[[]]◄ هل تعتقد ان المال يجلب السعادة ؟؟ ►[[]]
أشارت دراسة ألمانية إلى أن المال يجلب مزيدا من السعادة للإنسان ولكن الأثرياء يقضون وقتا أقل من باقي الناس في المنزل نظرا لاشتغالهم في جلب المال. حيث كشفت الدراسة، أن الألمان الذين يتقاضون دخلا كبيرا يظهرون "رضا فوق المتوسط عن منازلهم ومستويات معيشتهم".
ويبدو أيضا أنهم يتمتعون بصحة جيدة ويعيشون "علاقات مستقرة" ولديهم عدد أكبر من أطفال أقرانهم من الألمان غير الأثرياء. وتسعة من كل عشرة ألمان من الأثرياء يتمتعون بمعرفة بالكمبيوتر.
غير أن أكثر من نصف ممن شملتهم الدراسة من الأثرياء قالوا، أنهم يتخلون عن جزء كبير من وقت فراغهم للاضطلاع بمسؤوليات العمل.
وهذه الدراسة لا تنفي بأن السعادة لا تعني المال على الإطلاق حيث تقول الحكم والأمثال القديمة في جميع الثقافات، ومنذ عصور سحيقة، إن السعادة لا يمكن أن تشترى بالمال، لكن الموضوع في عصرنا هذا بدأ في أخذ طابع علمي وبحثي..
ـ ففي دراسة سابقة أصدرها عدد من علماء النفس الأميركيين تبين أن المال والشهرة ليست هي وسائل جلب السعادة، أو النيرفانا حسب التعبير الهندوسي.
ويقول الخبراء إن الثراء والشهرة التي تترافق معها، وخصوصا عند غير المعتادين عليها كمن يربح اليانصيب مثلا، ليست بالضرورة مجلبة للسعادة، بل قد تكون منفرة لها إلا أن الشعور بالاستقلالية والاعتداد بالذات والرضا عن النفس فيما يفعله الإنسان، والتقارب مع الآخرين والثقة بالنفس، كلها أمور تسهم في الإحساس بالسعادة وتقريبها عموما.
ويقول الدكتور كينون شيلدون من جامعة ميزوري في ولاية كولومبيا الأميركية إن هذه الحاجات والمتطلبات النفسية يمكن أن تكون العناصر الرئيسية التي تجلب السعادة للإنسان.
ويشير هذا الطبيب النفسي إلى أن الحاجات النفسية يمكن، في حال السعي إلى تحقيقها، أن تدفع السعادة الشخصية للفرد إلى مستويات وآفاق جديدة، تماما كما هو حال حاجة النبات لمكوناته الطبيعية التي لا غنى عنها في نموه واستمراره.
وقد اختار فريق البحث الذي يترأسه الدكتور شيلدون ثلاث مجموعات مختلفة من الطلبة لأغراض البحث العلمي، منهم مجموعة من كوريا الجنوبية، لاستقراء وفحص مستويات السعادة لدى كل شخص منهم.
وقد طلب الدكتور شيلدون من المجموعة الأولى تعريف وتحديد أكثر الأحداث التي أوصلت إلى أقوى وأفضل لحظات السعادة والرضا خلال فترة الشهر السابق لإجراء التجربة، وطلب من المجموعة الثانية نفس الطلب ولكن خلال الأسبوع الأخير السابق للسؤال، أما المجموعة الأخيرة فقد طلب منها تحديد أسوأ وأتعس حادث مر بها خلال فترة الفصل الدراسي الجامعي.
ووجد البحث، المنشور في مجلة "الشخصية والسيكولوجيا الاجتماعية" التي تصدرها جمعية الطب النفسي الأميركية، أن النتائج المستخلصة من المجموعات الثلاث كانت إلى نحو ما متشابهة.
وقال معظم طلاب موضوع البحث إن قضية نقص الطمأنينة والأمان تؤثر بشكل كبير على استقرارهم النفسي.
ويوضح بحث الدكتور شيلدون أن النتائج تشير إلى أنه عندما يحدث مكروه يتمنى الناس بقوة أن يحصلوا على الراحة والسعادة النفسية أكثر من وجود الأمن والطمأنينة، التي عادة ما يعتبرونها موجودة كتحصيل حاصل في الظروف الطبيعية.
وبالنسبة للطلاب الأميركيين فقد كان موضوع الثقة بالنفس على رأس قائمة أولويات السعادة، في حين كان عند الطلبة الكوريين الشعور بالقرب والتقارب.
ويأمل الباحثون في توسيع نطاق بحثهم من أجل مساعدة الناس على تشخيص مناطق السعادة في ذواتهم على المستويين الفردي والاجتماعي، ودفعهم نحو تحسين وتوسيع رقعة تلك المناطق على نحو يضمن لهم حياة أفضل.
وتتفق الدكتورة ديانا بيدويل عضو جمعية الطب النفسي البريطانية مع الرأي القائل بأن المال لا يجلب السعادة بالضرورة، وتقول إن العديد من الدراسات أجريت وركزت على موضوع أهمية أو عدم أهمية المال في نوعية حياة الفرد.
ولاحظت معظم هذه الدراسات أن المال يمكن أن يجلب درجة معينة ومحدودة من الشعور بالسعادة، لكنه بعد عبور هذه الدرجة يصبح الأمر سيان ولا يذكر.
وتضيف الدكتورة بيدويل أن هناك دلائل وشواهد كثيرة تشير إلى العدد المتزايد من الأثرياء غير السعداء، وعلى الأخص أولئك الذين لم يولدوا وفي فمهم ملاعق الذهب والفضة، كالفائزين بثروات اليانصيب الضخمة.