الجنس : العمر : 48 مجهول المكان التسجيل : 18/10/2011عدد المساهمات : 168
موضوع: {؛« .»؛} هل بدأ السباق الى «لونا»؟ {؛«' .»؛} الجمعة 18 نوفمبر 2011, 6:51 pm
{؛« .»؛} هل بدأ السباق الى «لونا»؟ {؛«' .»؛}
مع اعلان اكثر من دولة عن مشاريعها لغزو الفضاء
هل بدأ السباق الى «لونا»؟
منذ ان اعلنت الصين عن برنامجها الطموح بارسال رواد فضاء للهبوط على سطح القمر خلال العقدين المقبلين، والانظار تتجه ليس الى الصين بل الى الولايات المتحدة الاميركية.
فكما توقع الدكتور فاروق الباز في حديث سابق لمجلة «علم وعالم» ان دخول دول جديدة مثلث الصين الى النادي الفضائي الدولي سيدفع بالولايات المتحدة الى محاولة الاحتفاظ بزمام المبادرة من خلال السعي للعودة الى القمر. لكن هذه المرة لن تكون الا لاقامة مستعمرة تفوقها في الفضاء كما على الارض.
اعلان الرئيس الاميركي عن افتتاح عصر فضائي اميركي جديد جاء بعد النجاح الكبير الذي حققته وكالة الفضاء الاميركية ناسا Nasa في وضع جوالين لاستكشاف سطح كوكب المريخ. ويأتي ايضاً غداة وصول المركبة الفضائية كاسيني Cassini الى مدارها المقرر لها حول كوكب زحل.
واذا كان هذا الاعلان قد لاقى من الترحاب في اواط المتحمسين لغزو الفضاء، الا انه قوبل بمزيج من الشك والبرودة في بعض اوساط الكونغرس الاميركي الذي سيقرر في النهاية حجم الاموال اللازمة له.
ومع ذلك فقد بادرت وكالة الفضاء الاميركية الي اجراء تعديلات على ميزانيتها السنوية والتي تصل الى 15 مليار دولار، حيث ألغت بعض برمج استكشاف النظام الشمسي، ووضع قيد الدرس امكانية الغاء برنامج صيانة التلسكوب الفضائي «هابل Hubble».
وانكب المسؤولون في الناسا لوضع الاسس التي سيقوم عليها البرنامج الجديد لغزو القمر والذي سيتوّج ببناء اول مستعمرة بشرية على جرم سماوي آخر غير الارض.
كيفية الوصول الى القمر
الاقتراح الاول
ولعل السؤال الاول الذي يطرح نفسه بقوة الآن على وكالة الفضاء الاميركية يتعلق بكيفية الوصول الى سطح القمر، وما اذا كانت الناسا ستعمد الى تطوير مركبات جديدة او العودة الى الاسلوب القديم والمجرب الذي استخدم في برنامج رحلات الابوللو في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
الرئيس الاميركي اعلن في خطابه الفضائي عن نية الولايات المتحدة تطوير مركبة استكشاف جديدة Crew Exploration Vehicle ((CEV كجزء من برنامج العودة الى سطح القمر واستكشاف النظام الشمسي، ويطرح المحللون سيناريوهات مختلفة للمركبة الاستكشافية الجديدةCEV بحيث تجهز بمحركات قادرة على ايصالها من مدار حول الارض الي مدار حول القمر. ويذهب المتفائلون منهم الى تصور استخدام هذه المركبة في الرحلات المستقبلية الى المريخ او ربما الكويكبات في حال تم تجهيزها بما يلزم للسفر مسافات طولة في عمق الفضاء.
وبما ان وكالة الفضاء الاميركية تدرس احتمالات مختلفة لاستبدال مكوك الفضاء الذي يؤمن التواصل بين الارض والمحطة الفضائية الدولية International Space Station فان المركبة الاستكشافية الجديدة CEV تبدو مرشحة ايضاً للقيام بهذا الدور.
الاقتراح الثاني
يطرح بعض الخبراء في الناسا امكانية العودة الى الاسلوب نفسه الذي جعل من برنامج رحلات الابوللو واحداً من انجح البرامج الفضائية في التاريخ. وهذا الاسلوب يرتكز على استخدام صاروخ عملاق مثل صاروخ ساتورن 5 القادر على رفع 118 طناً من الحمولة الى خارج مدار الارض.
