قصة : أَلو ... آلو ... أَلوووو !!!
قبل الزمان بزمان
حين كان السمك يلعب مع الحيتان
والتفاح يميل بأغصانه على الرمان
عاش أمير وسيم فنان
اسمه ألويا خِلاَّن
يقضي أوقاته في العزف على الكمان
في حديقة والده ملك الزمان
وفي الحديقة تفاح ورمان
في صباح أحد الأيام
والعصافير تزقزق يا سلام
وترقص على أنغامها أسراب الحمام
والدنيا مزروعه بالحب و الوئام
دخلت صبية جميلة الحديقة الغناء
طويلة كالسحابة في السماء
تمشي الهوينى في خيلاء
في يدها كأس بلوري بلون الحناء
تنظر يميناً ثم شمالاً بلا حياء
وبابتسامة سحرية
فاجأها الأمير بالتحية
وبالمشاعر القلبية
ثم دعاها لسماع ألحانه الموسيقية
ابتسمت الصبية وحييت الأمير
من الفرح إليه كادت تطير
لكنها اعتذرت له بلطافة
وشكرته على حسن الضيافة
تنهدت الصبية عميقاً وقالت
والدمعة على خديها سالت
إن والدي مريض بمرض غريب
وهو عندي أعز حبيب
أخاف كثيراً على صحته
وأبحث عن دواء يضاعف من قوته
لقد وصف الطبيب عصيراً من التفاح والرمان
رائحته فل وريحان
ولا يوجد منه في المملكة سوى عندكم
وها أنا ذا في دياركم
فساعدني أيها الأمير
فأنت بحب الناس جدير
فرح الأمير كثيراً
وكان على فعل الخير قديراً
أعطاها الكثير من العصير الشافي
ومن الحب القسط الوافي
نعم لقد وقع الأمير في حبها
وشاء أن يصبح رفيقاً في دربها
عادت الصبية من حيث أتت
والعصير الشافي لوالدها قد أحضرت
شرب والدها المريض من العصير ملعقتين
وذكر اسم ربه مرتين
ولم يمض من الوقت أسبوع
عانى فيه والدها من التعب والجوع
حتى شفي من مرضه اللعين
والله في كل شيء يعين
غابت الشمس خلف السهول والتلال
وطلع القمر ساطعاً فوق الجبال
والأمير لحبه وفي أمين
لكنه في بعده عنها حزين
وقرر ألو أن يتزوج الصبية
وصارح والده ملك الزمان بالقضية
لكن الملك غضب كثيراً
وأسمع ابنه كلاماً مريراً
ولم يرض له بعروس فقيرة
فهي ليست غنية أو أميرة
غضب الأمير ألو من هذا القرار
وهجر القصر وكل الديار
سافر بعيداً وهو حزين
لكنه لحبه وفي أمين
وظلت الصبية تنتظر ألو حتى يعود
فهو حبيبها وبالحب يجود
لكن الو لم يعد منذ سنين
وخيم الحزن على المملكة والناس أجمعين
وظلت الصبية تنتظر الأمير
فهو في حبها جدأً جدير
وجلست قرب جهاز التلفون
فقد يفاجئها يوماً حبيبها الحنون
وكلما رن الجهاز قال الصبية : ألو .... ألو !
وكلما دق الجهاز ردت الصبية : ألو ... ألو ! ألوووو !!
ظناً بها أنه الامير ألو ...
لكن الأمير لم يتصل بها
ولم يعد أبداً إلى بيتها
منذ ذلك العام والناس تشعر بالحزن مع الصبية
وتتمنى أن يعود إليها حبيبها صاحب القضية
حبيبها رمز الوفاء
وعنوان الحب والمحبة والعطاء
منذ ذلك العام وكلما رن التلفون
الناس بلهفة يردون ألو ... ألوووو ! ألووووو !
ظناً منهم أن الأمير ألو قد عاد ...
وأنه يبحث عن حبيبته بين العباد !!