™¤¦ أغدا ألقاك .. رائعة الهادي آدم ¦¤™
قصة القصيدة
كل الشعراء كانوا يحلمون بأن تغني قصائدهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم ويلحنها الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، وعند زيارتها للخرطوم نهاية الستينات وبعد الاستقبال الكبير لها، قررت أن تغني قصيدة لأحد شعرائها، وكان أن وقع اختيارها على قصيدته الغد التي حولت اسمها إلى أغداً ألقاك وغنتها عام 1971 دار الأوبرا المصرية ليسمعها الجمهور العربي من الخليج إلى المحيط. وكانت سعادة الهادي آدم كبيرة بهذا العمل نشر ديوان كوخ الأشواق الذي صدر بالقاهرة عام 1966 وفيه قصيدته الشهيرة
كلمات الأغنية
أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غدٍ يالشوقي واحتراقي في إنتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابا كنت أستدنيه لكن هبته لما أهابا
وأهلت فرحة القرب به حين استجابا هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا
مهجة حرة وقلباً مسه الشوق فذابا أغداً ألقاك
**** ****
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء آه رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
أنا لو لا أنت لم أحفل بمن راح وجاء أناأحيا لغد آن بأحلام اللقاء
فأت أو لا تأتي أو فإفعل بقلبي ما تشاء هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا
مهجة حرة وقلباً مسه الشوق فذابا أغداً ألقاك
**** ****
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
فإرحم القلب الذي يصبو إليك فغداً تملكه بين يديك
وغداً تأتلف الجنة أنهاراً وظلاّ وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولّى
وغداً نزهو فلا نعرف للغيب محلا وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلواً، إنما الحاضر أحلى هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا
مهجة حرة وقلباً مسه الشوق فذابا أغداً ألقاك
الهادي آدم (1927 م - ديسمبر 2006 م) شاعر سوداني ولد في مدينة الهلالية في السودان تخرج في كلية دار العلوم بالجامعة المصرية وحصل علي درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها، وحصل علي دبلوم عال في التربية من جامعة عين شمس، ثم حصل علي الدكتوراه الفخرية من جامعة الزعيم الأزهري بالسودان وعمل معلما بوزارة التعليم بمدينة رفاعة .
للشاعر آدم شعر وافر وله دواوين، اشهرها ديوان «كوخ الأشواق»، الذي يعده النقاد من أفضل ما قدم للأدب وللمكتبة السودانية، وكتب في مجالات الابداع الأدبي الأخرى، واشهر ما كتب في هذا المضمار مسرحية باسم «سعاد». كتب عدة أشعار منها قصيدة غداً ألقاك التي غنتها المطربه أم كلثوم. فيما كتب العديد من القصائد آخرها قصيدة لم تنشر بعد بعنوان (لن يرحل النيل)يصور فيها بريشة الفنان ذكرياته العزيزة التي عاد يتفقدها في حي منيل الروضة الذي سكنه في صباه.
ويعتبر النقاد في الخرطوم الراحل آدم، 80 عاما، أنه ظل لعقود في مصاف الشعراء الكبار، ليس على مستوى السودان، وإنما على مستوى العالم العربي. ورغم أنتمائه لجيل سابق للحركة الشعرية المعاصرة، فإنه يعتبر من الشعراء المحدثين.
والهادي آدم من المعلمين القدامى في السودان في شتى المراحل الدراسية، خاصة المرحلة الثانوية العلياحيث درس في مدرسة حنتوب الثانويه. ويشهد له النقاد ودارسو تاريخ الأدب في بلاده، بأنه من أوائل الذين ساهموا في نهضة الشعر في البلاد، من خلال الجمعيات الأدبية التي كان يشرف عليها في المدارس التي عمل فيها في شتى بقاع السودان.
يذكر أن قصيدة «أغدا القاك» اختارتها سيدة الغناء العربي أم كلثوم من بين عشرات القصائد التي قدمت لها إبان زيارتها للسودان في عام 1968 م.و للشاعر الكبير مجموعة شعرية كاملة تضم كل أعماله الشعرية (كوخ الأشواق ونوافذ العدم وعفوا أيها المستحيل وتمت طباعة هذه المجموعة عن طريق مؤسسة أروقة الثقافية.
من أعمال الشاعر الهادي آدم مرثيته للرئيس العربي الراحل جمال عبدالناصر والتي تعتبر من القصائد الجميلة وهي بعنوان “أكذا تفارقنا ”:
أكذا تفارقنا بغير وداع ياقبلة الأبصار والأسماعِ
ماد الوجود وزلزلت أركانه لما نعاك إلى العروبة ناعِ
ماذا عسى شعري وخطبك آخذ بالقلب ماذا يخط يراعي
ياصاحب الوجه النبيل وحامل الخطب الجليل وقمة الإبداعِ