يوماً لذكراك ( حافظ ابراهيم )
عَجِبْتُ أنْ جَعَلُوا يَومـاً لذِكْراكـا
كأنّنا قـد نَسِينـا يـومَ مَنْعَاكـا
إذا سَلَـتْ يا أبا شـادي مُطَوَّقَـةٌ
ذِكْرَ الـهَديلِ فثِـقْ أنّا سَلَوْناكـا
فِي مُهْجَةِ النِّيلِ والـوادي وساكِنِـه
رَجْعٌ لصَوتِكَ مَوْصُـولٌ بذكْراكَـا
قد عِشْتَ فِينا نَميراً طـابَ مَـوْرِدُه
أَسْمَى سَجايا الفَتَى أدْنَى سَجاياكـا
فما كـأُولاكَ فِي بِـرٍّ وفِي كـرمٍ
أُولى كريمٍ ، ولا عُقْبـى كعُقْباكـا
قَضيةُ الوَطَنِ المَغُبـونِ ، قد مَـلأَتْ
أَنْحاءَ نَفْسِكَ شُغـلاً عن قَضاياكـا
أَبْلَيْتَ فيها بـلاءَ المُخلِصِيـن لـها
وكان سَهْمُكَ أنَّى رِشْـتَ فَتّاكـا
أَجْمَلْتَ ما فَصَّلُـوه فِي قَصائِدِهـمْ
حتى لقد نَضَّرُوا بالحَمْـدِ مَثْواكـا
لم يُبْقِ لي قَيْدَ شِبْرٍ صاحِبـايَ ولـم
يَفْسَحْ ليَ القَولَ لا هـذا ولا ذاكـا
يا مُدمِنَ الذِّكْرِ والتَّسْبيحِ مُحْتَسِبـاً
ها أَنْتَ فِي الخُلدِ قد جاوَرْتَ مَوْلاكا
لو لم يَكُنْ لكَ فِي دُنيـاكَ مَفخَـرةٌ
سِوَى زَكيٍّ لقد جَمَّلْـتَ دُنْياكـا