۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ۞♥۞ قصيدة البردة (البوصيري) ۞♥۞

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
صقر طيبة

عضو مبدع  عضو مبدع
صقر طيبة


الجنس : ذكر
العمر : 46
الموقع طيبة الطيبة
التسجيل : 08/09/2011
عدد المساهمات : 242

۞♥۞ قصيدة البردة (البوصيري) ۞♥۞ Empty
مُساهمةموضوع: ۞♥۞ قصيدة البردة (البوصيري) ۞♥۞   ۞♥۞ قصيدة البردة (البوصيري) ۞♥۞ Icon_minitimeالأربعاء 14 سبتمبر 2011, 3:36 pm


۞♥۞ قصيدة البردة (البوصيري) ۞♥۞ Www_topforums_net-1-006


۞♥۞ قصيدة البردة (البوصيري) ۞♥۞ 220px-Al-Kawakib-al-durriyah-Page-0006

قصيدة البردة أو قصيدة البُرأة أو الكواكب الدريَّة في مدح خير البرية

أحد أشهر القصائد في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كتبها محمد بن سعيد البوصيري في القرن السابع الهجري الموافق القرن الحادي عشر الميلادي.

وقد أجمع معظم الباحثين على أن هذه القصيدة من أفضل وأعجب قصائد المديح النبوي إن لم تكن أفضلها، حتى قيل: إنها أشهر قصيدة مدح في الشعر العربي بين العامة والخاصة.

وقد انتشرت هذه القصيدة انتشارًا واسعًا في البلاد الإسلامية، يقرأها بعض المسلمون في معظم بلاد الإسلام كل ليلة جمعة.

وأقاموا لها مجالس عرفت بـ مجالس البردة الشريفة، أو مجالس الصلاة على النبي. يقول الدكتور زكي مبارك: «البوصيري بهذه البردة هو الأستاذ الأعظم لجماهير المسلمين، ولقصيدته أثر في تعليمهم الأدب والتاريخ والأخلاق، فعن البردة تلّقى الناس طوائف من الألفاظ والتعابير غنيت بها لغة التخاطب، وعن البردة عرفوا أبوابًا من السيرة النبوية، وعن البردة تلّقوا أبلغ درس في كرم الشمائل والخلال.

وليس من القليل أن تنفذ هذه القصيدة بسحرها الأخاذ إلى مختلف الأقطار الإسلامية، وأن يكون الحرص على تلاوتها وحفظها من وسائل التقرب إلى الله والرسول».

وعلى الرغم من أن بردة البوصيري لها هذا التبجيل والمكانة الأدبية، إلا أن علماء السلفية عابوا على القصيدة ما يرون أنه غلو في مدح النبي محمد.

₪♥₪♥₪♥₪♥₪♥₪

سبب نظم هذه القصيدة

يقول البوصيري عن سبب نظمه لهذه القصيدة: كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، منها ما اقترحه عليّ الصاحب زين الدين يعقوب بن الزبير، ثم اتفق بعد ذلك أن داهمني الفالج (الشلل النصفي) فأبطل نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه فعملتها واستشفعت بها إلى الله تعالى في أن يعافيني، وكررت إنشادها، ودعوت، وتوسلت، ونمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقى عليّ بردة، فانتبهت ووجدتُ فيّ نهضة، فقمت وخرجت من بيتي، ولم أكن أعلمت بذلك أحداً، فلقيني بعض الفقراء فقال لي: أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: أي قصائدي؟ فقال: التي أنشأتها في مرضك، وذكر أولها وقال: والله إني سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأعجبته وألقى على من أنشدها بردة. فأعطيته إياها. وذكر الفقير ذلك وشاعت الرؤيا.

₪♥₪♥₪♥₪♥₪♥₪

أجزاء القصيدة

تقع قصيدة البردة في عشرة فصول هي بالترتيب:

الفصل الأول : في الغزل وشكوى الغرام.
الفصل الثاني : في التحذير من هوى النفس.
الفصل الثالث : في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
الفصل الرابع: في مولــده صلى الله عليه وسلم.
الفصل الخامس: في معجزاته صلى الله عليه وسلم.
الفصل السادس : في شـرف القرآن ومدحه.
الفصل السابع : في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم.
الفصل الثامن : في جهاد النبي صلى الله عليه وسلم.
الفصل التاسع : في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم.
الفصل العاشر : في المناجاة وعرض الحاجات.

