القاتل الصامت أحد مصادر البرمجة الخمسة واخطرها على الاطلاق .
لايخلوا اي شخص تقريبا من وجود حديث داخلي صامت بين الشخص ونفسه الانسان الناجح يكون حديثه ايجابيا وهذا لن نتطرق له وهناك من الناس من يكون خلاف ذلك ويصبح حديثمزعج وهذا الحديث يقودك الى حالة من السلبية والتشاؤم والنظرة السوداوية للحياة والمصيبة انه صديق حميم وناصح أمين لمعظم الناس رغم انه يسعى لتحطيمهم والتشكيك بقدراتهم والسعي الدائم للنيل منهم وتثبيطهم عن كل تقدم يقف لهم بالمرصاد والمصيبة انهم يستأنسوا بتوجيهاته ويسمعوا كلامه .
نضرب أمثلة للتقريب :
هل حصل أن اردت الخروج الى مناسبة اجتماعية أو حفلة سهرة وحضر لك الناصح الأمين وازعجك بتوجيهاته ونصائحه الذهبية وقال لك ليش لابس هذا اللبس ماتستحي على وجهك .
بعدين قلي هم اصلاً ما يحبون حضورك انت وجهك ، ياشيخ الله يرحم والديك ارجع احسن لك . واذا عاندته وما سمعت كلامه يقولك هااااه انتبه من كلامك تراك غبي ماتعرف تتكلم ولا تعرف تتصرف وانت خابر المواقف اللي حصلت لك في بيت أبو حمدان .
مثال آخر :
هناك فتاة مسكينة متجاوبة مع الصوت الداخلى يقولها انت سمينة مثل البالونة وشكلك بايخ وكل البنات رشيقات الا انت وجهك يادبه ...... شوية والمسكينة تلطم .
او يقولها انت نحيفة مثل العود لاتنكسري اذا سلموا عليك يامسلولة .
أو يقولها انت قصيرة وقزمة وشايفة نفسك .....ولابسه كعب كمان .
أو يقولها شعرك ماهو حلو......... ومسوية فيها استشوار الله يرحم حالك .
أو أو أو ...... لاينتهي وانت مصدقاه على الآخر ومتجاوبة معاه ليش ما تصفعيه كف علشان يخرس لكن انت بصراحة تحبيه وماتقدري على فرقاه صح والا لا .
وكمان يأتى على وصف المقارنات المدمرات والطامة انه انت دائماً الخاسر أحمد أذكى منك...طيب اتفقنا ولاتزعل ياعم تقول له و لكنني بالطبع أحسن من صالح يقول لك و لكن بندر أشطر منك .... مقارنات لا تعد و لا تحصى و النتيجة دائماً وابداً ضدك.. مرة واحد يقول قلت لهذا الصوت لما دوخني وحبيت اسكته .. و لكنني بالطبع على الأقل أنا أحسن من هذا الحمار .
يقول تعرف ايش قال لي ذلك الصوت : بالعكس الحمار مرتاح نفسياً أكثر منك .
مقارنات و مقارنات لا تحتاج لها.
تجلس في جلسه مع اصحابك و تخرج في نهايتها أنك قد قارنت نفسك بهم في جميع نواحي الحياة.. و النتيجة تسع طعش مقابل صفر.. حبيبي لاتحاول أنت الخاسر في جميع المقارنات..لا يقارنك إلا في نقاط ضعفك.. كلام لست بحاجة له.. و لكنه يكرره عليك و يكرره حتى تصاب بالجنون...
مثال آخر
طيب قريب لك مات من مرض معين هذا قدره اللي الله مقدره له ومكتوب عليه ... يجيك القاتل الصامت ... الا والا يموتك مثله ويبقي وراك وراك
والزمن طويل لما يجيب أجلك تقوله الله يرحم والديك سيبني بحالي دانا غلابان عاوز اعيش يقول لك هي الدعوة فوضي حتموت مثل قريبك وحتشوف كلامي منت مصدقني واذا جاءتك زكمة قالك هذي بدايتها صبرك علي شوي ماحسيبك ... وبعدين تعال انا قلت لك تستشيرني وتسمع نصائحي وتتجاوب معي .
أهم المواضيع التي يتطرق لها القاتل الصامت
صفاتك الخلقية تطرقنا لها .. مقارنتك مع الغير تطرقنا لها ..
قدراتك وامكانياتك
تريد عمل شيء معين و تضع الخطة وقبل التنفذ يأتيك هذا الصوت .. مثلاً :
تسجل بنادي أو تقرر المشي لتخفف وزنك يأتيك يشكك بقدراتك يا عم روح والله ما تقدر اتحداك تستمر تعب وطفش وحر وشمس ورطوبة وزحمة .
تقدم على عمل وقبل المقابلة الشخصية يقولك ياشاطر تفكر الاسئلة سهلة وبعدين اصلاً انت فاشل وعمرك مافلحت بشئ وفي ناس مقدمين اذكى منك وانت بصراحة ماتستاهل .
