خطر المشعوذين
المشعوذ دجال قد يخفي غرض الكسب ويقنع بالهدايا بإدعاء عدم طلب الأجر خشية الملاحقة الأمنية, ولكن قد يأمن فيفضح غرضه بإعلانه في وسائل الإعلام مدعيًا قدرات يطلب معها الدفع مقدمًا, وفي أحد المواقع أعلن أحدهم أن لديه: (العلاج للعنوسة وربط الأزواج وما يشفي من كل سحر وحسد ومرض بالعلاج بالقرآن والأعشاب خاصة جميع الأمراض الخبيثة و المستعصية كالسرطان وأمراض الكبد والعقم عند النساء والرجال والعلاج ليس مجاني والدفع مقدما), وغالبا يجد المشعوذ ضالته فيمن بلغ حد اليأس تحت وطأة الضغوط الاجتماعية والمصابين بالأمراض المستعصية؛ الاجتماعية منها والبدنية, كما يستغل جهل المصابين بوهم التلبس بجان أو الوقوع فريسة لسحر, وذوي الحالات الصحية المزمنة كالبرص والسكري والسرطان, وذوي الأغراض المتعلقة بالمحبة والكراهية والانتقام كترهيب الزوج أو تدجينه أو الانتقام منه وتحطيمه أو لجلب السعد لابن عاطل أو لابنة عانس, والشعوذة مستمرة في الانتشار خاصة في الأوساط الشعبية حيث تقل الثقافة والوعي وتنتشر الأمية وتكثر الضغوط الاجتماعية والمشاكل الزوجية والمعاناة الدراسية, وتشكل النساء أغلبية الزبائن وهن يتداولن غالبا روايات مبالغ فيها عن حالات كثيرة "تحقق فيها المقصود"؛ تستوي في ذلك المتعلمات والأميات والشابات والمسنات، ومن خوفهن من الحسد والإصابة بالجان يتملكنهن الوهم ويصبن فعلا بوساوس وكوابيس وصداع وآلام فيندفعن نحو الدجالين ويقعن ضحية الابتزاز, وفي الحقيقة هذه جميعا أعراض نفسية وقد يؤدي تأخير علاجها الحقيقي إلى نتائج وخيمة, وكلما عالج علماء الشريعة المشاكل اليومية ونبهوا للسلوكيات المتجاوزة حد الشريعة كلما قلت الظواهر السلبية إذا لم تنعدم.