₪♥₪♥₪♥₪♥₪♥₪

النص

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
أمن تذكر جيرانٍ بذى سلم مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بدم
َمْ هبَّت الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمةٍ وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم
فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتا وما لقلبك إن قلت استفق يهم
أيحسب الصب أن الحب منكتم ما بين منسجم منه ومضطرم
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طللٍ ولا أرقت لذكر البانِ والعلمِ
فكيف تنكر حباً بعد ما شهدت به عليك عدول الدمع والسقمِ
وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضنى مثل البهار على خديك والعنم
نعم سرى طيف من أهوى فأرقني والحب يعترض اللذات بالألمِ
يا لائمي في الهوى العذري معذرة مني إليك ولو أنصفت لم تلمِ
عدتك حالي لا سري بمستتر عن الوشاة ولا دائي بمنحسم
محضتني النصح لكن لست أسمعهُ إن المحب عن العذال في صممِ
إنى اتهمت نصيح الشيب في عذلي والشيب أبعد في نصح عن التهتمِ

في التحذير من هوى النفس

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظت من جهلها بنذير الشيب والهرم
ولا أعدت من الفعل الجميل قرى ضيف ألم برأسي غير محتشم
لو كنت أعلم أني ما أوقره كتمت سراً بدا لي منه بالكتمِ
من لي برِّ جماحٍ من غوايتها كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجُم
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها إن الطعام يقوي شهوة النَّهم
والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ على حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطم
فاصرف هواها وحاذر أن توليه إن الهوى ما تولى يصم أو يصم
وراعها وهي في الأعمالِ سائمةٌ وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلة من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع فرب مخمصةٍ شر من التخم
واستفرغ الدمع من عين قد امتلأت من المحارم والزم حمية الندمِ
وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتَّهِم
ولا تطع منهما خصماً ولا حكماً فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
أستغفر الله من قولٍ بلا عملٍ لقد نسبتُ به نسلا ًلذي عُقُم
أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت به وما استقمت فما قولى لك استقمِ
ولا تزودت قبل الموت نافلةً ولم أصل سوى فرض ولم اصم

في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلى أن اشتكت قدماه الضر من ورم
وشدَّ من سغب أحشاءه وطوى تحت الحجارة كشحاً مترف الأدم
وراودته الجبال الشم من ذهبٍ عن نفسه فأراها أيما شمم
وأكدت زهده فيها ضرورته إن الضرورة لا تعدو على العصم
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تخرج الدنيا من العدمِ
محمد سيد الكونين والثقلي ن والفريقين من عرب ومن عجمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ أبر في قولِ لا منه ولا نعم
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته لكل هولٍ من الأهوال مقتحم
دعا إلى الله فالمستمسكون به مستمسكون بحبلٍ غير منفصم
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلُقٍ ولم يدانوه في علمٍ ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ
وواقفون لديه عند حدهم من نقطة العلم أو من شكلة الحكم
فهوالذي ت م معناه وصورته ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النسم
منزهٌ عن شريكٍ في محاسنه فجوهر الحسن فيه غير منقسم
دع ما ادعثه النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ماشئت من عظم
فإن فضل رسول الله ليس له حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفم
لو ناسبت قدره آياته عظماً أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم
لم يمتحنا بما تعيا العقول به حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهمِ
أعيا الورى فهم معناه فليس يرى في القرب والبعد فيه غير منفحم
كالشمس تظهر للعينين من بعُدٍ صغيرةً وتكل الطرف من أمم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقته قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلمِ
فمبلغ العلم فيه أنه بشرٌ وأنه خير خلق الله كلهمِ
وكل آيٍ أتى الرسل الكرامبها فإنما اتصلت من نوره بهم
فإنه شمس فضلٍ هم كواكبها يظهرن أنوارها للناس في الظلم
أكرم بخلق نبي ّزانه خلقٌ بالحسن مشتمل بالبشر متسم
كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ والبحر في كرمٍ والدهر في همم
كانه وهو فردٌ من جلالته في عسكر حين تلقاه وفي حشم
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صدفٍ من معدني منطق منه ومبتسم
لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمهُ طوبى لمنتشقٍ منه وملتثمِ

