صقر طيبة
عضو مبدع
الجنس : العمر : 46 طيبة الطيبة التسجيل : 08/09/2011 عدد المساهمات : 242
| موضوع: *¤!||!¤ ثقوب سوداء أم معارج للسماء؟!!! ¤!||!¤* الإثنين 12 سبتمبر 2011, 5:50 am | |
| ثقوب سوداء أم معارج للسماء؟!!!
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه ومن والاهم وإتبع هداهم...
ما برحت النجوم والأجرام السماوية تثير فضول الإنسان وتداعب خياله منذ غابر الأزمان. وذكرت بعض الآيات الكونية في القرآن العظيم كالشمس والقمر والنجوم وأفلاكها التي تسبح فيها بنظام دقيق تبارك الله أحسن الخالقين، وأبى الله سبحانه وتعالى إلا أن يتم نوره ويظهر آياته ومعجزاته فشاء سبحانه وتعالى أن يحيط بشئ من علمه على عباده، وتكفل سبحانه وتعالى بأن يريهم آياته في الآفاق، وتطور علم الفلك ودراسة ورصد النجوم والمجرات ومداراتها وقوانين الحركة والجاذبية ومسارات الأجرام في الكون التي ربطت ما بين كتلة الأجرام والمسافات بينها وشدة الجاذبية. فإذا ما علم أن كتلة الشمس تزيد على كتلة الأرض بما يقارب ( 333400 ) ضعف عرف السبب في دوران الأرض حول الشمس وليس العكس. فيما القمر هو الذي يدور حول الأرض لكون كتلته تقل عن كتلة الأرض حوالي 83 مرة. وتطور العلم وعرف الإنسان ضالته حينما تجلت له عظمة الخالق وقدرته حينما علم ضمن ما علم: · أن الأرض ما هي سوى كوكب يدور حول الشمس والتي هي بدورها واحدة مما يقدر بأربعمائة بليون شمس في مجرتنا المسماة " درب اللبانة " ( Milky Way )، والشمس تقع في أطراف تلك المجرة الهائلة الإتساع حيث تفصلها عن مركز المجرة مسافة ثلاثون ألف سنة ضوئية، فإذا ما علم أن ما يقطعه الضوء في الثانية الواحدة هو ( 300000 ) كيلومتر فإن ما يقطعه في ثلاثين ألف عام هو ما يفصلنا عن مركز مجرتنا. · أن مجرتنا بسعتها الهائلة وبما تحويه من بلايين الشموس وعشرات البلايين من الكواكب ما هي إلا واحدة من حوالي 100 بليون مجرة حسبما يقدر العلماء بما هو متاح لهم حالياّ من وسائل، في كون تتحدى مسافاته أبعاد استيعاب العلم البشري الحديث. · إن الأرض تدور حول الشمس بسرعة خارقة متوسطة مقدارها 108000 كيلومتر في الساعة الواحدة، والمجموعة الشمسية بما فيها الأرض تدور حول مركز المجرة بسرعة حوالي 720000 كيلومتر في الساعة، فإن كانت الأرض تكمل دورة واحدة حول الشمس في سنة واحدة فإن المجموعة الشمسية لا تكمل دورة كاملة حول مركز المجرة إلا في مائتين وأربعين ألف عام ( حوالي ربع مليون سنة ). فكأنما الأرض مركبة فضائية هائلة تتحرك بإتجاهين مختلفين بسرعات خارقة ( لم يصل لها الإنسان في إختراع المركبات الأرضية والفضائية ) متباينة إضافة لدورانها حول محورها، ولكننا لا نحس بتلك السرعات مثلما لا يشعر مسافر بسرعة الطائرة التي تقله، فتبارك الله تعالى أحسن الخالقين.