وهكذا دائماً يشكك بقدراتك وامكانياتك ويكرر عليك كلمات ماتقدر ماتستطيع ماتستحق آراء الآخرين بك فى هذه الحالة يأتيك الصوت الداخلي ويعطيك تقرير مفصل عما يعتقده ذلك الشخص المقابل لك .
فيقول لك القاتل الصامت (هذا الشخص) يعتقد انك غبي أونصاب أو متكبر أو متسرع أو مغرور فهنا تتصرف بناء على ماصوره لك ذلك الصوت مسبقاً . وهذا الامر يقع به معظم الناس حتى المتعمقين بعلوم تطوير الذات ، وهنا لا زلت أتذكر جملة كان يكررها الدكتور إبراهيم الفقي في دوراته دائماً وابداً ( رأيك في لا يهمني و رأيك في الآخرين تضييع لوقتي ) .. هكذا هو الصوت القاتل لا يجعلك تقابل الآخرين بنفسية مرتاحة و قلب أبيض ... بل يجعلك تعيش الشك و الارتياب منهم بل وتظلمهم احياناً ..
مثلاً تسأل زميلك ولم يجيبك ( لانه مشغول أو لم يسمعك ) يتدخل الصوت الداخلي ويقول لك هو ليه مطنشك وما يقدرك وهنا تبني احكامك على فعله بناءاً على الصوت الذي تستمع له بعناية فائقة وتظلم صاحبك المسكين ، التمس لاخيك سبعين عذر .
تطلعاتك للمستقبل
ربما هذا الصوت يجعل مستقبلك مأساة انت متجه نحوها وكارثة ستحل عليك فتتمنى أن الزمن يتوقف ويخيل اليك أن المستقبل سيكون اسود مظلم لامحالة فتتوقف عن كل تطوير يخدم حياتك .
هذا الصوت لاننتبه له مع العلم انه سبب معاناتنا مع التقدم والتطور والتغيير وأن هذا الصوت بحاجة الى مطرقة من الحجم الكبير ولكن المشكلة أن مصدر هذا الصوت من رؤوسنا لذا فالامر لايحتاج الى مطرقة بل الى أمر بسيط جداً فالآن معظمنا عرف ووعى أن هناك صوت قاتل داخل رؤوسنا نكرمه ونجله ونحترمه بل ونستشيره وفوق ذلك نسمع كلامه :
كل ماعلينا أن نبدأ بتغيير نوعيته وتحويله من حديث صامت سلبي إلى حديث صامت إيجابي في البداية ربما تكون هناك صعوبة ولكن مع العزيمة على التغيير والاصرار سنمارس ذلك بكل سهولة ويسر كيف !!!!
نعلم أن طرق التعلم اولاً تبدأ من خلال مرحلة الوعي كقيادة السيارة أو طهي الطعام تحتاج الى تركيز وانتباه بعد ذلك تتحول ممارستنا لما تعلمناه الى مرحلة اللاواعي بسبب المهارات التى كسبناها والآن مجرد معرفتك ووعيك لهذا الصوت وانه ممكن يؤثر على برمجتك تكون قطعت شوط كبير فى التخلص منه
الطريقة الأولى :
أن تتخيل أن هذا الصوت يخرج من مسجل معك .
و بمجرد سماعك لهذا الصوت .. تقوم مباشرة بضغط زر الإيقاف .. ( الا اذا كان حديث ايجابي ) .. مباشرة تسمع الصوت.. تضغط الزر......... تسمع ....... تضغط في البداية هناك صعوبة لانك تمارس التمرين من خلال العقل الواعي مثل تعلم قيادة السيارة أو الطبخ أو اي مهارة مع الاستمرار يكون التمرين سهل لانه يتم من خلال العقل اللاواعي .
انتبه قد يخدعك قبل ضغط زر التوقيف يقول لك توقف قليلاً لنتفاهم ..أنا أقول لك هذا الكلام علشان أحذرك.. وأنبهك.. وأحميك..من العواقب أستنى انتظر ...... إياك تعطيه فرصة أحذرك وأقول لك لا تستمع لهذا الكلام أبداً بمجرد أن يتحدث قم بالاقفال فوراً ضع قاعدتك هنا ........ قفل .... قفل .... أو الغي .... ألغي
الطريقة الثانية :
وهذه لمن لديه خبرة بعلم البرمجة وهي أن يتعامل مع الصوت كنميطات صوتية.. كأن يخفض الصوت.. أو يشوش الصوت.. أو يغير النبرة.. أويجعله صوت طفولي أو عجوز أو يسرع أو يبطيء الصوت.. و هكذا يتم التلاعب بنميطات الصوت حتى نفقده قوته..
فمن أراد التخلص من هذا الصوت المزعج والمحبط والمانع من التقدم والتطوير فليطبق التمرين ويخبرنا بالنتائج وبالتأكيد من يستطيع السيطرة فقد ازاح حاجز كبير ومهم في سبيل تطوير ذاته .