لأنهم لا يرقبون فينا إلاًّ ولا ذمّة (وهذا في حد ذاته درس بليغ للأمة!) عاد المعتدون إلى نشر الصور المسيئة لخاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم! ومهما يكن من سبب للعودة الباغية؛ فليس للنصرة مع عودة الإساءة إلا أن تتجدد وتتأكد، كما أنها فرصة ثمينة لتجديد الاستثمار التربوي للنصرة في البيوت.. وكلما عادوا عدنا! وصدق الله سبحانه: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا..}؛ أما هؤلاء المعتدون فما ازدادوا بعدوانهم إلا مقتاً؛ وأما مجتمعاتنا وبيوتنا فتزداد إقبالاً على هذا العمل الجليل، والعبادة العظيمة؛ نصرة الرسول، ورد العدوان عنه، ومكاسب أخرى لا تحصى!
نصرة ونفرة..!
هل آن الأوان مع هذه العودة لتحدي مشاعرنا.. أن نتدارس في بيوتنا ونتذاكر في محافلنا: قول الحق جل وعلا: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى..} (لبقرة/120)؟! وقوله عزّ من قائل: {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} (التوبة/10)؟! هل آن الأوان لإعلان "النفرة" من هذا العدوان والذين تولوا كِبره؟! أم مازال للذين في قلوبهم زيغ، والمرتمين في أحضان الهوان.. تحليلات وتبريرات وتنطعات.. تصادم مشاعرنا أكثر مما يمسّها من هذه الإساءات نفسها؟! فلنعلنها في كل محفل، ولنلقّنها لكل طفل.. إنه ديننا، وإنه رسولنا، وإنها ثوابتنا.. لا تقبل تفريطاً أو مهادنة! وليعرف القاصي والداني، والكبير والصغير.. حقيقة هؤلاء الشراذم: البغاة المعتدين، وأذنابهم المخذّلين المرجفين.. {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} (الأنعام/55).
وعي يتجدّد..!
حقا.. إنها "نصرة" ومكاسب أخرى: "وعي" يتجدد بحقيقة الرسول ومكانته؛ يقود إلى موالاته ومحبته! و"وعي" يتجدد بحقيقة المعتدين على مشاعر المسلمين ودأبهم في الكيد لهذا الدين؛ يقود إلى غيرة على الثوابت ودأب أشد في صد عاديات الكيد! و"وعي" في البيوت.. هو - والله الذي لا إله غيره - أحد أهم المكاسب التربوية في ترسيخ العقيدة المتينة، وغرس العزة والشجاعة في نفوس الجيل الناشئ الواعد!