كثيراً ما نصادف في حياتنا أشخاصاً طيبي القلب، فنأنس بالحديث معهم ومشاركتهم أحلامنا وهمومنا. لكن ماذا لو كان بعض هؤلاء الأشخاص الطيبي القلب لا يحسن اختيار كلماته، أو لا يحسن التعبير عن مكنون قلبه من خلال أسلوب مناسب؟ هل يا ترى ستبقى على علاقتك معه وإن كان أسلوبه لا يعكس صفاء نيته؟
يتباين الناس في تقبلهم للأسلوب، فمنهم من يعطي أهمية لأسلوب مريح في التعامل لا تقل عن أهمية صفاء النية، والبعض يمنح الأولية لصفاء القلب ولا شيء سواه. وأياً كانت تفضيلات الشخص، فإنه في الغالب لن يتمكن من تغيير أساليب الآخرين في التعبير عن أفكارهم وآرائهم. الأمر الذي يعد مشكلة للفئة التي تهتم بالأسلوب، حيث أنهم – نتيجة لذلك – يضطرون لقطع كثير من العلاقات بسبب عدم استحسانهم للأسلوب. ولا لوم عليهم برأيي، حيث أنه من الصعب مصاحبة من يكثر التذمر أو يرمي باتهامات لا حد لها على الآخرين. فليس كل إنسان قادر على التفريق بين ظاهر صديقه وباطنه، وليس كل إنسان ملزم بذلك أيضاً!
أسلوب التعبير مهارة وفن يفوز من يمتلكه. فهو باختصار يمكن الإنسان من التعبير عما في باطنه بطريقة يمكن تقبلها والتعايش معها بسهولة. بينما افتقاد هذه المهارة يؤدي لتضليل فهم الشخص الآخر عما ترغب فعلاً بتوصيله.
.
ما يهمني في هذا الموضوع هو كيف يمكنني أنا وأنت يا قارئ هذه الحروف أن نحسن التعبير عن أنفسنا بالشكل الذي يعكس صفاء بواطننا؟ لأنه ليس من الذكاء أن نفترض أن الآخرين سيعذروننا دائماً على سؤء تعبيرنا! لأن الحقيقة مغايرة لذلك، وكثير من الصداقات تنتهي بسبب مواقف متعلقة بسوء اختيار أسلوب التعبير.
.
حسناً، هذه قائمة مبسطة ببعض الأفكار التي من شأنها المساعدة في الوصول لأسلوب ناجح في التعبير عن آرائنا:
- لا تفترض أن الشخص الآخر يعلم ما يدور ببالك! لذا أخبره إن كنت تريده فعلاً أن يعلم.
- لا تستخدم كلمة ” المفروض أنك … ” لأن ما هو ” مفروض ” لديك، ليس بالضرورة ” مفروض ” لدى الشخص الآخر! فمقاييس الناس وقيمهم تختلف..
- اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. لذا تقبل الرأي المخالف وابحث عن نقاط تشابه ترتكز عليها عند مناقشتك للأفكار المختلف عليها.
- كن موضوعياً واستخدم أدلة مقنعة، وابتعد عن تأييد رأيك بكلمات مثل ” أحس – أشعر – سمعت “..
- إياك ورفع الصوت، فهو ينفر الآخرين من الحوار معك..
- المتهم برئ حتى تثبت إدانته. لذا إذا أردت أن تخسر الآخرين، فاتهمهم..
- تذكر أيامكم الجميلة عند وجود اختلاف مع شخص ما ، فهذا يساعدك على الاستناد على الإيجابيات التي تهدئ النفس بدلاً من السلبيات التي تستثير غضبها!
ملاك هذه الأفكار هي:
- حسن الظن ، فهو يساعدك على فهم الآخرين بشكل صحيح، ويمكنك من التحكم بأعصابك واختيارك لألفاظك.
- قال تعالى: ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ) سورة الإسراء
تذكر أن الشيطان سيكون موجوداً للتحريش بين الناس خصوصاً في لحظات الخلاف، لذا أحسن اختيار كلماتك وأسلوبك ولا تدع للشيطان فرصة لينجح فيها وتخسر أنت!