ويشدد الخبراء على ان صاروخاً شبيهاً بساتورن 5 مصنوع من مواد جديدة ومجهز بمحركات صاروخية حديثة لم تكن متوفرة في زمن رحلات الابوللو منذ اكثر من 30 سنة، ستجعل من الصاروخ الجديد اداة ناجحة لحمل كبسولة لرواد الفضاء اضافة الى المعدات التي سيستخدمونها لاقامة المستعمرة على سطح القمر. وبانتطار ان تحدد ناسا خياراتها بإطلاق برنامج مركبة الاستكشاف CEV المرشح الرئىسي لحمل الرواد والعودة بهم الى الارض. ويتوقع ان تجهز هذه المركبة بكبسولة للهبوط والاقلاع عن سطح القمر في حين تبقى المركبة تدور حول القمر.
ويسود الاعتقاد ان الابحاث الاولية المقبلة على مركبة الاستكشاف ستجري قبل حلول العام 2009.
اين ستقام المستعمرة
بعد النتائج التي وفرتها مهمات استكشاف القمر مثل مهمة لونر بروسبكتور ومهمة كلمنتاين والتي اشارت الى وجود كميات كبيرة من جليد الماء في الفجوات المعتمة على القطب الجنوبي للقمر. تتجه الآراء الى اعتبار القطب الجنوبي المكان الامثل لاقامة المستعمرة المنشودة.
فالماء يمكن تفكيكه الى الاوكسيجين والهيدروجين، وهذان العنصران يصلحان لتصنيع وقود الصواريخ في المستقبل خصوصاً للمركبات التي تنوي الاقلاع عن سطح القمر للسفر الى كوكب المريخ او الكويكبات.
كما ان الماء ضروري لحياة سكان المستعمرة ولضمان اقامة زراعات محمية تؤمن الاكتفاء الذاتي من الغذاء بدل الاعتماد على شحن هذا الغذاء من الارض الى القمر.
ويوجد سبب آخر هام لاقامة المستعمرة على القطب الجنوبي للقمر. وهو سهولة الوصول من هناك الى الجانب المظلم منه والذي لا يواجه الارض ابداً. واذا كانت وكالات الفضاء في المستقبل تريد بناء محطات تنصت كهرومغناطيسي على الكون في محاولة منها لاكتشاف اي نوع من الاشارات الذكية التي قد تكون صادرة عن حضارات اخرى في الكون. فان الجانب المظلم للقمر هو المكان الامثل لاقامة مثل هذه المحطات، لانه معزول عن التشويش الكهرومغناطيسي الصادر عن كوكب الارض من محطات التلفزة والراديو وغيرها.
مستعمرة مستقلة
قد تكون واحدة من اهم الامور في المستعمرة القمرية هو قدرتها على توليد الطاقة بشكل مستديم. واقامة المستعمرة القمرية على القطب الجنوبي يسمح باقامة مركزين لتوليد الطاقة الشمسية على طرفي القطب، بحيث يبقى احد هذين المركزين المجهز بلواقط شمسية كبيرة مواجهاً للشمس في الوقت الذي يكون الظلام يلف المركز الثاني. وهكذا تحصل المستعمرة على الطاقة الكهربائىة المستقاة من الطاقة الشمسية كل ايام الشهر.
وللتأكد من قدرة المستعمرة على تأمين حاجاتها من الغذاء يتجه الخبراء الى التفكير بحقل الهندسة الجينية الوراثية القادرة على احداث التحولات الوراثية اللازمة في اصناف النبات، بحيث تصبح قادرة على النمو في جاذبية القمر الضعيفة على نحو يؤدي الى انتاجية عالية. وهذه الزراعات يجب ان تكون داخل بيوت اصطناعية خاصة، يتوفر فيها الماء والضوء.
ويمكن ربط هذه البيوت الاصطناعية بنظام اعادة تدوير الهواء، حيث ستستفيد النباتات من ثاني اوكسيد الكربون الذي ينتج عن تنفس رواد المستعمرة وبدورهم يستفيد هؤلاء الرواد من الاوكسيجين الذي تنتجه النباتات.
وهنا، يتوجب ان يكون للمستعمرة نظاماً آخر اكثر تقدماً لاعادة تدوير الهواء وربما الفضلات البيولوجية ايضاً.
منازل كونية
التفكير باقامة الرواد على سطح القمر يستحوذ على تفكير العديد من الشركات الروسية، والاميركية والاوروبية. فمنذ الآن يمكن الاطلاع على نماذج مختلفة للمقصورات التي يمكن حملها من الارض الى القمر لتصبح فيما بعد اماكن لاقامة الرواد، ومعاملاً للتجارب وغيرها.
