الفيروزي
عضو ذهبي
الجنس : العمر : 38 المدينة المنورة التسجيل : 30/09/2011 عدد المساهمات : 706
| موضوع: ۞ ~ْ :. فتن كمواقع القطر .: ْ~ ۞ الإثنين 31 أكتوبر 2011, 7:34 am | |
|
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
۞ ~ْ :. فتن كمواقع القطر .: ْ~ ۞
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
إنها تموج موج البحر وهي كالقطر وهي كالحيات وهي كقطع الليل المظلم ، بسببها يبدل الإنسان دينه ، هكذا شبه النبي صلى الله عليه وسلم الفتن ، فقد فصلها ووضحها وحذّر منها وبيّن علاماتها وكيفية المخرج منها.
الفتنة هي الابتلاء والاختبار فكل قول أو فعل يضعف الإنسان في دينه أو يصده عنه فهي فتنة وما أكثر الصوارف عن الحق فيقال فلان مفتون - فُتِنَ عن دينه .
والفتنة : هي كل أمر مكروه أو آيل إلى مكروه ؛ كالإثم والكفر والقتل والفضيحة , وسائر البلاء والمحن .
ولها معانٍ كثيرة في القرآن منها :
أنها تطلق على الشرك { وَالفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتْلِ }[البقرة/ 191] و { وَقَاتِلُوهُمْ حَتّىَ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ } [الأنفال 39]
وتطلق على الكفر { ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ }[آل عمران : 7]
إذا نزلت الفتنة عميت البصائر والعقول كما قيل : يقضى على المرء في أيام محنته ** حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الفتن وأمرهم بالتعوذ منها؛ فقال صلى الله عليه وسلم : ( تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن )
ومما يعظم شأن الفتنة أنها إذا وقعت أدت إلى اختلاف العقول واختلال الموازين , فتطيش بسببها العقول , وتسلب الألباب , ويحتار منها أولوا الألباب.
قال الله تعالى ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) [ الأنفال الآية 25]
وقال تعالى ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) [الأنبياء الآية 35]
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
والفتنة إذا وقعت لم يميز المرء بسببها الحق من الباطل ولا الخطأ من الصواب؛ لاشتباه الأمور , وكثرة تزويق الباطل حتى يقدم بصورة الحق ؛ وهذا من أعظم الفتن التي تحير أولي العقول والنهى , سئل حذيفة رضي الله عنه : أي الفتن أشد ؟ قال : أن يُعرَض عليك الخير والشرّ فلا تدري أيهما تركب ، وقد لا يميز المرء الفتنة حين تقبل عليه فيسارع إلى الخوض فيها ويكون جزءاً منها, فإذا انقشعت تبين له أنه سقط في الفتنة.
عن زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها قالت ( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فزعا محمرا وجهه يقول : ( لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح من اليوم من ردم يأجوج مثل هذه وحلق بإصبعين الإبهام والتي تليها، قالت : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم ، إذا كثر الخبث ) رواه البخاري
وعن أسامة رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أشرف على أطم من آطام المدينة ثم قال : هل ترون ما أرى ؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر ) رواه البخاري
وعن كرز بن علقمه الخزاعي قال : سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم : هل للإسلام من منتهى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام . فقال ثم ماذا ؟ قال : ثم تقع الفتن كالظلل فقال الرجل كلا والله إن شاء الله ، قال بلى والذي نفسي بيده لتعودن فيها أساود صُبّا يضرب بعضكم رقاب بعض ) رواه أحمد بإسناد صحيح
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت ( استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فزعا مرعوبا يقول : سبحان الله ماذا فتح الليلة من الخزائن وماذا أنزل من الفتن من يوقظ صواحب الحجر يريد أزواجه لكي يصلين رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة ) رواه مسلم
وعن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( العبادة في الهرج كهجرة إليّ ) رواه مسلم
وجاء في صحيح الترمذي بإسناد صحيح ( أن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده)فالفتنة إذا عمت هلك الكل وذلك عند ظهور المعاصي وانتشار المنكر وعدم التغيير
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
وترجع هذه الفتن بكل أنواعها إلى قسمين رئيسيين : الأول : فتنة الشبهات . والثاني : فتنة الشهوات .