لغز الثقوب السوداء؟!!! خوارق الخالق تبارك وتعالى لا تعد ولا تحصى، واحدى تلك الخوارق ظاهرة طالما حيرت العلماء رغم ما يملكون من وسائل، فمن المعروف أن الكواكب والنجوم تنشأ من تكاثف الغبار والسديم مثلما جاء ذكره في القرآن العظيم فإن تكاثف الغبار تكونت الكواكب وإن تكاثفت الغازات تكونت النجوم التي ما هي إلا شموس تضئ بفعل احتراق تلك الغازات بكميات رهيبة!! ولكن ما ان ينفذ وقود تلك الشموس حتى تبدأ بالتهافت والإنخساف تحت ضغط هائل يسحق المادة إلى درجة تفوق التصور، فإن أمكن تخيل انسحاق عواصم مثل لندن وباريس إلى حجم لا يزيد عن رأس دبوس، وانسحاق الأرض وما عليها إلى حجم علبة كبريت أمكن تصور الكثافة الهائلة للكتل المنسحقة في تلك النجوم، وبما أن جاذبية الأجرام تتناسب مع ما تحتويه من كتلة ومدى كثافتها، فإن حقل جاذبية تلك النجوم هائلة إلى درجة لا تبتلع وتلتهم كل ما يقع ضمن ذلك الحقل من مادة وأجرام، بل حتى الضوء نفسه بسرعته المتناهية لا يستطيع الإفلات من تلك الجاذبية، لذا فلا يستطيع الإنسان أن يراها فأطلقوا على تلك النجوم الخفية مسمى الثقوب السوداء ( Black Holes )، و يعرف الثقب الاسود بأنه أحد أجرام السماء التي تتميز بكثافتها الفائقة وجاذبيتها الشديدة بحيث لا يمكن للمادة ولا لمختلف صور الطاقة ومنها الضوء أن تفلت من اسرها ويمكن أن تضغط الأرض فيها بحجم الكبريت, ويحد الثقب الاسود سطحا يعرف باسم أفق الحدث (The Event Horizon), وكل ما يسقط داخل هذا الأفق لا يمكنه الخروج منه, أو إرسال أية إشارة عبر حدوده. وقد أفادت الحسابات النظرية إلي إمكانية وجود مثل هذه الأجرام السماوية ذات الكثافات الفائقة والجاذبية الشديدة. ومن العجيب أن العلماء الغربيين يسمون هذه الثقوب السود تسمية مجازية عجيبة حين يسمونها بالمكانس العملاقة التي تبتلع( أو تشفط) كل شيء يقترب منها إلي داخلها ( Giant Vacuum Cleaners ) ، وقد فسر بعض علماء المسلمين مثل د. زغلول النجار أن الآية الكريمة ( فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ. الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) سورة التكوير تدل على الثقوب السوداء فهي خانسة غير مرئية وتكنس الفضاء. ولكن ما الذي يحدث للأجرام والمادة والنجوم إذا ما سقطت في بؤرة ذلك الثقب الأسود الرهيب؟ يحاول العلماء ومنهم العالم البريطاني " ستيفن هوكنج " أن يجيب وهو يحتل كرسي نيوتن في الرياضيات بجامعة كيمبردج ويعتبر حجة في الفيزياء النظرية والفلكية، فبعد بحث امتد لما يقرب من ثلاثة سنوات أصدر كتابه الأخير بعنوان " ثقوب سوداء وأكوان وليدة " ( Black Holes and Baby Universes ) قال في ما معناه " قد لا تكون الثقوب السوداء سوى ممرات دودية تقود إلى أكوان أخرى لا ينعدم فيها كل ما نعرفه من قوانين فيزيائية وكيميائية ورياضية وبيولوجية فحسب بل وينتفي الزمان والوقت كما نعرفه!!..." مما يعني بلغتنا الجميلة أن الثقوب السوداء قد لا تكون سوى معارج لسماء حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا زمان محسوب بل خلود في خلود... والله تعالى أعلم وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وأصحابه ومن والاه وإتبع هداه والحمد لله رب العالمين. | |
|