في مولده عليه الصلاة والسلام

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
أبان موالده عن طيب عنصره يا طيب مبتدأ منه ومختتم
يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهم قد أنذروا بحلول البؤْس والنقم
وبات إيوان كسرى وهو منصدعٌ كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم
والنار خامدة الأنفاس من أسفٍ عليه والنهر ساهي العين من سدم
وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتها ورُد واردها بالغيظ حين ظمي
كأن بالنار ما بالماء من بلل حزناً وبالماء ما بالنار من ضرمِ
والجن تهتف والأنوار ساطعةٌ والحق يظهر من معنى ومن كلم
عموا وصموا فإعلان البشائر لم تسمع وبارقة الإنذار لم تُشَم
من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُمْ بأن دينهم المعوجَّ لم يقمِ
وبعد ما عاينوا في الأفق من شهب منقضةٍ وفق ما في الأرض م نصنم
حتى غدا عن طريق الوحى منهزمٌ من الشياطين يقفو إثر منهزم
كأنهم هرباً أبطال أبرهةٍ أوعسكرٌ بالحصى من راحتيه رمى
نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهما نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقم

في معجزاته صلى الله عليه وسلم

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة تمشى إليه على ساقٍ بلا قدم
كأنَّما سطرت سطر اًلما كتبت فروعها من بديع الخطِّ في اللقم
مثل الغمامة أنَّى سار سائرة تقيه حر وطيسٍ للهجير حَم
أقسمت بالقمر المنشق إن له من قلبه نسبةً مبرورة القسمِ
وما حوى الغار من خير ومن كرم وكل طرفٍ من الكفار عنه عم
فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما وهم يقولون ما بالغار من أرم
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على خير البرية لم تنسج ولم تحم
وقاية الله أغنت عن مضاعفةٍ من الدروع وعن عالٍ من الأطُم
ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به إلا ونلت جواراً منه لم يضم
ولا التمست غنى الدارين من يده إلا استلمت الندى من خير مستلم
لا تنكر الوحي من رؤياه إن له قلباً إذا نامت العينان لم ينم
وذاك حين بلوغٍ من نبوته فليس ينكر فيه حال محتلم
تبارك الله ما وحيٌ بمكتسبٍ ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهم
كم أبرأت وصباً باللمس راحته وأطلقت أرباً من ربقة اللمم
وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوته حتى حكت غرة في الأعصر الدهم
بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بها سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العرمِ

في شرف القرآن ومدحه

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
دعني ووصفي آيات له ظهرت ظهور نار القرى ليلاً على علم
فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظمٌ وليس ينقص قدراً غير منتظم
فما تطاول آمال المديح إلى ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيم
آيات حق من الرحمن محدثةٌ قديمةٌ صفة الموصوف بالقدم
لم تقترن بزمانٍ وهي تخبرنا عن المعادِ وعن عادٍ وعن إِرَم
دامت لدينا ففاقت كلَّم عجزةٍ من النبيين إذ جاءت ولم تدمِ
محكّماتٌ فما تبقين من شبهٍ لذى شقاقٍ وما تبغين من حكم
ما حوربت قط إلا عاد من حَرَبٍ أعدى الأعادي إليها ملقي السلمِ
ردَّتْ بلاغتها دعوى معارضها ردَّ الغيور يد الجاني عن الحرم
لها معانٍ كموج البحر في مددٍ وفوق جوهره في الحسن والقيمِ
فما تعدُّ ولا تحصى عجائبها ولا تسام على الإكثار بالسأمِ
قرَّتْ بها عين قاريها فقلت له لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم
إن تتلها خيفة ًمن حر نار لظى أطفأت حر لظى من وردها الشم
كأنها الحوض تبيض الوجوه به من العصاة وقد جاؤوه كالحمم
وكالصراط وكالميزان معدلةً فالقسط من غيرها في الناس لم يقم
لا تعجبن لحسودٍ راح ينكرها تجاهلاً وهو عين الحاذق الفهم
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماءِ من سقم

في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
يا خير من يمم العافون ساحته سعياً وفوق متون الأينق الرسم
ومن هو الآية الكبرى لمعتبرٍ ومن هو النعمةُ العظمى لمغتنم
سريت من حرمٍ ليلاً إلى حرمٍ كما سرى البدر في داجٍ من الظلم
وبت ترقى إلى أن نلت منزلةً من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
وقدمتك جميع الأنبياء بها والرسل تقديم مخدومٍ على خدم
وأنت تخترق السبع الطباق بهم في مركب كنت فيه صاحب العلم
حتى إذا لم تدع شأواً لمستبقٍ من الدنوِّ ولا مرقى لمستنم
خفضت كل مقامٍ بالإضافة إذ نوديت بالرفع مثل المفردِ العلم
كيما تفوز بوصلٍ أي مستترٍ عن العيون وسرٍ أي مكتتم
فحزت كل فخارٍ غير مشتركٍ وجزت كل مقامٍ غير مزدحم
وجل مقدار ما وليت من رتبٍ وعز إدراك ما أوليت من نعمِ
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا من العناية ركناً غير منهدم
لما دعا الله داعينا لطاعته بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم

في جهاد النبي صلى الله عليه وسلم

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
راعت قلوب العدا أنباء بعثته كنبأة أجفلت غفلا من الغنمِ
ما زال يلقاهمُ في كل معتركٍ حتى حكوا بالقنا لحماً على وضم
ودوا الفرار فكادوايغبطون به أشلاءَ شالت مع العقبان والرخم
تمضي الليالي ولايدرون عدتها ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُم
كأنما الدين ضيفٌ حل ساحتهم بكل قرمٍ إلى لحم العدا قرم
يجر بحر خميسٍ فوق سابحةٍ يرمى بموجٍ من الأبطال ملتطم
من كل منتدب لله محتسبٍ يسطو بمستأصلٍ للكفر مصطلمِ
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهم من بعد غربتها موصولة الرحم
مكفولةً أبداً منهم بخير أبٍ وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئمِ
هم الجبال فسل عنهم مصادمهم ماذا رأى منهم في كل مصطدم
وسل حنينا ًوسل بدراً وسل أُحداً فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم
المصدري البيض حمراً بعد ما وردت من العدا كل مسودٍ من اللممِ
والكاتبين بسمر الخط ما تركت أقلامهم حرف جسمٍ غير منعجمِ
شاكي السلاح لهم سيما تميزهم والورد يمتاز بالسيما عن السلم
تهدى إليك رياح النصر نشرهم فتحسب الزهر في الأكمام كل كم
كأنهم في ظهور الخيل نبت رباً من شدة الحَزْمِ لا من شدة الحُزُم
طارت قلوب العدا من بأسهم فرقاً فما تفرق بين الْبَهْمِ وألْبُهُمِ
ومن تكن برسول الله نصرته إن تلقه الأسد فى آجامها تجمِ
ولن ترى من وليٍ غير منتصرٍ به ولا من عدوّ غير منفصم
أحل أمته في حرز ملته كالليث حل مع الأشبال في أجم
كم جدلت كلمات الله من جدلٍ فيه وكم خصم البرهان من خصم
كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ معجزةً في الجاهلية والتأديب في اليتم

في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
خدمته بمديحٍ استقيل به ذنوب عمرٍ مضى في الشعر والخدم
إذ قلداني ما تخشي عواقبه كأنَّني بهما هديٌ من النعم
أطعت غي الصبا في الحالتين وما حصلت إلا على الآثام والندم
فياخسارة نفسٍ في تجارتها لم تشتر الدين بالدنيا ولمتسم
ومن يبع آجلاً منه بعاجلهِ يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي سلمِ
إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقض من النبي ولا حبلي بمنصرم
فإن لي ذمةً منه بتسميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم يكن في معادي آخذاً بيدى فضلاً وإلا فقل يا زلة القدمِ
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمه أو يرجع الجار منه غير محترمِ
ومنذ ألزمت أفكاري مدائحه وجدته لخلاصي خير ملتزم
ولن يفوت الغنى منه يداً تربت إن الحيا ينبت الأزهار في الأكم
ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفت يدا زهيرٍ بما أثنى على هرمِ

في المناجاة وعرض الحاجات

يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تحلَّى باسم منتقم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمت إن الكبائر في الغفران كاللمم
لعل رحمة ربي حين يقسمها تأتي على حسب العصيان في القسم
يارب واجعل رجائي غير منعكسٍ لديك واجعل حسابي غير منخرم
والطف بعبدك في الدارين إن له صبراً متى تدعه الأهوال ينهزم
وائذن لسحب صلاةٍ منك دائمةٍ على النبي بمنهلٍ ومنسجم
ما رنّحت عذبات البان ريح صبا وأطرب العيس حادي العيس بالنغم
ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمرٍ وعن عليٍ وعن عثمان ذي الكرم
والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهم أهل التقى والنقا والحلم والكرمِ
يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهي لكل المسلمين بما يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته في طيبةٍ حرمٌ واسمُهُ قسمٌ من أعظم القسم
وهذه بُردةُ المُختار قد خُتمت والحمد لله في بدء وفي ختم
أبياتها قد أتت ستين مع مائةٍ فرِّج بها كربنا يا واسع الكرم

₪♥₪♥₪♥₪♥₪♥₪

شُرَّاحها

شرح قصيدة البردة عدد كبير من أئمة السنة واعتنوا بها اعتناء كبيرا، فمنهم:

