هل تشعر بالضِّيق حين تكلف بواجب كتابي؟
هل تتوتر أعصابك إذا طُلب منك أن تحدِّث مجموعة من الناس في موضوع ما بطريقة رسمية؟
هل تجد صعوبة في الحصول على المواد التي تحتاج إليها لكتابة موضوع أو إعداد حديث معين؟
تأكد أنك لست وحدك الذي تنتابه هذه المشاعر وأن كثيرًا من الناس يعانون منها عند التواصل الكتابي أو الشفوي وعند إعداد أنفسهم له
○ التواصل
التواصل مع الناس مهمة اجتماعية مستمرة، ويتوقف نجاحك في التواصل على امتلاك مهارات معينة؛ فكلما زادت مهاراتك في الكتابة والحديث، وفي إعداد البحث، كان تواصلك أكثر فاعلية.
وفي هذه المقدمة نعرفك بطبيعة التواصل الشفوي والكتابي. وبعدها نقدم لك ثلاثة أدلة: دليل مهارات الكتابة ، ودليل مهارات الحديث ، ودليل مهارات البحث . وفي الختام نقدم لك قواعد لغوية في النحو والإملاء وعلامات الترقيم.
اقرأ هذه المقدمة والأدلة التي تليها بعناية، وستجد أنها تعاونك في إعداد التقارير المكتوبة أو الشفوية التي تحتاج إليها في المدرسة أو الكلية أو في العمل أو في المناسبات الاجتماعية والعلمية.
○كيف يعمل التواصل؟
التواصل جزء من الحياة اليومية، فأنت -غالبًا- تستخدم في التواصل الكلمات المنطوقة أو المكتوبة، وأحيانًا يتم التواصل دون قول أو كتابة؛ وذلك حين تنقل إلى شخص آخر رسالة غير لفظية (بدون كلمات)؛ كأن تحتضن صديقك حين تلقاه. وقد يكون التواصل بالإيماءة؛ كأن تبتسم أو تلوح بيدك تحية لإنسان، وكأن تسد أنفك للتعبير عن التقزز من رائحة كريهة.
○لماذا يتواصل الناس؟
يتواصل الناس فيما بينهم -دائمًا- لأغراض، وقد يكون الغرض من التواصل اجتماعيًا غير محدد تمامًا، ومثاله: الحديث الذي يدور بينك وبين غريب يركب معك طائرة أو قطارًا، عن الطقس أو نوعية الخدمة التي تُقدم، ويكون الغرض هنا التواصل اجتماعيًا أكثر من كونه إخباريًا. وفي أحيان كثيرة يكون غرض التواصل محددًا؛ كأن تُطالب بإعداد تقرير مكتوب أو شفوي عن موضوع ما، تقدمه لأستاذ في المدرسة أو في الجامعة، وكأن يطالب موظف بتقديم تقرير مكتوب أو شفوي عن مشروع، أو عن الأعمال التي تمت في مرحلة من مراحل مشروع معين، وكأن يطالب الطالب في المدرسة الثانوية أو في الجامعة بإعداد بحث في موضوع للكشف عن مدى استيعابه لما تعلم، ومعرفة قدرته على الإحاطة بجوانب الموضوع.
وتختلف النغمة كما يختلف الأسلوب الذي يستخدم في التواصل، وذلك تبعًا لخصائص الجمهور المتلقي للرسالة (خاص أو عام)، وتبعًا لنوع التواصل (شفوي أو كتابي). كيف؟ تابع القراءة لتعرف الجواب.
○هل التواصل خاص أم عام؟
يوصف التواصل بأنه خاص حين تتحدث -مثلاً- إلى أحد أفراد أسرتك، وفيه تكون نغمة الحديث -غالبًا- نغمة رقيقة، ولا يُلتزم في أسلوبه بالمفردات والجمل والتراكيب السليمة نحويًا، ولا يلتزم فيه تمامًا بدقة العبارات، وقد تُستخدم فيه اللهجة الدارجة في مجتمع الأسرة، أو جمل ناقصة، أو بعض العادات الشخصية في التعبير مثل: «تدري» و «كما تعلم»! وقد تستخدم اليد أو الرأس، وتعبيرات الوجه للاستعاضة بها عن الكلمات.
ويعتمد نجاح هذا التواصل على الخبرات والخلفية الثقافية المشتركة، التي تجمع بينك وبين من تتواصل معه من أفراد أسرتك. ومثل هذه الطريقة في التواصل لا تنجح إذا كان التواصل مع شخص غريب، أو مع مجموعة من الناس لا تعرفهم.
ويختلف التواصل الشفوي عن التواصل الكتابي؛ فبرغم أن لكل شخص أسلوبًا متميزًا في التواصل اللفظي -فإن الناس في التواصل الكتابي لا يتواصلون بذات الأسلوب الذي يتحدثون به؛ لأن التواصل الشفوي يتم -غالبًا- وجهًا لوجه، وتلعب فيه الإيماءات وحركات الوجه والجسم دورًا فعالاً. وهذا لا يتوافر في التواصل المكتوب.
