الاعتقاد السائد لدى كل شعوب العالم، وهو خاطئ، هو أن المرأة أكثر ميلاً للثرثرة، ونشر الإشاعات من الرجل، وهنالك مثل تردده كل الأمم، بعبارات قد تختلف من شعب لآخر، ولكن المعنى يظل واحدا وهو: “إذا أردت أن تحتفظ بسرك، فلا تعطه لامرأة”.
ويبدو أن الصورة تغيرت هذه الأيام، وصارت المرأة أكثر ميلا للسلوك الرجالي، والرجل أكثر ميلا للسلوك الأنثوي. فقد كشفت دراسة أعدها علماء النفس في جامعة فرجينيا عن أن الرجل أكثر ميلا للثرثرة، وأكثر اهتماما في نشر الإشاعات من المرأة، وأن السر قد يكون في بئر إذا التقطته أذنا امرأة، ولكنه حتما يكون على وجه الأرض، معروضا للجميع، إذا سمعه رجل.
وفي الدراسة، طلب الباحثون من مجموعة من النساء والرجال إعداد مذكرات بالإشاعات والأسرار التي تصل إلى مسامعهم، وأن يشرحوا مشاعرهم تجاهها، ومدى رغبتهم في نقلها إلى أصدقائهم. ورغم أن المشاركين من الجنسين اعترفوا أنهم يشعرون بشيء من السعادة لدى الحديث عن الفضائح، وأخطاء الآخرين، والعيوب في سلوكهم، فإن الباحثين اكتشفوا أن الرجال يستمتعون في مناقشة أحاديث من هذا النوع أكثر من النساء، كما تبين ان الرجال يميلون إلى التحدث عن هذه الأمور أكثر بكثير من النساء، وأنهم أكثر ( قسوة. ) !!
وشملت الدراسة ما يزيد على 1500 شخص من الجنسين، وتقول الدكتورة هولي هوم، التي أشرفت عليها: “اكتشفنا ان الرجال يشعرون بسعادة أكبر عندما ينتقدون تصرفات الآخرين، إذ إن ذلك يجعلهم يحسون بالتفوق، ويكشف للآخرين أنهم يعرفون الفرق بين الخطأ والصواب ( أكثر من غيرهم” ) !!.
وترى الدكتورة ريتا فولر أستاذة علم النفس المعروفة في نيويورك ان السبب الذي يجعل الرجال أكثر ميلاً للإشاعات أكثر تعقيدا من مجرد التباهي وإظهار التفوق، لأن جسم الرجل يفرز كمية من التستوستيرون تفوق الكمية التي يفرزها جسم المرأة، وهذا الأمر يجعله أكثر عدوانية وميلاً لإثارة المشاكل. وفي فترات ما قبل التاريخ، عندما كان قانون الغابة هو السائد، كان الرجال يتصرفون بدافع من نوازعهم، وردود فعلهم، وكان الواحد منهم يدخل في عراك مع الآخر قد لا ينتهي إلا بموت أحدهما، من أجل التنفيس عن غضبه، ولكن المجتمعات الحديثة ترفض هذا السلوك البدائي، والذين يلجأون إليه يتعرضون الى النبذ الاجتماعي، ومطاردة القانون، والعقاب، والسجن، ولذلك تعلم الرجال في مجتمعاتنا الحديثة التنفيس عن غضبهم شفهياً، بالكلام، وليس بالقوة الجسدية، وعندما تنتقد امرأة صديقة لها، أمام امرأة أخرى، وتقول: إن ذوقها في اختيار ملابسها غير جيد، فإنها تفعل ذلك لتعزيز روابطها مع المرأة التي تشاركها الحديث، على عكس الرجال، إذ عندما ينتقد رجل سلوك رجل آخر أمام صديق، فإنه في الواقع يستخدم اللغة كسلاح لإلحاق الأذى بالمنتَقَد، وتأكيد رجولته.
شيء آخر كشفت الدراسات فيه أن المرأة أكثر نضجاً من الرجل هو: إنها تحلل كل ما تسمعه، بعكس الرجل الذي يأخذ الأمور على علاتها في كثير من الأحيان. !!
موضوع: ♥► الثرثرة .. طبع الرجال .. أم .. عادة النساء ؟؟ ◄♥ 
السبت 05 نوفمبر 2011, 2:09 pm