شهاب الدين القسطلاني: المتوفى سنة 923 هـ، وسمى شرحه على البردة الأنوار المُضية في شرح الكواكب الدُرية.
جلال الدين المحلي: المتوفى سنة 864 هـ وهو صاحب كتاب (تفسير الجلالين) وكتاب (شـرح الورقات في أصول الفقه).
الزركشي: صاحب كتاب (البرهان في علوم القرآن) المتوفى سنة 794 هـ.
اللغوي خالد الأزهري: مؤلف كتاب (موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب) المتوفى سنة 905 هـ.
إبراهيم الباجوري: صاحب كتاب (شرح جوهرة التوحيد) المتوفى سنة 1276 هـ.
النحوي ابن هشام الحنبلي المتوفى سنة761هـ فقد شرح قصيدة البردة شرحاً لغوياً سماهُ الكواكب الدرية.
محمد بن أحمد ابن مرزوق التلمساني: صاحب كتاب (مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الاصول) المتوفى سنة 842 هـ.
ابن العماد الحنبلي: صاحب كتاب "شذرات الذهب" المتوفى سنة 808 هـ.
زكريا الأنصاري: المتوفى سنة 926هـ وسماهُ الزبدة الرائقة في شرح البردة الفائقة.
محمد علي بن علاَّن الصدّيقي المكي: شرح البردة وسماه الذخر والعدة في شرح البردة.
ابن الصائغ: المتوفى سنة 776 هـ.
علاء الدين البسطامي: المتوفى سنة 875 هـ.
محمد بن عبد الله بن مرزوق المالكي المغربي: المتوفى سنة 781 هـ.
القاضي بحر بن رئيس الهاروني المالكي.
علي القصاني: المتوفى سنة 891 هـ.
ابن حجر الهيتمي: وسماهُ العمدة في شرح البردة.

ومن المعاصرين:

الشيخ عمر عبد الله كامل: وسماه البلسم المريح من شفاء القلب الجريح.
الشيخ محمد عيد عبد الله يعقوب الحسيني: وسماه الشرح الفريد في بردة النبي الحبيب.
[عدل] مراجع^ البي بي سي: البردة تاريخ الوصول 6 يوليو 2011.
^ صحيفة حصاد الإلكترونية: المدائح النبوية تاريخ الوصول 4 يوليو 2011.
^ المدائح النبوية فى الأدب العربى، زكي مبارك ص215.
^ البلسم المريح من شفاء القلب الجريح، تأليف: عمر عبد الله كامل، ص7.
^ أدب الطف، ج4، ص126-127

₪♥₪♥₪♥₪♥₪♥₪


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صقر طيبة

عضو مبدع  عضو مبدع
صقر طيبة


الجنس : ذكر
العمر : 46
الموقع طيبة الطيبة
التسجيل : 08/09/2011
عدد المساهمات : 242

۞♥۞ قصيدة البردة (البوصيري) ۞♥۞ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ۞♥۞ قصيدة البردة (البوصيري) ۞♥۞   ۞♥۞ قصيدة البردة (البوصيري) ۞♥۞ Icon_minitimeالأربعاء 14 سبتمبر 2011, 3:44 pm

نص القصيدة :

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
أمن تذكر جيرانٍ بذى سلم مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بدم
َمْ هبَّت الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمةٍ وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم
فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتا وما لقلبك إن قلت استفق يهم
أيحسب الصب أن الحب منكتم ما بين منسجم منه ومضطرم
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طللٍ ولا أرقت لذكر البانِ والعلمِ
فكيف تنكر حباً بعد ما شهدت به عليك عدول الدمع والسقمِ
وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضنى مثل البهار على خديك والعنم
نعم سرى طيف من أهوى فأرقني والحب يعترض اللذات بالألمِ
يا لائمي في الهوى العذري معذرة مني إليك ولو أنصفت لم تلمِ
عدتك حالي لا سري بمستتر عن الوشاة ولا دائي بمنحسم
محضتني النصح لكن لست أسمعهُ إن المحب عن العذال في صممِ
إنى اتهمت نصيح الشيب في عذلي والشيب أبعد في نصح عن التهتمِ

