الجنس : العمر : 32 المدينة المنورة التسجيل : 06/09/2011عدد المساهمات : 212
موضوع: ][§][® العقول الإلكـتـرونيـة الجبـارة ®][§][ الثلاثاء 13 سبتمبر 2011, 1:21 am
ان تطـور العقـل الإلكـتـروني لـم يقف عند حد مـعيـن ، بل في كل يوم يزداد تطورا على تطوره ، و تحديثا على تحديثه ، فقد لفت نظري اكثر من مرة قراءة ما يُـسـتجد من تحديث للعقول الإلكتـرونيـة و مـا يمكن ان تفعلـه في البني آدميـن ..
فقـد تمكـن العلمـاء من صناعـة عقـول الكتـرونيـة تـؤلف الكتب ، و تكتب المسرحيـات و تنظـم الشعـر ، و في مدينـة بوردو بفرنسـا قام العقـل الإلكتروني بمهمـة لجنـة التحكيـم في مسابقـة بيـن كتـاب القصـة ، و في جامعـة جـلاسكـو حـار أستـاذ اللاهوت في تحقيـق اربعـة عشـر مخطوطـا منسوبـة إلى القديس بولس ، فـقـرر العقـل الإلكتروني أن أربعـة مخطوطات فقط هي الصحيحـة و الباقي فـشـنـك ومـضـروب .
و في جامعـة كاليفورنيا قام دكتور ( ويدور ) أستاذ الإلكترونيـات بصـنـع إنسـان إلكتروني بهـلـوان يقـوم بألعاب السيرك ، و في جامعـة اخرى تم صـنـع السكرتير الأول الذي يفض الخطابات و يرد عليهـا ، و يلخـص أهـم مـا في الصحـف للباشـا المديـر و هو مرتاح اربعـة وعشرين قيراط ، و يُـدخل الزائريـن و لا ينسي ان ينحني بأدب للستات الحلويـن اللي زي لهطـة القشطـة و يضـرب بنـص عيـن إذا كانوا لابسـيـن فوق الركبـة ، و يختار ألفاظـة بديبلوماسيـة و هو يعـتـذر للضيف أبو دم ثـقـيـل الذي لايرغب المديـر في لقائـه .
و في احـد المعـاهـد الفنيـة في أمريكـا تـم تصـنـيـع الخـادم الإلكترونـي الذي يقـوم بدور نعـيمـة الشغـالـة و يقوم بكـل اعمـال البـيـت من طـبـخ و مـسـح و غـسـيـل و تنظيف و تـسـييــق و تقشير البصل و البطاطس و الذي منـه و يأتـمـر بأمـر سـت البيـت ......... !
و هـذا كـلام كلـه حـلـو جدا ، يرسـم لنـا صـورة رائعـة لعـالم الغــد الذي سيمتـلئ بالناس الإلكترونـيـين في البيت والغـيـط ، و كما تـم صـنـع السكـرتير الأول و البهـلـوان الإلكتروني ، فلا نـسـتبعـد ابدا ان يوجـد في المـسـتـقبـل مخرجـون و مطربـون و ممثلـون و لعـيبـة كرة ألكترونيـون ، فأسـعد أخـبـار الغـد إذن هـي عـودة خميس فجلـة إلى شغلتـه القديمــة ، تـومرجي ، يهـبش من هذا ريـال و من ذاك بريزة و من آخـر نص فرنك و من تلك نص فرخـة .
و أكـيـد سوف تـخـتـفي المطـربـه فتكات رمـش العـيـن و اخـواتهـا من مـاركـة شـخـلـع ، و إذا كانت فتكات و اخواتهـا يـزعـمـن أن لهـن جمـهـورا عريضـا و سـمـّـيعـة ، فـلا بأس من صـنـع مطربـة إلكترونيـة مزوّقــة كعرايـس المولـد تحـل محلهـن جميعـا ، و يكون لهـا فـستان مدنـدش بالتـرتر و الخرز و خـرج النجـف و باروكـة منـفـوخـة وزنهـا كيلـو و ارتفاعهـا 10متـر و حـواجب تلعب إلكتـرونيـا ، و اكتاف ترقص شمـال و يمـيـن و هـز يـا وز و رقصني يـا جـدع ، و وسط إلكتـروني رقـاص ، و طرب إلكتروني مـاركـة آه يـا ولـه آه يـا ولـه .
أمـا عـن الكورة فـسـوف ترى في الملعب 22 لاعبـا إلكـتـرونيـأ ، و لـن يكـون بين اللعـيبـة لا عب واحـد ينتمي إلى القبيلـة البارباطوزيـة التي ينتـشـر عدد كبير من أبنائهـا في المـلاعـب ، و كـل واحد منهـم قـد هــد حـيلـه سهـر الليـالي في طلب التسـالي ، و تقطعـت أنفاسـه من الهلس ومن الهباب و من جوزة من الهند و مركب عليهـا غاب .
و قـبل ذلك مـنـح الإنسـان الآلـة قوة مـاديـة خـارقـة تفوق قواه العقليـة بمراحـل ، و اليوم يمنحهـا الذكاء و القدرة الذهنيـة المذهلـة ، لتتسلـط و تـسـيطـر في العصـور القادمـة ، فالإنسان الإلكتروني هـو الذي سـيسـود الحياة القادمـة ، و هـو الذي سيقتـل كـل ملكات التفكيـر عـنـد البني آدم و يحيله إلى انسـان اهبـل و عـبيـط و بريــالـة على الرغـم من إنـه صانعـه .
فـلا شـك إن إنـسـان العـصـر القادم سوف يركـن مخـه على الرف مـادام قـد وجـد من يفكـر لـه بشكـل أذكي وأسرع ، و لـن يعود في حاجـة للمعاناه من اي لون و الإنسان الإلكترونـي مـسخـر لخدمتـه ذهنيـا و عضليـا ...
و كانت نظريـة التطور الإنساني تقول أن الإنسـان كان لـه ذيـل يهـش بـه الحشـرات و الهـوام عندمـا كان يمشي على أربـع ، ثـم انقرض الذيـل بعدمـا تمكـن من استعمـال اليديـن لمـا انتصبت قامتـه ، كذلك كان الشعـر يغطي جسمـه كلـه ليقيـه من البرد والحـر ، ثـم انقرض الشعـر عندمـا عرف المـلابس .
و مش بعيـد بكرة يقولوا إن الإنسـان كان لـه مـخ يفكـر بـه ، ثـم انقرضـت فاعليـة هـذا المـخ بعـد أن اعتمـد في كـل تفكيره على الإنسـان الإلكترونـي .
فعـالم الغـد هـو عـالـم يـسـيطـر عليـه الإنسـان الإلكتروني في كـل مكان ، البيت و المكتب و المصنـع و الحقـل و الإستـوديو ، و سـوف نكتـفي نحـن بالفـرجـة و التـنبلــة ، و لـيـس بعـيـدا أن تـنـقـلـب الآيـة ، فـلا أحـد يـتـنـبـأ بمـا سيتطـور إليـه العقـل الإلكتروني ، الأمـر الذي يـحتمـل معـه أن يجلس هـذا الإنسـان الإلكتروني واضعـا رجـل على رجـل و هـو يدخـن السيجــار ، بينمـا نحـن نـمـسـح البـلاط و ندعـك الحـلل و نـجـر الكـارو ، و يمشي وراء كـل واحـد منـا في الشـارع عيـال إلكترونيـون يقـولـون العـبيـط أهــه .