الجنس : العمر : 49 المدينة المنورة التسجيل : 21/10/2011عدد المساهمات : 313
موضوع: ~¤¦¦§¦¦¤~ الحكمه من إخفاء ساعة الموت ~¤¦¦§¦¦¤~ الأحد 30 أكتوبر 2011, 7:01 pm
~¤¦¦§¦¦¤~ الحكمه من إخفاء ساعة الموت ~¤¦¦§¦¦¤~
قال تعالى : { وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } [ق:19]
الحمد لله الذي كتب على عباده الموت والفناء، وتفرد سبحانه بالحياة والبقاء، والصلاة والسلام على من ختمت به الرسل والأنبياء وعلى آله وأتباعه إلى يوم اللقاء
فإن الموت لا ريب فيه ، ويقين لا شك فيه
فمن يجادل في الموت وسكرته؟! ومن يخاصم في القبر وضمته؟! ومن يقدر على تأخير موته وتأجيل ساعته؟ ولماذا التسويف والغفلة وأنت تعلم أن الموت يأتي بغتة؟!
هل تفكرت أخي المسلم ، أختي المسلمة ما هي الحكمة التي أرادها الله عزوجل من إخفاء موعد الموت ؟
ولماذا لم يبين لنا موعد وفاة كل منا ؟؟
نحن نؤمن بالموت و نعلم انه حق وان كل نفس ذائقة الموت وان كل من عليها فان ولا يبقي الا وجه ربنا ذو الجلال والاكرام
قال تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ}
قال تعالى : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ, وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }
لقد وضع الله سبحانه وتعالى من خصائص الموت ما يجعل الإنسان يفيق من غرور وجاه الدنيا ويذكره بقدرة الله سبحانه وتعالى , فأخفى الله موعد الموت .. لماذا ؟؟
فتعالوا معا نتعرف الى هذه الحكمة العظيمة التي أرادها الله عزوجل في إخفاء موعد الموت
لقد وضع الله سبحانه وتعالى من خصائص الموت ما يجعل الإنسان يفيق من غرور وجاه الدنيا ويذكره بقدرة الله سبحانه وتعالى , فأخفى الله موعد الموت .. لماذا ؟
حتى يتوقعه الإنسان في أية لحظة .. فكلما اغتر تذكر انه قد يفارق الدنيا بعد ساعة أو ساعات فرجع عن غروره , ورجع إلى الله سبحانه وتعالى .
قال تعالى : { كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ }
ولو كان الله قد أعلم كلا منا بأجله وعصينا الله .. وطغينا في الحياة .. وظلمنا الناس .. ثم نتوب ونستغفر قبل موعد الأجل بأشهر .. في هذه الحالة تنتفي الحكمة من الحياة .
وإخفاء الله سبحانه وتعالى موعد الموت هو إعلام به .. ذلك أن إخفاء الموعد يعني أن الإنسان يتوقع الموت في أي لحظة .. ولذلك فإنه إذا كان عاقلا تكون عينه على الدنيا , وعينه الأخرى على الآخرة .. فإذا ارتكب معصية فهو لا يعرف هل سيمد الله أجله إلى أن يرتكب المعصية ويتوب .. أم أن أجله قد يأتي وقت ارتكاب المعصية , فلا يجد الوقت للتوبة .
وما يقال عن المعصية يقال عن العمل الصالح .. فلو أن موعد الموت معلوم .. لأجل الإنسان العمل الصالح إلى آخر حياته .. ولكن الله يريد أن يكون الصلاح ممتدا طوال الزمن ولذلك أخفى موعد الموت .. ليعجل الناس بالأعمال الصالحة قبل أن يأتي الأجل .. فكان إخفاء الموعد فيه رحمة من الله للبشر .. رحمة بأن يخافوا المعصية أن تأتي مع الأجل .. ورحمة بأن يسارعوا في الخيرات حتى لا يفاجئهم الأجل
أيها المغتر بطول صحته أما رأيت ميتا قط من غير سقم؟ أيها المغتر بطول المهلة أما رأيت مأخوذا من غير عدة ؟ إنك لو فكرت فى طول عمرك لنسيت ما تقدم من لذاتك أبالصحة تغترون؟ أم بطول العافية تمرحون؟ أم للموت تأمنون؟ أم على ملك الموت تجترؤون؟ عجباً لغفلتنا !! في هذه الحياة مع كثرة العبر والمواعظ، يضحك أحدنا ملء فيه ، ولعل أكفانه عند القصّار ينسجها، ويلهو ويلعب وربما ملكُ الموت واقف عند رأسه يستأذن ربه في قبض روحه ، يخيّل إليه أنه مقيم مغتبط وهو راحل مفتقد، يساق سوقاً حثيثاً إلى أجله ، الموت متوجه إليه والدنيا تطوى من ورائه ، وما مضى من عمره فليس براجع عليه، كم ودعنا من أب وأم ، وكم نعينا من ولد وبنت ، وكم دفنا من أخ وأخت. ولكن أين المعتبرون؟