أما فتنة الشبهات : كالتشكيك في الدين ، والوقوع في الشرك أو البدع ، أو اختلاط الأمر على الإنسان فلا يميز بين الحق والباطل والمباح والمحرم ، وغير ذلك فهذه فتنة الشبهات ، ودواءها كما سوف يأتي بتعلم العلم وسؤال أهل العلم فبالعلم تزال كل الشبهات .
وأما فتنة الشهوات : وهي الغالبة كالافتتان بالنساء أو بالمال الحرام أو بالمنصب أو بالجاه ومن الفتن التي من قبيل الشهوات : الظلم والبغي والتعدي على العباد بغير حق ، وغير ذلك من فتن الشهوات. ودواء هذا النوع من الفتن : اليقين بوعد الله ووعيده .
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
والفتن تتفاوت في درجاتها وقوتها , فمنها فتن شديدة مظلمة ، ومنها فتن صغيرة , وقد تنوعت الفتن التي حلت في هذه الأمة في أمر دينها ودنياها , وكلما تقدم الزمن فإذا بالفتن تنتشر وتقوى ، قال الزبير بن عدى : ( أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج , فقال : اصبروا , فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده أشرّ منه حتى تلقوا ربكم , سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم ).
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
وقد جعل الله عز وجل لخروج الفتن وفتح بابها على الناس علامة ظاهرة تتمثل بموت عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فقد كان عمر رضي الله عنه هو الباب الفاصل بين الناس وبين وقوع الفتن ، فلما قتل شهيداً انكسر الباب كسراً شنيعاً , وانفتحت على الناس أنواع الفتن والبلايا , وقد جاء رجل إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه فقال : يا أبا سليمان اتق الله , فإنَّ الفتن ظهرت , فقال : أما وابن الخطاب حي فلا , إنما تكون بعده , فينظر الرجل فيفكر هل يجد مكاناً لم ينـزل به مثل ما نزل بمكانه من الفتنة والشر فلا يجد, فتلك الأيام التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يدي الساعة أيام الهرج ) .
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه
عن الزبير بن عدي قال أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال ( اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري في صحيحه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يتقارب الزمان وينقص العلم ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج، قالوا يا رسول الله أيم هو ؟ قال " القتل القتل " )أخرجه البخاري ومسلم
ولا تزال الفتن تموج بالناس حتى تجعل الحليم حيراناً , ويضعف الدِّين حتى يعود الدين غريباً , ويبحث المسلم الصادق عن مكان يعبد الله فيه فلا يجد ذلك إلا بشق الأنفس ، ولا يكاد يظفر بمطلوبه , فتضيق عليه الأرض بما رحبت , وتزيغ الأبصار وتبلغ القلوب الحناجر خوفاً على دينها من الضياع , وتجده يقلِّب بصره ليجد مكاناً خلا من الفساد فلا يكاد يجده ، وهذا من أعظم الفتن على المسلم , وأشد ما يضعف دينه ؛ وتنهار بسببه قواه .
قال خالد بن الوليد رضي الله عنه : ( الفتنة أن تكون في أرض يُعمل فيها بالمعاصي , وتريد أن تخرج منها إلى أرض لم يُعمل فيها بالمعاصي فلا تجدها ) .
فلله نشكو ما نحن فيه من غربة الدِّين وضعفه في قلوب أهله وكثرة المحاربين له من أمم الكفر الداعين إلى الانحلال والفجور في كل زاوية من زوايا المعمورة , وتكريس جهودهم على بلدان المسلمين ليغرقوهم بالشهوات , وكلما رأوا بلداً أكثر تمسكاً بالأخلاق , كلما كان الضرب عليه أكبر ، وتوجيه السهام أشد وأشد ، ويجدون من يعينهم على تحقيق أهدافهم ممن يلبسون لباس أهل الإسلام ومن أهل جلدتهم ويتسمون بأسمائهم ؛ وهم أشد خبثاً ومكراً { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }[لأنفال:30] .