في التحذير من هوى النفس

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظت من جهلها بنذير الشيب والهرم
ولا أعدت من الفعل الجميل قرى ضيف ألم برأسي غير محتشم
لو كنت أعلم أني ما أوقره كتمت سراً بدا لي منه بالكتمِ
من لي برِّ جماحٍ من غوايتها كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجُم
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها إن الطعام يقوي شهوة النَّهم
والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ على حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطم
فاصرف هواها وحاذر أن توليه إن الهوى ما تولى يصم أو يصم
وراعها وهي في الأعمالِ سائمةٌ وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلة من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع فرب مخمصةٍ شر من التخم
واستفرغ الدمع من عين قد امتلأت من المحارم والزم حمية الندمِ
وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتَّهِم
ولا تطع منهما خصماً ولا حكماً فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
أستغفر الله من قولٍ بلا عملٍ لقد نسبتُ به نسلا ًلذي عُقُم
أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت به وما استقمت فما قولى لك استقمِ
ولا تزودت قبل الموت نافلةً ولم أصل سوى فرض ولم اصم

في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلى أن اشتكت قدماه الضر من ورم
وشدَّ من سغب أحشاءه وطوى تحت الحجارة كشحاً مترف الأدم
وراودته الجبال الشم من ذهبٍ عن نفسه فأراها أيما شمم
وأكدت زهده فيها ضرورته إن الضرورة لا تعدو على العصم
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تخرج الدنيا من العدمِ
محمد سيد الكونين والثقلي ن والفريقين من عرب ومن عجمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ أبر في قولِ لا منه ولا نعم
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته لكل هولٍ من الأهوال مقتحم
دعا إلى الله فالمستمسكون به مستمسكون بحبلٍ غير منفصم
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلُقٍ ولم يدانوه في علمٍ ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ
وواقفون لديه عند حدهم من نقطة العلم أو من شكلة الحكم
فهوالذي ت م معناه وصورته ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النسم
منزهٌ عن شريكٍ في محاسنه فجوهر الحسن فيه غير منقسم
دع ما ادعثه النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ماشئت من عظم
فإن فضل رسول الله ليس له حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفم
لو ناسبت قدره آياته عظماً أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم
لم يمتحنا بما تعيا العقول به حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهمِ
أعيا الورى فهم معناه فليس يرى في القرب والبعد فيه غير منفحم
كالشمس تظهر للعينين من بعُدٍ صغيرةً وتكل الطرف من أمم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقته قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلمِ
فمبلغ العلم فيه أنه بشرٌ وأنه خير خلق الله كلهمِ
وكل آيٍ أتى الرسل الكرامبها فإنما اتصلت من نوره بهم
فإنه شمس فضلٍ هم كواكبها يظهرن أنوارها للناس في الظلم
أكرم بخلق نبي ّزانه خلقٌ بالحسن مشتمل بالبشر متسم
كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ والبحر في كرمٍ والدهر في همم
كانه وهو فردٌ من جلالته في عسكر حين تلقاه وفي حشم
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صدفٍ من معدني منطق منه ومبتسم
لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمهُ طوبى لمنتشقٍ منه وملتثمِ

في مولده عليه الصلاة والسلام

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
أبان موالده عن طيب عنصره يا طيب مبتدأ منه ومختتم
يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهم قد أنذروا بحلول البؤْس والنقم
وبات إيوان كسرى وهو منصدعٌ كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم
والنار خامدة الأنفاس من أسفٍ عليه والنهر ساهي العين من سدم
وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتها ورُد واردها بالغيظ حين ظمي
كأن بالنار ما بالماء من بلل حزناً وبالماء ما بالنار من ضرمِ
والجن تهتف والأنوار ساطعةٌ والحق يظهر من معنى ومن كلم
عموا وصموا فإعلان البشائر لم تسمع وبارقة الإنذار لم تُشَم
من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُمْ بأن دينهم المعوجَّ لم يقمِ
وبعد ما عاينوا في الأفق من شهب منقضةٍ وفق ما في الأرض م نصنم
حتى غدا عن طريق الوحى منهزمٌ من الشياطين يقفو إثر منهزم
كأنهم هرباً أبطال أبرهةٍ أوعسكرٌ بالحصى من راحتيه رمى
نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهما نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقم

في معجزاته صلى الله عليه وسلم

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة تمشى إليه على ساقٍ بلا قدم
كأنَّما سطرت سطر اًلما كتبت فروعها من بديع الخطِّ في اللقم
مثل الغمامة أنَّى سار سائرة تقيه حر وطيسٍ للهجير حَم
أقسمت بالقمر المنشق إن له من قلبه نسبةً مبرورة القسمِ
وما حوى الغار من خير ومن كرم وكل طرفٍ من الكفار عنه عم
فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما وهم يقولون ما بالغار من أرم
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على خير البرية لم تنسج ولم تحم
وقاية الله أغنت عن مضاعفةٍ من الدروع وعن عالٍ من الأطُم
ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به إلا ونلت جواراً منه لم يضم
ولا التمست غنى الدارين من يده إلا استلمت الندى من خير مستلم
لا تنكر الوحي من رؤياه إن له قلباً إذا نامت العينان لم ينم
وذاك حين بلوغٍ من نبوته فليس ينكر فيه حال محتلم
تبارك الله ما وحيٌ بمكتسبٍ ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهم
كم أبرأت وصباً باللمس راحته وأطلقت أرباً من ربقة اللمم
وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوته حتى حكت غرة في الأعصر الدهم
بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بها سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العرمِ

في شرف القرآن ومدحه

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
دعني ووصفي آيات له ظهرت ظهور نار القرى ليلاً على علم
فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظمٌ وليس ينقص قدراً غير منتظم
فما تطاول آمال المديح إلى ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيم
آيات حق من الرحمن محدثةٌ قديمةٌ صفة الموصوف بالقدم
لم تقترن بزمانٍ وهي تخبرنا عن المعادِ وعن عادٍ وعن إِرَم
دامت لدينا ففاقت كلَّم عجزةٍ من النبيين إذ جاءت ولم تدمِ
محكّماتٌ فما تبقين من شبهٍ لذى شقاقٍ وما تبغين من حكم
ما حوربت قط إلا عاد من حَرَبٍ أعدى الأعادي إليها ملقي السلمِ
ردَّتْ بلاغتها دعوى معارضها ردَّ الغيور يد الجاني عن الحرم
لها معانٍ كموج البحر في مددٍ وفوق جوهره في الحسن والقيمِ
فما تعدُّ ولا تحصى عجائبها ولا تسام على الإكثار بالسأمِ
قرَّتْ بها عين قاريها فقلت له لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم
إن تتلها خيفة ًمن حر نار لظى أطفأت حر لظى من وردها الشم
كأنها الحوض تبيض الوجوه به من العصاة وقد جاؤوه كالحمم
وكالصراط وكالميزان معدلةً فالقسط من غيرها في الناس لم يقم
لا تعجبن لحسودٍ راح ينكرها تجاهلاً وهو عين الحاذق الفهم
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماءِ من سقم

في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
يا خير من يمم العافون ساحته سعياً وفوق متون الأينق الرسم
ومن هو الآية الكبرى لمعتبرٍ ومن هو النعمةُ العظمى لمغتنم
سريت من حرمٍ ليلاً إلى حرمٍ كما سرى البدر في داجٍ من الظلم
وبت ترقى إلى أن نلت منزلةً من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
وقدمتك جميع الأنبياء بها والرسل تقديم مخدومٍ على خدم
وأنت تخترق السبع الطباق بهم في مركب كنت فيه صاحب العلم
حتى إذا لم تدع شأواً لمستبقٍ من الدنوِّ ولا مرقى لمستنم
خفضت كل مقامٍ بالإضافة إذ نوديت بالرفع مثل المفردِ العلم
كيما تفوز بوصلٍ أي مستترٍ عن العيون وسرٍ أي مكتتم
فحزت كل فخارٍ غير مشتركٍ وجزت كل مقامٍ غير مزدحم
وجل مقدار ما وليت من رتبٍ وعز إدراك ما أوليت من نعمِ
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا من العناية ركناً غير منهدم
لما دعا الله داعينا لطاعته بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم

في جهاد النبي صلى الله عليه وسلم

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
راعت قلوب العدا أنباء بعثته كنبأة أجفلت غفلا من الغنمِ
ما زال يلقاهمُ في كل معتركٍ حتى حكوا بالقنا لحماً على وضم
ودوا الفرار فكادوايغبطون به أشلاءَ شالت مع العقبان والرخم
تمضي الليالي ولايدرون عدتها ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُم
كأنما الدين ضيفٌ حل ساحتهم بكل قرمٍ إلى لحم العدا قرم
يجر بحر خميسٍ فوق سابحةٍ يرمى بموجٍ من الأبطال ملتطم
من كل منتدب لله محتسبٍ يسطو بمستأصلٍ للكفر مصطلمِ
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهم من بعد غربتها موصولة الرحم
مكفولةً أبداً منهم بخير أبٍ وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئمِ
هم الجبال فسل عنهم مصادمهم ماذا رأى منهم في كل مصطدم
وسل حنينا ًوسل بدراً وسل أُحداً فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم
المصدري البيض حمراً بعد ما وردت من العدا كل مسودٍ من اللممِ
والكاتبين بسمر الخط ما تركت أقلامهم حرف جسمٍ غير منعجمِ
شاكي السلاح لهم سيما تميزهم والورد يمتاز بالسيما عن السلم
تهدى إليك رياح النصر نشرهم فتحسب الزهر في الأكمام كل كم
كأنهم في ظهور الخيل نبت رباً من شدة الحَزْمِ لا من شدة الحُزُم
طارت قلوب العدا من بأسهم فرقاً فما تفرق بين الْبَهْمِ وألْبُهُمِ
ومن تكن برسول الله نصرته إن تلقه الأسد فى آجامها تجمِ
ولن ترى من وليٍ غير منتصرٍ به ولا من عدوّ غير منفصم
أحل أمته في حرز ملته كالليث حل مع الأشبال في أجم
كم جدلت كلمات الله من جدلٍ فيه وكم خصم البرهان من خصم
كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ معجزةً في الجاهلية والتأديب في اليتم

في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
خدمته بمديحٍ استقيل به ذنوب عمرٍ مضى في الشعر والخدم
إذ قلداني ما تخشي عواقبه كأنَّني بهما هديٌ من النعم
أطعت غي الصبا في الحالتين وما حصلت إلا على الآثام والندم
فياخسارة نفسٍ في تجارتها لم تشتر الدين بالدنيا ولمتسم
ومن يبع آجلاً منه بعاجلهِ يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي سلمِ
إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقض من النبي ولا حبلي بمنصرم
فإن لي ذمةً منه بتسميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم يكن في معادي آخذاً بيدى فضلاً وإلا فقل يا زلة القدمِ
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمه أو يرجع الجار منه غير محترمِ
ومنذ ألزمت أفكاري مدائحه وجدته لخلاصي خير ملتزم
ولن يفوت الغنى منه يداً تربت إن الحيا ينبت الأزهار في الأكم
ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفت يدا زهيرٍ بما أثنى على هرمِ

في المناجاة وعرض الحاجات

يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تحلَّى باسم منتقم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمت إن الكبائر في الغفران كاللمم
لعل رحمة ربي حين يقسمها تأتي على حسب العصيان في القسم
يارب واجعل رجائي غير منعكسٍ لديك واجعل حسابي غير منخرم
والطف بعبدك في الدارين إن له صبراً متى تدعه الأهوال ينهزم
وائذن لسحب صلاةٍ منك دائمةٍ على النبي بمنهلٍ ومنسجم
ما رنّحت عذبات البان ريح صبا وأطرب العيس حادي العيس بالنغم
ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمرٍ وعن عليٍ وعن عثمان ذي الكرم
والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهم أهل التقى والنقا والحلم والكرمِ
يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهي لكل المسلمين بما يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته في طيبةٍ حرمٌ واسمُهُ قسمٌ من أعظم القسم
وهذه بُردةُ المُختار قد خُتمت والحمد لله في بدء وفي ختم
أبياتها قد أتت ستين مع مائةٍ فرِّج بها كربنا يا واسع الكرم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشبح

عضو فضي  عضو فضي
الشبح


الجنس : ذكر
العمر : 36
الموقع كوكب الأشباح
التسجيل : 06/09/2011
عدد المساهمات : 512

۞♥۞ قصيدة البردة (البوصيري) ۞♥۞ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ۞♥۞ قصيدة البردة (البوصيري) ۞♥۞   ۞♥۞ قصيدة البردة (البوصيري) ۞♥۞ Icon_minitimeالثلاثاء 20 سبتمبر 2011, 4:19 pm

۩۞۩ السلام عليكم ورحمةالله وبركاته ۩۞۩

ماشاء الله تبارك الله
مشاركة جميلة ومتميزة
نبارك هذا الجهد الرائع
ونتطلع لمزيد من الإبداع


۩ حفظكم الله ورعاكم ۩


♥♥ تقبلوا محبتي وتقديري ♥♥


₪₪₪₪₪₪₪
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
۞♥۞ قصيدة البردة (البوصيري) ۞♥۞
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ₪₪ قصيدة البردة (كعب بن زهير) ₪₪
»  « قصيدة يوم الحشر » 
»  ►[▒]◄ قصيدة دار الحبيب ►[▒]◄
»  【۞】◄ شرح قصيدة ارادة الحياة ►【۞】
» قصيدة : التوكل في طلب الرزق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ السنة النبوية الشريفة ۩-
انتقل الى: