السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله سبحانه وتعالى : (وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا..)
من المفارقات الغريبة التي تجري في الحياة خصوصاً في عصرنا الحالي عصر العلم والعقل والذكاء هي هلاك جمع من الناس إثر قلة التغذية أو انعدامها وجمع آخر نتيجة التخمة والإملاء الزائد عن الحاجة، ففي وقت يحذر الاختصاصيون من أن قلة التغذية مازالت المشكلة الأولى التي تواجه أطفال الدول النامية، يعترف بعضهم بأن زيادة نسبة المصابين بالسمنة تعتبر مؤشراً أكبر إلى القلق، ليس في الدول النامية فحسب بل أيضاً في الدول المتقدمة.
فالأطفال المصابون بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكري عند بلوغهم، وتناول الوجبات السريعة بما تحتويه من دهون وتوابل يؤثر في كيمياء المخ ويؤذي قدرة الذاكرة ويسلب الإرادة فيصبح قرار التوقف عنها في غاية الصعوبة تماماً مثلما تفعل السجائر وعقاقير الإدمان، وتسهم الوجبات السريعة والجاهزة كثيراً في إصابة الأطفال بالربو، لخلوها من الخضر الطازجة والفتيامينات والمعادن، كما أن خلو هذه الأطعمة من الألياف الضرورية لانتظام الحركة الطبيعية للأمعاء يخل بوظيفتها، ويؤدي إلى اضطرابات في عملية الامتصاص.
وبما أن العناصر الغذائية في الوجبات السريعة يمتصها الجسم بسرعة، فالإنسان يشعر بالجوع أسرع مما يشعر به خلال الوجبات المتوازنة، والنتيجة تكون: الأكل بين الوجبات وهذا يسبب الزيادة في الوزن، ولا يغني عن جوع، لأن ما يؤكل دائماً أغذية بها دهون وسكريات مما يسبب تخزين السعرات الحرارية المتولدة، ولكن يظل الفرد يشعر بالجوع كأنه لم يأكل شيئاً فيعود ثانية إلى الأكل وتكون السمنة.
ولا يخفى أن الإكثار من الوجبات السريعة والدهون والسكريات يغير سلوك الطفل ويؤدي إلى خمول في العقل وكسله والى ترهل الجسم وقلة نشاطه. وأظهرت دراسة جديدة أصدرتها منظمة الصحة العالمية أن زيادة الوزن لدى التلامذة على نطاق عالمي بلغت (3.3%) وأن هناك تفاوتاً كبيراً بين الدول في نسبة البدانة بين الأطفال ففي دول معينة كتشيلي وأرمينيا والجزائر، على سبيل المثال تتجاوز نسبة البدانة الـ(5%) في حين تتجاوز الـ(15%) في أوزبكستان. وكذلك في الدول العربية حيث بلغت بدانة الأطفال في مصر درجة تدعو إلى القلق (15%) وفي السعودية إلى (20%) وهي إلى ارتفاع وفي لبنان البدانة أصبحت ظاهرة اجتماعية تحظى باهتمام بالغ من بعض القطاعات.
ما هو الحل؟
ليس الحل بإلغاء تناول الوجبات الجاهزة، بل الأفضل هو الاعتدال وعدم الإسراف في تناول مثل هذه الأطعمة.
الحل يكمن أولاً : في التثقيف الغذائي للمجتمع موازي للقدر الذى تتغير فيه العادات الغذائيةللمجتمع
وثانيا : تغيير أسلوب الحياة اليومية للأفراد بالشكل الذي يؤدي الي حالة التوازن المطلوبة بين ما نأكل وما نفقد من طاقة جراء نشاطنا اليومي والذي يتأثر بشكل مباشربأسلوب الحياة اليومي
ولقدأثبتت الخبرات الميدانية أنه لا يكفي توفر الغذاء في الأسواق ولا توفر قدرات شرائية عالية لدى الأفراد مالم يكونو قادرين علي انتقاء الغذاء المناسب لهم بل أن ذالك قد يكون له أثر عكسى يؤدى الى وجود أمراض سوء التغذية بنوعيها سواء نقص التغذية والذي عادة ماينتشر في المناطق الفقيرة أو زيادة التغذيةوهو منتشر في المناطق الغنية.
تحياتي لكم