انحراف الشباب .. لماذا ؟
لماذا ينحرف كثير من الشباب سريعا وبدون سابق إنذار ؟ ..
هذا السؤال يأتي ممن يتفاجأ بالمشكلة بعد حدوثها .. والواقع أن المشكلة تظهر لكثير من المربين باكراً ولا يتفاجأ بما يحدث لبعض الشباب لما يراه من أسباب سابقة لم يتم علاجها بشكل قاطع وسريع .
إذن .. يمكننا القول بأن المربي الحقيقي لا يتفاجأ بالمشكلة ولا يظهر منه مثل هذا السؤال لأنه استطاع من خلال خبرته التربوية وتجربته الواقعية من التعرف على مظاهر وأسباب تجعل من الممكن للشاب الوقوع في الانحراف الذي يتخذ مظهرا مفاجأ لمن كان لا يتنبه لبوادر المشكلات وبواطنها.
كانت هذه الكتابات بعد قراءة في بعض خبرات بعض الكتاب مثل سيد نوح والياسين ويكن وغيرها .. نسأل الله أن ينفعنا جميعا ..
الأسباب :
أسباب من خلال الصحبة :
ضعف الجانب التربوي :
وذلك مع الانشغالات الكثيرة والأجواء الجامدة البعيدة عن ذكره سبحانه ورقابته. وقد يكون في القمة ولكنه لا يشعر بالتآكل الإيماني فيسقط .
يقول تعالى : ويزيد الله الذين اهتدوا هدى
ويقول سبحانه : ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم
ويقول صلى الله عليه وسلم : إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم
وارتباط الفرد يجب أن يكون قائما على أساس من ارتباطه بالله وبالاسلام لا بأشخاص الآخرين
عدم وضع الفرد في المكان المناسب (أو عدم إعطائه الأعمال المناسبة)
قال عمر رضي الله عنه : رحم الله أبا بكر كان أعلم مني بالرجال
لا يعطى إنسان فوق ما يحتمل فينتكس ويعرض عن الطريق بالكلية
عدم توظيف كافة الأفراد (أو شغلهم بما ينفعهم)
فقد تتراكم الأعمال والانشغالاات بيد فئة محدودة ويحس الفرد بعد الانتاجية ثم تضعف عنده المفاهيم والإيمانيات والدوافع فيفتر ثم ينتكس .
عدم متابعة الأفراد :
فالأشخاص عموما يمرون بظروف صعبة ويتعرضون لأزمات ومشكلات فإذا لم يجدوا من يعينهم ويساعدهم في حل مشكلاتهم فإنهم قد يصابون بخيبة أمل ثم احباطات نفسية ثم الانتكاسة . متابعتهم في تربيتهم وحل مشكلاتهم حتى ينصر في مجتمع الإسلام .
قال صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .. رواه مسلم .
عدم حسم المشكلات بسرعة :
وذلك قد يسبب في تعقيدها .. وهذا من الممكن أن يكون بعدة أسباب :
عدم وجود الكفاءات القادرة على الحسم
استاع رقعة العاملين والدعاة فلا يمكن تغطية احتياجاتهتم
المشكلات والخلافات والصراعات :
وقد يحدث ذلك بسبب عدم وجود التوجيه القوي الجيد
أو يكون بسبب وجود ممن يثير الفتن
أو التنافس على أمور من الدنيا
أو بعض الأسباب الشخصية والتصرفات الفردية
أو القعود والفراغ
عدم وجود التوجيه القوي : وكذلك عدم وجود القيادي أو إذا وجد فقد لا يكون قويا
تساقط وانحراف مجموعة من إخوانه
عدم مراعاة النفسية عند النصيحة أو التنبيه :
فقد يكون اسلوب النصح بعنف أو بطريقة لا تليق بالمدعو
أو استخدام طريقة الاستهزاء أو الغلظة
أو تضخيم الأخطاء أو تقليص الجهود واحتقارها
التكليف فوق الطاقة ..
من حيث التكليف بالأوامر المتتالية أو الكبيرة .. أو التقييم بدقة شديدة مما لا يمكن لكثير من الناس القدرة عليه.
أسباب من النفس :
عدم انضباطية النفس .
الخوف على النفس والرزق ..
قال تعالى : إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين
الغلو : قال صلى الله عليه وسلم ..
التساهل وطلب الرخص
يقول الشاعر : لا تحقرن صغيرة .. إن الجبال من الحصى
عن أنس رضي الله عنه قال : " إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات ، يعني المهلكات "
الغرور وحب الظهور ..
الغيرة من الآخرين والحسد
الكبر : وهذا الذي أخرج ابليس من الجنة
الإنبهار بالعلم والمعرفة :
(وءاتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ) ومن صورها تبني الآراء الشاذة
افتراض الصواب المطلق في الآي الشخصي
وذلك للتعصب أو إعجاب المرء برأيه أو الظن بأن الرأي المخالف هو نوع من الطعن في عقل وفضل صاحب الرأي الأول .. ثلاث مهلكات : شح مطاع ، وهوى متبع وإعجاب المرء برأيه
الشك وسوء الظن بإخوانه
مفارقة الجماعة وإيثار حياة العزلة والتفرد ..
قال تعالى : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
قال تعالى : ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأؤلئك لهم عذاب عظيم
قلة تذكر الموت والدار الآخرة
(نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ) وفي رواية (فزوروا القبور فإنها تذكر الموت
التقصير في عمل اليوم والليلة :
مثل النوم عن الصلاة المكتوبة
التقصير في صلاة النافلة
التقصير في الأذكار
التقصير في التطوع عموما من صدقة وصيام أو غيرها ..
الوقوع في صغائر الذنوب مع الاستهانة بها
صحبة السوء أو ذوي الإرادات الضعيفة
وذلك أن الإنسان يتأثر من واقع من حوله أو يؤثر بهم
(المرء على دين خليله فلينظر أحدكم إلى من يخالل)
حب الرياسة وطلبها
ضعف الإيمان
عوامل خارجية :
ضغط المحن والابتلاءات
(ألم . أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمنَّ الكاذبين)
ضغط الآهل والأقربين
وأحوال الصحابة من أمثال مصعب بن عمير وسعيد بن أبي وقاص وإبراهيم عليه الصلاة والسلام
ضغط البيئة
من السفر للخارج أو بصحبة السوء إلى مناطق اللهو
طول الجهاد وتأخر النصر :
وإما نرينك بعض الذي نعهدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ
الإشاعات المتلفة على المتمسكين بالدين
المتناقضات بين البيت والصحبة الصالحة
موضوع: !~¤§¦ انحراف الشباب .. لماذا ؟ ¦§¤~! 
الخميس 24 نوفمبر 2011, 6:57 am