوان وبا دا لينغ أو داخل مقاطعات خه بي وشن سي وقان سو نحو 7 أو 8 أمتار وسمك قاعدته 6 أو 7 أمتار، وسمك قمته 4 أو 5 أمتار. وبني في الجهة الداخلية على قمة السور حائط إضافي ارتفاعه أكثر من متر، وذلك من أجل الحيلولة دون سقوط الجنود من على السور، وبنى على الجهة الخارجية حائط إضافي ارتفاعه متران تقريبا، وعلى هذا الحائط فتحات علوية للمراقبة وفتحات تحتية لإطلاق النار أو إسقاط الأحجار. وفي المناطق المهمة جدا، بنيت على السور حيطان متعددة لمنع صعود الأعداء السور. وفي منتصف عهد أسرة مينغ الملكية، أضيفت إلى السور أبراج المراقبة أو مباني المراقبة لمتابعة تحركات الأعداء وإسكان الجنود الذين يقومون بدوريات الحراسة أو تخزين الأسلحة والأغذية. وبذلك تعززت القوة الدفاعية لسور الصين إلى حد كبير.
تعتبر الممرات الإستراتيجية أهم مواقع دفاعية على خط السور الممتد لعشرات آلاف كيلومترات. وتقع الممرات الإستراتيجية عادة في مواقع صالحة للدفاع بغية مقاومة المعتدين الكثيرين بقوى عسكرية قليلة .
وهناك مثل صيني قديم يقول : " لو كان هناك جندي واحد يدافع عند الممر الإستراتيجي ، فلا يمكن أن يخترقها عشرة الآلاف من الجنود ". ويدل هذا المثل بصورة حية على أهمية الممرات الإستراتيجية. وهناك عدد كبير من الممرات الإستراتيجية الكبيرة والصغيرة على خط سور الصين. ونأخذ سور الصين لأسرة مينغ الملكية كمثال، كان يوجد نحو ألف ممر إستراتيحي على خط السور، ومن أشهره شان هاي قوان وهوانغ يا قوان وجيو يونغ قوان وزي جين قوان وداو ما قوان وبينغ شينغ قوان ويان من قوان وبيان قوان وجيا يو قوان إضافة إلى يانغ قوان ويو من قوان اللذين بنيا في عهد أسرة هان الملكية ( تعني كلمة " قوان " في اللغة الصينية ممر إستراتيجي ).
وتعتبر أبراج الإنذار جزءا هاما أيضا من مكونات الدفاع لسور الصين العظيم. إنها مرافق لإرسال ونقل معلومات عسكرية. وفي الحقيقة إن أبراج الإنذار بصفتها أداة لنقل المعلومات كانت موجودة منذ القدم، واستفيدت منذ بداية بناء سور الصين منها بصورة جيدة بل كان يتم إكمالها تدريجيا لتصبح أفضل أسلوب لإرسال ونقل المعلومات العسكرية في العهود القديمة. وكان أسلوب نقل المعلومات هو إطلاق الدخان نهارا وإشعال النار ليلا. إنه أسلوب علمي وسريع لنقل المعلومات إذ يمكن معرفة عدد الأعداء من عدد المواقع التي انطلق منها الدخان أو أشعلت فيها النار. وفي عهد أسرة مينغ الملكية أضيفت أصوات المفرقعات في وقت إطلاق الدخان وإشعال النار لتعزيز فعالية الإنذار، الأمر الذي يمكن من إبلاغ المعلومات العسكرية بدقة إلى أماكن بعيدة ومختلفة في لحظة واحدة. وفي ظل عدم وجود الهواتف والاتصالات اللاسلكية في العهود القديمة، يمكن القول إن هذا الأسلوب لنقل المعلومات العسكرية كان سريعا جدا.
يمر سور الصين العظيم بتضاريس جغرافية مختلفة ومعقدة، حيث يعبر الجبال والأجرف ويخترق الصحراء ويجتاز المروج ويقطع الأنهار. لذلك إن الهياكل المعمارية للسور مختلفة وغريبة أيضا إذ بني السور في المناطق الصحراوية بمواد مكونة من الأحجار المحلية ونوع خاص من الصفصاف نظرا لشح الصخور والطوب. أما في مناطق هضبة التراب الأصفر شمال غربي الصين، فبني السور بالتراب المدكوك أو الطوب غير المحروق، لكنه متين وقوي لا يقل عن متانة السور المبني بالصخور والآجر. وبني السور في عهد أسرة مينغ الملكية غالبا من الطوب أو الصخور أو بخليط من الطوب والصخور. وتوجد قناة يصرف المياه على قمة السور لأجل صرف مياه الأمطار تلقائيا وحماية السور.
وبالإضافة إلى دوره العسكري، أثر سور الصين العظيم على التنمية الاقتصادية الصينية أيضا. إن اتجاه سور الصين متطابق تقريبا مع الخط الفاصل بين المناخ شبه الرطب والمناخ الجاف في الصين ، وأصبح في الواقع فاصلا بين المناطق الزراعية والمناطق البدوية. وفي قديم الزمان، كانت تقيم في شمال الصين أقليات قومية بدوية، ويعيش أهالي قومية هان في وسط الصين ، ومن أجل حماية الإنتاج الزراعي ومنع نهب القوميات البدوية لمنتجاتهم الزراعية، ظل أهالي قومية هان يبنون السور باستمرار. وبذلك أصبح سور الصين العظيم حاجزا للتطور المستقل للحضارتين المختلفتين.
ومن بين المواقع السياحية على سور الصين العظيم في أنحاء الصين، يعتبر سور با دا لينغ شمال بكين أفضل قطعة محفوظة من سور الصين ، كما هو أحد أفضل المواقع لتسلق السور للسياح الصينيين والأجانب .
من الفضاء .. البناء الوحيد الذي يمكن رؤيته على الأرض