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
أسباب الفتن والمحن والبلاء
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لم تظهر الفاحشة في قوم إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ولا نقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله ولا عهد رسوله إلا سُلط عليهم عدوهم فأخذهم بعض ما كان في أيديهم، وإذا لم يحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ) أخرجه ابن ماجه ، وصححه الألباني
وقال عطاء الخراساني : إذا كان خمس كان خمس ، إذا أُكل الربا كان الخسف والزلزلة ، وإذا جار الحكام قحط المطر ، وإذا ظهر الزنا كثر الموت ، وإذا منعت الزكاة هلكت الماشية وإذا تُعدي على أهل الذمة كانت الدولة
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا مشت أمتي المطيطا وخدمها أبناء الملوك : فارس والروم سلط شرارها على خيارها) أخرجه الترمذي ، وصححه الألباني
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم ؟ قال عبدالرحمن بن عوف : نكون كما أمر الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو غير ذلك ، تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتباغضوا أو نحو ذلك ثم تنطلقون في مساكن المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض ) رواه مسلم
وأخرج ابن ماجه عن اسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما أدع بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) وأخرجه البخاري ومسلم أيضا
وعن كعب بن عياض قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي في المال ) رواه الترمذي بإسناد صحيح
ولا يزال البلاء يشتد على المؤمن وتستحكم عليه الغربة حتى يأتيه زمن يغبط فيه صاحبَ القبر على موته ويتمنى أنْ لو كان مكانه.
قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: ياليتني مكانه ).
قال أبو ذر رضي الله عنه : يوشك أن تمر الجنازة في السوق على الجماعة فيراها الرجل فيهز رأسه , فيقول : يا ليتني مكان هذا , قلت : يا أبا ذر ، إنَّ ذلك لمن أمرٍ عظيم , قال : أجل.
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
أما أصناف الذين يفتنون عن الحق فهم : 1.الشياطين حيث قال الله عن الشيطان أنه قال ( ولأضلنهم) وقال الله في الحديث القدسي ( أني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين فأخرجتهم عن دينهم )
2.الكفار بنشر الشبهات ضد الإسلام والشهوات ضد المسلمين ولذا كان من دعاء المؤمنين ( ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) أي لا تسلطهم علينا فيصدونا عن الدين
3.الإنسان قد يفتن نفسه بأن يوقعها ويردها مواطن الفتن فيدخل مواقع الشبهات والمناظرات أو يقرأ في التوراة والإنجيل أو يحاور الملاحدة أو يستمع لأهل البدع وهو لا يملك العلم الشرعي أو ينظر في المحرمات والنساء ويطلق بصره ، وكم نظره أوقعت في قلب صاحبها العلل والفتن
ففيك الداء ومنك الدواء فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }[الصف:5]. { بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ }[القيامه 14-15].
4. هي الدنيا تقول بملء فيها ** حذار حذار من بطشي وفتكي فالدنيا على أنها دنية إلا أنها فتنة وتدل على ضعف ابن آدم فهي / طبعت على كدر وأنت تريدها *** صفواً من الأقذاء والأكدار فهي إن حَلَّتْ أَوْحَلَتْ وَأَمْحَلَتْ وإن كَسَتْ أَرْكَسَتْ ، وإن أَعْطَتْ أَعْطَبَتْ.
لأجل الدنيا يعق والديه ويقطع رحمه في خلاف على حفنة من تراب أو أعلاف أو قطيع من الغنم ، وترى الإنسان يركض للدنيا ويسارع فيها مع أن الله قال لنا في أمر الآخرة ( وسارعوا ... ) ( وسابقوا .. ) ( فاسعوا إلى ذكر الله )
وأما الدنيا فقال ( فامشوا في مناكبها) ومع هذا نتباطأ عن الآخرة ونلهث خلف الريال ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تَعِسَ عبدالدينار تعس عبدالدرهم) فسماه عبداً تعيساً بئيساً ربما ترك دينه وأهمل نفسه وأولاده وصلاته.
