عشبة القمح هي مرحلة بين الحبة والسنبلة وهي ليست موجودة في كل الأسواق لأن معظم الناس لا تعرفها وحتى العطارين ومحلات بيع المواد الطبيعية. إن الخطأ الكبير الذي يقع فيه البعض عند شراء هذا المنتج هو انه يجب أن يتأكد أن عشبة القمح ليست فقط تحتوي على الساق وإنما من المهم جداً ان تحتوي على الجذور. فالكثير من الناس لا يدرك اهمية الجذور والتي سوف نتحدث عنها في هذا المقال.
كما يجب الإنتباه الى أن تواجد عشبة القمح للمستهلك بالشكل المطلوب وضمن المعايير الصحية المطلوبة – خاصة عند الزراعة- هو أمر نادر ايضاً ويجب الإنتباه الى جودة المنتج وطريقة تصنيعه.
في الحقيقة نحن لا نعالج الحالات المرضية بعشبة القمح وحدها فذلك يحتاج عادة إلى برنامج غذائي كامل ولا يكفي استخدام مادة واحدة في علاجها أبدا ,ذلك أن كل وظيفة من وظائف الجسم هي غاية في الضخامة والتعقيد والتكامل والتداخل, وفي ذلك يشير لنا الله سبحانه وتعالى لنتأمل في عظمته في صنع هذه الوظائف " وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ "(21) الذاريات , فالجسم بمكوناته وبمحتوياته الدقيقة هو غاية في التعقيد ولذلك وإلى هذه اللحظة فالعلماء والباحثين ما زالوا يبحثون في الخصائص المتميزة لجسم الإنسان فأبدع الخالق فيما خلق .
إن اول ما يجب ان نعرفه عن عشبة القمح انها تتربع على رأس قائمة الآطعمة القاعدية ، وهذا يعني أنها تساعد على الحفاظ على ان (Ph) الجسم والذي يجب ان يكون ما بين (7.35- 7.45) ، وهنا السؤال الذي يطرح نفسه " ما الذي قد يؤثر على توازن (Ph)؟ ولماذا نحن بحاجة للحفاظ على توازنه" ، في الحقيقة هناك نوعان من الآسباب ، اسباب داخلية وخارجية ، ومن الآسباب الداخلية نتيجة نمط حياتنا اليومي من الناحية الغذائية كتناول الآطعمة المتحولة والتي نسميها "Acid Forming Food " مثل تناول المثلجات والآطعمة المقلية وكثرة تناول السكر والملح واللحوم وكذلك شرب القهوة والمشروبات الغازية وبشكل مفرط ولا ننسى ان التدخين يؤثر بشكل كبير، ومن الآسباب الخارجية التلوث البيئي والملونات الصناعية والمواد الحافظة وتعاطي الكثير من الآدوية والمسكنات نتيجة ضعف جهاز مناعتنا وضغوط الحياة اليومية. كل ما سبق يؤثر على توازن (Ph) في الجسم.
إن المحافظة على توازن (Ph) في الجسم أمر مهم جداً حتى يستطيع الجسم من القيام بجميع الوظائف الحيوية على آكمل وجه و دون معوقات كالقيام بعملية التخلص من السموم وتجديد الخلايا ومقاومة الآمراض المختلفة وغيرها من العمليات الحيوية في الجسم.
وهنا يأتي دور عشبة القمح كمصدر رئيسي ومهم للأطعمة القاعدية للحفاظ ليس فقط على توازن (Ph) في الجسم وإنما كمصدر آساسي للمواد الغذائية الطبيعية والمهمة للجسم وذلك للأسباب التالية:
تحتوي عشبة القمح على العديد من الفيتامينات الآساسية مثل (A, B, C &E) والعديد من المعادن مثل الكالسيوم والبوتاسيوم الزنك والحديد وغيرها، ومن اهمها المغنيسيوم والذي يلعب دور اساسي في عملية توازن (Ph) وكذلك يساعد على تنشيط الغدة الدرقية والتي لها دور كبير في عملية الآيض في الجسم وبالتالي تؤثر في الحفاظ على وزن الجسم المناسب ، وكذلك تحتوي عشبة القمح على مادة الكلورفيل والتي توفر مخزون جيد من الآوكسجين اللازم لتجدد خلايا الجسم ومساندة عملية التخلص من السموم من داخل هذه الخلايا وكما أن الآوكسجين يساعد في تفاعلات الجسم للتخلص من الجذور الحرة.
كما ان عشبة القمح تحتوي العديد من الانزيمات والاحماض الآمينية المهمة والتي توجد فقط في الجذور ، وهنا تكمن آهمية الجذور في عشبة القمح والتي قد يغفل عنها البعض ، ومن الآنزيمات والتي لها دور كبير في عمليات الجسم مثل انزيم"Lipase" والذي هو مسؤول عن تحطيم الدهون وكذلك انزيمي"Protease & Amylase" وهما يساعدان في عملية تحطيم البروتينات والكربوهيدرات اثناء عملية الهضم وغيرها من الآنزيمات الضرورية للجسم.
أما بالنسبة للآحماض الآمينية فإن عشبة القمح تحتوي على 17 حمض آميني ومنها الآحماض الآساسية الرئيسية ( اي الآحماض التي لا نستطيع تصنعيها داخل جسمنا وإنما نوفرها من مصادر خارجية من خلال الطعام) ، وتكمن فائدة الآحماض كونها البنية الآساسية في تكوين البروتينات وبناء العضلات في الجسم وكذلك تلعب دور رئيسي في تكوين الهرمونات.
كما أن عشبة القمح تحتوي على الآلياف ( Fiber) والتي تلعب دور مهم في تخفيض نسب الكوليسترول العالية في الدم وكما انه لها دور فعال في منع حدوث الإمساك ( اي عدم التغوط بشكل طبيعي وتراكم البراز في الآمعاء) ، ولا يعلم البعض أن الإمساك يصبح خطيراً في الحالات المتقدمة والمزمنة والذي يجب تجنب حدوثه بشتى الوسائل.
ولقد لوحظ في الفترة الأخيرة ونتيجة للتكامل بين جميع أنواع الطب والاهتمام بالطب التكميلي إن كثيرا من الأطباء وأخصائيين التغذية العلاجية بدأوا يعتمدون على عشبة القمح كعامل مساعد في العلاج وأساسي أحيانا للتحسين من صحة الجسم وللتقليل من نسبة حموضة الجسم والذي بدوره ينعكس بالايجاب على كل الاعضاء الداخلية خاصة الجهاز الهضمي وقد أثبتت أهم الابحاث التغذوية اهمية هذه العشبة في محتوياتها الرائعة.
من هنا يتوجب علينا النظر بشكل جدي في نمط حياتنا الغذائي وتناول ما يساعدنا على تجنب الآمراض والمحافظة على صحتنا ، فكما يقال " درهم وقاية خير من قنطار علاج" ونحن هنا نقول " عشبة القمح خير من قنطار علاج".