مراتب الدعاء
فإذا أخلص الإنسان الدعاء والتزم بآدابه وأداه كما ينبغي فإن للدعاء مراتب ثلاث:
1. إما أن يعجل الله للعبد ما يطلب.
2. وإما أن يدخر له أفضل منه.
3. إما أن يدفع الله عن العبد من السوء مثله.
هل ينافي الدعاء الرضا
يقول أبو حامد الغزالي في كتاب إحياء علوم الدين في باب:
بيان أن الدعاء غير مناقض للرضا
ولا يخرج صاحبه عن مقام الرضا وكذلك كراهة المعاصي ومقت أهلها ومقت أسبابها والسعي في إزالتها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يناقضه أيضا وقد غلط في ذلك بعض البطالين المغترين وزعم أن المعاصي والفجور والكفر من قضاء الله وقدره عز وجل فيجب الرضا به وهذا جهل بالتأويل وغفلة عن أسرار الشرع فأما الدعاء فقد تعبدنا به وكثرة دعوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء عليهم السلام على ما نقلناه في كتاب الدعوات تدل عليه ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في أعلى المقامات من الرضا وقد أثنى الله تعالى على بعض عباده بقوله ويدعوننا رغبا ورهبا.
ويستطرد رحمه الله حتي يقول:" وبهذا يعرف أيضا أن الدعاء بالمغفرة والعصمة من المعاصى وسائر الأسباب المعينة على الدين غير مناقض للرضا بقضاء الله تعالى فإن الله تعبد العباد بالدعاء ليستخرج الدعاء منهم صفاء الذكر وخشوع القلب ورقة التضرع ويكون ذلك جلاء للقلب ومفتاحا للكشف وسببا لتواتر مزايا اللطف كما أن حمل الكوز وشرب الماء ليس مناقضا للرضا بقضاء الله تعالى في العطش وشرب الماء طلبا لإزالة العطش مباشرة سبب رتبه مسبب الأسباب فكذلك الدعاء سبب رتبه الله تعالى وأمر به وقد ذكرنا أن التمسك بالأسباب جريا على سنة الله تعالى لا يناقض التوكل"