○ الحديث
يمثّل الحديث درجة عالية من التفاعل في التواصل؛ وذلك حيث تجد أن من تحدثهم يستجيبون باستمرار؛ فيهزون رؤوسهم بصورة معينة للموافقة، وبصورة أخرى للرفض، وقد يقاطعونك أثناء الحديث. وبرغم أن حديثك معهم لا يتم بأسلوب رسمي، فإن تواصلك معهم يكون فعالاً ومفهومًا بصورة واضحة.
ويلاحظ أن الغريب الذي يستمع إلى محادثة بين صديقين حميمين في موضوع خاص لا يستوعب في الغالب ما يقولان؛ ولذا تجد أن الحديث مع من هو غريب عنك يجعلك تتبنى نغمة تختلف عن التي تستعملها مع أصدقائك، وذلك حيث تحاول أن تملأ الفجوات الثقافية بينك وبينه كي يستفيد من المحادثة، كما تحاول أن تقدم أفكارك بصورة منظمة، وأن تتحدث بأسلوب سليم لتضمن أنه يفهمك. ويقال في هذه الحالة - برغم أن نغمتك لا تزال شخصية - إن أسلوبك في المحادثة أكثر رسمية.
○النغمة والأسلوب في الكلام
عندما نتحدث إلى أُناس مختلفين نحرص على أن يتلاءم أسلوب الحديث ونغمته مع من نتحدث إليهم، وتتم هذه الملاءمة -غالبًا- بصورة تلقائية ومتكررة؛ كيف؟ تصور أنك تحكي نكتة لصديق حميم، أو تعطي إجابتك عن سؤال في قاعة الدرس، وتخيل كلامك وأنت تحاول توضيح وجهة نظرك في أمر ما لوالدك، في اجتماع يستمع كل أفراد الأسرة لما يدور فيه... فسوف تجد أن طريقتك في الحديث تختلف في كل حالة من تلك الحالات؛ وأن نغمة كلامك في رواية النكتة كانت شخصية جدًا، ولكن درجة النغمة الشخصية تقل عند كلامك في قاعة الدرس، أو مع والدك في اجتماع الأسرة. وأن أسلوبك في الكلام يختلف أيضًا؛ فمع الصديق يكون الأسلوب عفويًا ويسيرًا، ولكن في الحالتين الأخريين يصبح أكثر رسمية، ويتطلب أن يزداد وعيك بما تقول. ولعلك تلحظ -أيضًا- أن طريقة حديثك تتغير أثناء الحديث حين تشعر أن الآخرين يستمعون إليك باهتمام.
○الحديث الرسمي
يهدف التواصل -أحيانًا- إلى إحداث تأثير معين في الجمهور المتلقي. خذ أمثلة لذلك: المحامي في المحكمة، والسياسي في البرلمان، والطالب حين يعرض تقريرًا في قاعة الدرس أو حين يشترك في مناظرة. إن هدف التواصل في كل هذه المواقف هو الإقناع بوجهة نظر معينة. وعليك أن تتذكر دائمًا أن النجاح في مثل هذه المواقف يتوقف على تنظيم أفكارك، وعرضها بطريقة تلائم الجمهور، وهذا يعني أن نجاح التواصل الشفوي لا يتوقف على جودة ما يقال فقط، وإنما يعتمد -أيضًا- على طريقة الإلقاء، وتنويع نغمات الحديث، واستخدام الإيماءات والحركات المناسبة للجمهور.
○ الكتابة والكلام
التواصل الكتابي أكثر رسمية من التواصل بالكلام؛ فالكتابة تعتمد على استخدام قواعد اللغة، والمهارة في عرض المكتوب، ولذا يجب أن تكون الرسالة المكتوبة كاملة في ذاتها؛ لأن الكاتب - على عكس المتكلم- لا يستفيد من وسائل الاتصال غير اللفظية كالإيماءات، والحركات وتعبيرات الوجه، ومعرفة أثر كلامه على المستمعين.
والكتابة يمكن أن تكون عملية طبيعية ويسيرة مثل الكلام تمامًا إذا حرصت على مايلي:
○ لا تنزعج من شعورك بالقلق حين تُكلف أو تشرع في كتابة فكرة أو تقرير، لتعرضه مكتوبًا أو شفويًا، فهذا الشعور رد فعل طبيعي لمواجهة المواقف غير المألوفة لدى كل الناس.
○ عندما يصعب عليك أن تكتب أفكارك حاول أن تقول ما تريد، وعبّر عنه بصوت مسموع، ثم اشرع بعد ذلك في الكتابة.
○ التواصل والنجاح
يعتمد نجاحك في المدرسة وفي الكلية وفي مواقع العمل على نجاحك فلتواصل الرسمي والجم 575;هيري. والنجاح في الكتابة أو الحديث يعتمد على مهارات يمكن أن يتعلمها كل شخص، ويتدرب عليها، ويمارسها. وعندئذ سوف يحس بالسرور والمتعة التي يشعر بها بعد عرض رياضي جيد أو مباراة ناجحة.
::: نجاحــك يتوقــف على مــدى قــدرتك على التـواصل بفــاعلــية :::