المرأة وتنظيم الأولويات بعد الولادة
المسؤوليات بالنسبة للمرأة بعد الولادة هي أن تكون أما جيدة وزوجة ممتازة وموظفة ناجحة والبقاء جميلة دوما والحفاظ على صداقاتها. فهل ذلك يعني بأن تكون المرأة خارقة؟ وحتى ان تمكنت من الجمع بين كل هذه الأمور فهل سيبقى وقت لديها لنفسها؟ تلك هي أسئلة هامة جداً بالنسبة للمرأة والاجابة عليها تتطلب أمرا واحدا وهو اختيار وتنظيم الأولويات. تحذير هام قالت دراسة صادرة عن مركز رعاية الأمومة والطفولة في مدينة ساو باولو أن القيام بجميع الأدوار المذكورة أعلاه أمر صعب ولكنه ليس بالمستحيل وحذرت بأن لعب كل هذه الأدوار بعد الولادة يتعب المرأة جدا وقد يصيبها بالاكتئاب ان لم تعرف اختيار وتنظيم الأولويات بعد قدوم المولود الجديد. وأضافت الدراسة بأنه اذا لم تنظم المرأة اختيار الأولويات فانها لن تتحمل القيام بهذا الكم من الواجبات ولن يبقى وقت لكي تعيش حياتها الشخصية وتتمتع بحياة هادئة. وتابعت الدراسة تقول بأن 65% من النساء اللواتي ينجبن طفلا لأول مرة يتعرضن لأزمة الاختيار بين الأولويات فينتابهن القلق والضغط النفسي حتى تصل الأمور الى حد التأثير على صحتهن العامة نفسية كانت أم فيزيولوجية. ومن أهم الأعراض التي يمكن أن تصيب المرأة التي لاتعرف اختيار الأولويات بعد الولادة هو الاصابة بمرض الصداع النصفي المزمن (الشقيقة) وفقدان الرغبة في المعاشرة الحميمة مع زوجها. ليس هناك كمال في الحياة أكدت الدراسة بأنه لاختيار الأولويات في حياة المرأة بعد الولادة يجب أن تعلم بأنه ليس هناك كمال في الحياة وليس هناك من لايخطىء وعلى الزوج أيضا أن يعلم بأن زوجته مخلوق بشري وليس خارق. وقالت الدراسة بأن ايمان المرأة بأنه ليس هناك كمال تام في الحياة يساعدها على اختيار الأولويات الهامة في حياتها بعد الولادة. وأضافت بأن الأولوية الأولى هي تربية طفل بشكل سليم دون اعتبار ذلك حجة لاهمال نفسها. فالزوج كرجل لايدرك تماما مدى صعوبة مهمة الاعتناء بمولود جديد، فهو يريد حقوقه كاملة كزوج. طبعا هناك استثناءات، فكثير من الأزواج يستعدون نفسيا لتغييرات هامة ستحدث في الحياة اليومية بعد ولادة الزوجة. الاعتدال في الأولويات أوضحت الدراسة بأن ولادة المرأة لايعني بأن تتخلى عن كل الأشياء التي كانت تقوم بها لارضاء نفسها أولا وزوجها ثانيا. وهنا تبرز أهمية الاعتدال في الأمور. فان كانت المرأة تذهب الى الكوافير ثلاث مرات في الاسبوع على سبيل المثال بامكانها الذهاب مرة واحدة وان كانت تخرج مع صديقاتها أو تزور جارتها مرة في الأسبوع فتستطيع أن تختصر ذلك الى مرة كل أسبوعين أو أن تعتذر لبعض الوقت الى أن تنظم اختيار أولوياتها دون أن تقطع حبل الصلة مع الأصدقاء. وقالت الدراسة انه في المقابل يمكن أن تلغي المرأة بعد ولادتها بعض الأمور الثانوية التي كانت تقوم بها قبل أن ترزق بطفل، ومنها، على سبيل المثال، نقل مهام التسوق للزوج لفترة من الوقت بعد نقاش منطقي يفهم الرجل بأن الزوجة لن تستطيع أن تهتم بشؤون التسوق كما كانت تفعل في السابق. ويمكنها أيضا أن تطلب من أهلها زيارتها بدل أن تقوم هي بزيارتهم لبعض الوقت وذلك ضمن مهمة تنظيم الأولويات. ويمكنها أيضا أن تلغي لوقت طويل زيارات حفلات الأعراس وأعياد ميلاد الأصدقاء وأن تشرح لهؤلاء بأن تغييرات قد طرأت على أولوياتها بعد الولادة. المرآة الداخلية والمرآة الخارجية قالت الدراسة ان بعض النساء يصبن بالهلع عندما ينظرن الى نفسهن في المرآة. ستجد بأن تحولات قد طرأت على جسدها بسبب حمل دام تسعة أشهر. فتلاحظ بأن حجم الثديين قد كبر بسبب الحليب الذي ترضعه لطفلها، وقد تجد بقعا على وجهها نجمت عن الحمل والى ماهنالك من تغييرات. وأكدت الدراسة بأنه ينبغي على المرأة أن لاتصاب بالهلع لأنه من المنطقي أن تحدث تغييرات عليها بسبب الحمل والولادة. عليها بدلا من ذلك أن تنظم أولوية الاعتناء بجسدها بممارسة تمارين خاصة بالنساء اللواتي وضعن مواليد جدد. ولكن بشكل عام يجب أن لاتقلق المرأة من المرآة الخارجية. ماهو أهم، على حد قول الدراسة، هي المرآة الداخلية التي تعكس أمورا ايجابية كثيرة وهي شعور المرأة بأنها قد أصبحت أما تحظى باحترام الآخرين. والمرآة الداخلية تعكس أيضا بأن الأهل والأصدقاء الذين يحبون المرأة الأم لن يهتموا كثيرا بالمرآة الخارجية لأن الجميع يعلم بأن من تنجب ستبدو عليها علامات الحمل والولادة. الاستمتاع بالأمومة من أهم الأولويات أكدت الدراسة بأن هناك أمرا مهما جدا يتوجب على المرأة الأم أن تفكر به، ألا وهو الاستمتاع بالأمومة لأن الأمومة تعتبر من أكبر الملذات بالنسبة للمرأة. وقالت الدراسة ان وضع المرأة هذه الأولوية على قائمة الأولويات الأخرى يجب أن يكون له وقع ممتاز على نفسيتها. فالاستمتاع بالأمومة يتطلب الشعور بالاسترخاء والراحة واعطاء نفسها كامل الحق للاستمتاع بالمرحلة الجديدة من الحياة. واختتمت الدراسة بالقول ان الحياة الواقعية ليست مثل الدعاية لبضاعة ما في التلفزيون تصورها وكأنها البضاعة الوحيدة المثالية ، ولكنها ربما تخدع الكثير من المشترين. والمرأة التي تنجب لن تبدو على المثالية التي كانت عليها قبل أن تحمل وتلد، لكن المشتري، ان كان الزوج أو الأهل أو الأصدقاء لن يخدعوا لأن قدوم مولود جديد للحياة يعني اضافة عنصر هام في القائمة الاجتماعية، هذا العنصر الذي يمكن أن يصبح في يوم من الأيام منقذا لكثير من بني اخوته من البشر.