ومشاغل الدنيا لا تنتهي ولو خرج أهل القبور للدنيا لرجعوا إلى أعمالهم ومكاتبهم ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الدنيا واتقوا النساء ) وقال ( إن الدنيا حلوة خضرة وأن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون )
ومن مواضع الفتنة بالدنيا أن يظن البعض أن إقبال الدنيا على الإنسان دليل رضا الله عنه ( وما أموالكم .. ) ( ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ..) فالخضرة والنضرة والتقدم عند الكفار هذا من تعجيل الطيبات في الدنيا بل هي حسناتهم المعجلة لكن يوم القيامة ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل .. ) ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة .. ) وأكثر الأنبياء وأتباعهم فقراء فلا يعني أن الدنيا محل رضا الله إلا من عرف حق الله فيها وتقرب بها إلى الله ونعم المال الصالح للعبد الصالح ، كإبراهيم وسليمان عليهما السلام ومثل أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
اعلم عبدالله أن الله مقلب القلوب فاسأله أن يثبتك على الحق لأنك ضعيف فتسمع بمن ترك دينه أو نكص على عقبيه وأنت لا ملجأ لك ولا منجا إلا الله , واعلم أنك لن تستطيع المحافظة على نفسك ودينك إلا بأمر الله.
إذا لم يكن عون من الله للفتى ** فأول ما يجني عليه اجتهاده
فقد كان عليه الصلاة والسلام يكثر من قوله ( يا مقلب القلوب .. ) وكان إذا خرج من بيته قال ( اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل .. ) وكان يقول صباحاً ومساءً ( وأعوذ بك أن أقترف على نفسي سوءًا أو أجرّه إلى مسلم .. )
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
وإن مما يحفظ من الفتن : الحرص على طلب العلم الشرعي ومجالسة أهل العلم والانتفاع بهم وأخذ آراءهم. ومن أعظم الأسباب التي تدفع الفتن عن العبد ، لزوم الدعاء لله والاستعانة بالله رب العالمين أنْ يثبت قلبه وأن يقيه شر الفتن ما ظهر منها وما بطن ، قال صلى الله عليه وسلم : ( تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ).
ومن الوسائل المنجية من الفتن الابتعاد عنها , فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الدجال وهو أعظم فتنة فأمر بالفرار منه فقال صلى الله عليه وسلم : ( من سمع بالدجال, فلينأ عنه, فو الله إنَّ الرجل ليأتيه وهو يحب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به الشبهات ).
فينبغي للمسلم أنْ يعالج كل ما يرى أنه فتنة له بهذا العلاج النبوي , ولا يجعل دينه ساحة تجارب.
ومما يدفع المسلم الفتن مبادرتها بالأعمال الصالحة فيكثر من أعمال البر التي تكون له زاداً عند حلول الفتن الخاصة والعامة , قالت أم سلمة رضي الله عنها : ( استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة يقول : سبحان الله, ماذا أنزل الله من الخزائن , وماذا أُنزِل من الفتن ؟ من يوقظ صواحب الحجرات - يريد أزواجه - كي يصلين ؟ ربَّ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة ) .
وهذا فيه الندب والتضرع عند نزول الفتنة ولا سيما في الليل لرجاء وقت الإجابة لتُكتشف أو يسلم الداعي ومن دعا له.
ومما تدفع فيه الفتن الاجتهاد في إصلاح الناس ودعوتهم إلى الله عز وجل بالعلم الشرعي المستمد من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على فهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين , لأنهم أعمق الناس فهماً , وأصدقهم لهجةً وحكماً , وأثبتهم ديانةً وعلماً.
فالاجتهاد في إصلاح الناس في عقيدتهم وأخلاقهم وسلوكياتهم مما يحقق الأمن في المجتمعات ويدفع عنها فتن الدين والدنيا ؛ ومخالفة الناس لأمر الله تعالى وتعدي حدوده كفيل بأنْ تحل بهم الفتن الظاهرة والباطنة في الدين والدنيا ؛ قال تعالى : { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) }[يونس] .
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
اللهم ثبتنا على الحق حتى نلقاك وأنت راضٍ عنّا .. اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن .. اللهم توفنا وأنت راضٍ عنا.
◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙◙
| |
|
الشبح
عضو فضي
الجنس : العمر : 36 كوكب الأشباح التسجيل : 06/09/2011 عدد المساهمات : 512
| موضوع: رد: ۞ ~ْ :. فتن كمواقع القطر .: ْ~ ۞ السبت 11 فبراير 2012, 10:13 am | |
| | |
|