المقصورات في المسجد النبوي
المقصورات
المقصورة في اللغة الدار الواسعة المحصنة، وهي هنا تعني مقام الإمام في الصلاة أي أنها تقام على المحراب الرئيسي للمسجد. ويطلق اسم المقصورة أحياناً على الحجرات النبوية الشريفة، فيقال: المقصورة الشريفة لأنها مقصورة على بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وآله وقبره الشريف وقبري صاحبيه، والمقصورة التي نعنيها هنا هي المقصورة التي يتخذها إمام المسجد النبوي الشريف مقاماً له، وكان الخليفة أو واليه في عهود الإسلام الأولى هو الذي يتولى الإمامة، ويروى أن أول من اتخذ المقصورة هو الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، بعد مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أماناً له من الاغتيال كما حدث لسلفه وبناها من اللبن ويروى أيضاً أن أول من أحدث المقصورة هو مروان بن الحكم والي المدينة لمعاوية بن أبي سفيان، وبناها من الحجر، وقد تصح الروايتان، بأن عثمان أول من بناها من اللبن ومروان أول من بناها من حجر، ولما ولي عمر بن عبد العزيز المدينة للخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك وقام بتوسعة المسجد النبوي، جعل المقصورة من خشب الساج، وزخرف سقفها من الفسيفساء وكان سقف المقصورة مرتفعاً قليلاً عن بقية أسقف أروقة القبلة ومرتفعاً في أرضيته بمقدار بسيط، وقال السمهودي: في كتابه "وفاء الوفاء" وقد احترقت هذه المقصورة في حريق المسجد الأول عام 654هـ، ولما أعيد بناؤه وسع المحراب المذكور عما كان عليه، وتغير عن محله عندما هدم الجدار القبلي بعد الحريق الثاني عام 886هـ.
المقصورة الشريفة
المقصورة هي عبارة عن الحجرة الشريفة وهي جزء من الحجرات النبوية وكذلك الجدار الذي أنشأه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كخمس أضلاع وجزء من الروضة الشريفة وهو الجزء الغربي من المقصورة وكذلك بيت السيدة / فاطمة الزهراء، ومحاط حولها الشبك الحديد الخارجي المعروف بالشباك الحديدي وهو السور الخارجي المصنوع من شبك حديد الكريتال القوي والمشغول بزخارف، ومطلي بطلاء الزيت باللون الأخضر، وللمقصورة الشريفة أربع أبواب:
1 ـ الباب الجنوبي القبلي، ويسمى باب التوبة، عليه صفائح من فضة، ومغلق دائماً لا يفتح أبداً يتوسط المواجهة الشريفة المكونة الشبك النحاس الأصفر المشغول والمكتوب بأعلاه لفظ الجلالة الله ثم بعده محمد ومن أسفل هذا المكتوب لا إله إلا الله الملك الحق المبين، محمد رسول الله صادق الوعد الأمين.
2 ـ الباب الشمالي: يقال له: باب التهجد، يقع أمام دكة الأغوات خلف بيت السيدة / فاطمة الزهراء رضي الله عنها، من جهة شمال غرب البيت.
3 ـ الباب الغربي: وهو يفتح على الروضة الشريفة يتوسط أسطوانة الحرس، وأسطوانة الوفود، ويسمى بباب عائشة رضي الله عنها.
4 ـ الباب الشرقي: يدعى بباب فاطمة الزهراء رضي الله عنها، والذي يدخل منه للمقصورة الشريفة سواء للتنظيف أو لزيارة كبار الزوار الرسميين من دول العالم الإسلامي.