[[]]◄ التوجه الإبداعي لأدب الطفل ►[[]]
يشهد العالم اهتماما كبيرا بالنظرة المستقبلية و المعرفة الموجهة إلي الطفل حيث تستهدف عمليات تغيير مستمرة وأيضا توجه إلي المستقبل باعتباره واجهة التعليم الأساسي للارتقاء بأدب الطفل لان التربية التي يتلقاها ليست بأقل أهمية مما يتلقاها في مدرسته أو على يد والديه أو عن طريق مجتمعه؛ لأن الطفل عندما تكون هذه التربية بالأدب أياً كان نوعه يقرؤها أو يسمعها باعتبار أن المعرفة ليست حكرا علي فئة معينة أو مؤسسات وإنما هي تشمل الجميع , لكي تصل لهم وفق ضوابط وأسس منهجية ونفسية وعقلية علي مدي العمر كله.
أن ثقافة الطفل هي الأدب الرئيسي وعندما نتطرق إلي فهو التوجه الإبداعي لحمل ثقافات متنوعة ومكتسبة تنمي الإبداع في مختلف فنونه سواء تربويا ونفسيا وثقافيا واجتماعيا واطلاعهم إلي ما هوا شمل من حيث المضمون ويتماشي مع الفكر تبعا لمراحل العمرية المختلفة ,
ان الكثير من الأطفال أصبح توجههم إلي قراءات مختلفة في شتي مجالات نمو الفكر سواء من خلال القصص التي تناشد الطفل في كل مستوياته وأيضا الأناشيد المتعلقة بهذا الأدب فهذا الإبداء يثري من حصيلة الكتاب والشعراء إلي النهوض والرقي بمفهوم الأدب واكتسابه الثوب المناسب له من حيث الكتابة والأساليب اللغوية المعبرة عن مضمون ومفهوم الطفل في شتي مجالات الفنون المختلفة هنا تبدأ مرحلة التهيؤ الأساسية للكتابة .
نري رواج سوق الكتاب الذي أصبح عاملا أساسيا ولكن السؤال الذي يراود أذهاننا ما هي الدوافع الحقيقية وراء الكتابة للطفل؟ أهي دوافع فنية أم تربوية أم أخلاقية أم إرشادية أم هي كل ذلك معاً؟ أم هي دوافع مادية من أجل تحقيق ربح مضمون بسبب رواج سوق كتاب الطفل أحياناً مما يجعل احتمال التضحية بالهدف الأساسي وارداً... تلقيم الطفل ليس بمفهوم تضخم تلك الكتب وإرسائها بعقولهم ولكن الأدب لابد أن يطلق من مبدأ التجديد والنهوض بالعملية التربوية الصحيحة إن الاحتفال بأدب الطفل يجب أن يسمو في هدفه الأول على كل الأطماع القريبة، فالهدف الأساسي يجب أن ينطلق من غاية تربوية تعليمية ثقافية، لأن أدب الطفل يجب أن ينهض به المبدعون المؤهلون الذين يقبلون عليه بوعي وحب وإخلاص ورغبة في خدمة الطفل يحركهم دافع فني قوي في العيش في عالمه وفق الأسس التربوية الثقافية الأخلاقية.
أن إثراء الكتب هي العلاقة الأساسية بين أدب الطفل وعملية القراءة نفسها لأنها تفرض حب الطفل للقراءة حيث تنشا معه منذ سنوات طفولته الأولي قبل أن يقرا فعليا وأيضا دور الأسرة إلام أو الأب أو المربية أو المعلمة حين تقرا علي الطفل من كتاب ما أو تروي له قصة تظل معلقة في ذهنه فيستطيع أن يستطرد ذلك من خلال شفاهية الكلام لان يكون متعلق بالمصدر وشغوف لكي يتمكن هو نفسه من قراءة ما فيه مستقبلا.
أن صناعة الأدب تضع الطفل علي خارطة القراءة الدائمة وهذا يتضح من تفاعلنا جميعا سواء المبادرات التي تتجه نحو الطفل ووعينا بأهمية تربيتهم علي حب القراءة إلي جعلها جزءا أساسيا لا يتجزأ من شخصية الطفل,
من المهم أن ينشا الطفل علي مصاحبة الكتاب لأنة الصديق الذي يسافر معه عبر مخيلته فيساعده هذا من خلال عالمة الصغير علي استيعاب مجالات المعرفة المختلفة لأنها الأكثر استيعابا للحقول التعبيرية والدلالية المختلفة لان الطفل الذي يصاحب ويصبح صديقا حميما للرواية أو القصة أو المسرحية منذ سنيه الأولى يراكم المعارف وينمي اللغة نحوها وصرفها ومعجمها ودلالاتها، ويبرع في القراءة الصحيحة ويتمكن من تنمية مهاراتها المختلفة، فيصبح نموذجاً جيداً لمكتسب اللغة، ويقلل من المبالغ الضخمة التي تنفق على تعلم اللغة الصحيحة دون طائل أحياناً كثيرة. ولكنها مهمة لتعويد الطفل على القراءة من المهد إلى اللحد.
فقراءة القصص والفنون السردية المختلفة تجذب الطفل، بما تتضمنه من عناصر جاذبة وتشويق ومغامرات وطرائف، إلى عالم الكتاب، وتغريه بأن يتجه إلى محاولة كشف أسراره، فتقوده طوعا إلى محاكاتها والبناء على نمطها، والرغبة في أن يكون له كتابه الخاص الذي يمارس فيه الكتابة راغبا حرا مستمتعا.
إن القصة، على الرغم من أنها وسيلة تربية وتسلية وإمتاع، تصبح هنا وسيلة أساسية لتعويد التلميذ على القراءة بمفهومها العام أي في كل الحقول والمعارف، فقراءة القصة ليست مهمة لذاتها وحسب، فصناعة هذا النموذج من الأدب يوحي بان هناك كما هائلا من الفنون المختلفة فأدب الطفل يحقق الأهداف التعليمية والتربوية والترفيهية والدينية وصولا إلي أن كل ما كُتب وصُوِّر وقُرئ ليقرأه ويراه ويسمعه الطفل فهو أدب للطفل.