{؛« .»؛} قصيدة ليلة وداع .. للسياب {؛«' .»؛}
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد .
لقد شدت انتباهي هذه القصيدة ليس من عنوانها فقط بل إلى من كانت موجهة إليه ، لقد برز في شعر السياب المشاعر الصادقة والعاطفة الجياشة والصراحة الواضحة , وقد عاش بدر شاكر السياب حياة مليئة بالأسى والحزن والفراق وخاصة عندما فارق زوجته الوفية كما وصفها في هذه القصيدة وهذا الذي دعاني لتحليل القصيدة هي أن القصيدة موجهة إلى زوجته .
الواضح في القصيدة أنها رومانسية وذلك من الشكل الخارجي للقصيدة وأول ذلك هو عنوان القصيدة فقد تميزت القصائد الرومانسية عن الكلاسيكية بوجود عنوان للقصيدة وأيضا شكل القصيدة مختلف عن الشكل التقليدي القديم المكون من شطرين كل القصيدة وأيضا خلو القصيدة الرومانسية من الوزن والقافية , استخدم بدر السياب بعض الكلمات التي توحي إلى عمق الحزن والفراق الذي يعيشه في ذلك الوقت ومن ذلك بداية قصيدته التي بدأها بقوله
(أوصدي الباب فدنيا لست فيها *** ليس تستأهل من عيني نظرة)
وكأنه يقول أن الدنيا لا تساوي شيء بدونك
وأيضا اختياره لبض الألفاظ الحزينة
مثل (أوصدي الباب – آه - سرير من دم - محموم الجبين)
وغيرها من الكلمات و أيضا ابتدأ بكلمة أوصدي ولم يقل أغلقي لأن الفرق بينهما أن أوصد بمعنى أحكم إغلاقه بقفل ونحوه أم أغلق فهي بمعنى الإغلاق الطبيعي المعروف وكذلك حتى في نهاية القصيدة اختتمها بأن الحب سوف
يبقى في الدم حتى الموت .
ليلة وداع
أوصدي الباب فدنيا لست فيها
ليس تستأهل من عيني نظرة
سوف تمضين و أبقى... أي حسرة؟
أتمنى لك ألا تعرفيها ؟
آه لو تدرين ما معنى ثواني في سرير من دم
ميت الساقين محموم الجبين
تأكل الظلماء عيناي و يحسوها فمي
تائها في واحة خلف جدار من سنين
و أنين
مستطار اللب بين الأنجم
في غد تمضين صفراء اليد
لا هوى أو مغنم نحو العراق
و تحسين بأسلاك الفراق
شائكات حول سهل أجرد
مدها ذاك المدى ذاك الخليج
و الصحارى و الروابي و الحدود
أي ريش من دموع أو نشيج
سوف يعطينا جناحين نرود
بهما أفق الدجى أو قبة الصبح البهيج
للتلاقي؟
كل ما يربط فيما بيننا محض حنين و اشتياق
ربما خالطه بعض النفاق!
آه لو كنت كما كنت صريحة
لنفضنا من قرار القلب ما يحشو جروحة
ربما أبصرت بعض الحقد بعض السأم
خصلة من شعر أخرى أو بقايا نغم
زرعتها في حياتي شاعره
لست أهواها كما أهواك يا أغلى دم ساقي دمي
إنها ذكرى و لكنك غيرى ثائرة
من حياة عشتها قبل لقانا
وهوى قبل هوانا
أوصدي الباب غدا تطويك عني طائرة
غير حب سوف يبقى في دمانا .