ويقترح العديد من الخبراء صناعة مقطورات قابلة للطي يمكن نقلها الى سطح القمر على من المركبات، ثم يتم نفخها على السطح. وبعد ذلك يتم تغطيتها بجزء من التراب القمري لتثبيتها وحمايتها من الاشعة الكونية القاتلة القادمة من الشمس وغيرها من نجوم المجرة.
وقد قطعت شركة لوكهيد مارتن الاميركية شوطاً لا بأس به في اعداد مقصورة فضائية تصلح لسكن الرواد في الفضاء، لانها قادرة على حمايتهم من الاشعاعات الكونية والنيازك الصغيرة (حبيبات غبار يمكن ان تحدث ثقوب خطيرة تؤدي الى فقدان الضغط وخسارة الهواء داخل المقصورة). وهذه المقصورة التي يطلق علها اسم ترانس - هاب صممت اساساً للالتحام بمحطة الفضاء الدولية ISS.
ويفكر الخبراء في امكان تعديل ترانس - هاب لتتلاءم مع البيئة القمرية. اما وكالة الفضاء الاوروبية ESA فقد اطلقت برنامجاً طموحاً مع العقول الشابة في الجامعات الاوروبية للبدء بوضع مخططات لقاعدة قمرية مستقبلية، في حين تقوم دوائر التطوير التكنولوجي في الوكالة المذكورة بوضع الخطط اللازمة لتحديد التكنولوجيات المطلوبة التي سيحتاجها برنامج الغزو القمري في المرحلة الاولى، وبرنامج الهبوط البشري على المريخ في مرحلة لاحقة.
وحالياً يوجد مركبة فضائية اوروبية تدعى سمارت - 1 في طريقها لاجراء مسح شامل لسطح القمر.
وستنضم قريباً للمركبة الاوروبية مركبة يابانية اخرى تدعى لونر - اي، وهذه الاخيرة هي الاولى في اسطول من مركبات الاستكشاف اليابانية التي تعتقد اليابان انها ستمهد لمشاركة يابانية فاعلة مع اي جهد دولي لاقامة مستعمرات بشرية على سطح القمر.
طاقة قمرية للارض
مشاريع غزو الفضاء ليست مشاريع بريئة حباً بالعلم فقط، وانما تنطوي على جوانب اقتصادية مهمة، وبناء مستعمرات على سطح القمر لا يمكن فصل هذه الجوانب عنه. وعلى سبيل المثال فدوائر التخطيط في الوكالات الفضائية الصينية واليابانية والاميركية تتحدث منذ الآن عن فوائد غزو القمر لاقتصادياتها. ولعل الموضوع الرئيسي الذي يستحوذ على هذه الاحاديث هو وضع اليد على مصدر كبير للطاقة يتمثل بمخزون القمر الكبير من عنصر الهيليوم - 3 الذي تتطلع اليه الاوساط الاقتصادية كمصدر بديل للطاقة في المستقبل.
وتشير دراسات اميركية حديثة الى امكانية اقامة مواقع ضخمة على سطح القمر مجهزة بلواقط شمسية لتوليد كميات هائلة من الكهرباء يتم نقلها الى الارض لاسلكياً على شكل نبضات من موجات الميكروويف وعند استقبالها في محطات خاصة يتم تحويلها من جديد الى طاقة كهربائية تمد المدن الكبرى بالكهرباء.
فوائد علمية وتكنولوجية
لقد اثبت اعلم انه اللاعب الرئيسي في المجالات الاقتصادية، والعسكرية والطبية وغيرها. لذلك، فان اندفاع الدول مثل الولايات المتحدة الاميركية وروسيا والدول الاوروبية واليابان والصين وماليزيا والبرازيل الى الاستثمار في الحقول التي ترتبط بالفضاء الخارجي انما هو مؤشر لما سيكون عليه الحال في القرن الحادي والعشرين.
فالتطور العلمي المتوقع من الابحاث التي ستمولها عشرات مليارات الدولارات سيؤدي الى ولادة تكنولوجيات جديدة لم تكن لتخطر على بال احد وتجدر الاشارة الى ان الاقتصاد الاميركي يستفيد حالياً من اكثر من 1600 اختراع تم تطويرها في برامج الفضاء الاميركية. كما يستفيد الاقتصاد الاوروبي بأكثر من 500 اختراع نتجت عن برامج الفضاء الاوروبية.
باختصار لا يمكن فصل الفضاء عن الارض واهلها. والمستعمرات على سطح القمر لن تكون الا امتداداً لصراع البقاء الذي تخوضه الامم على سطح الارض.