™©~®}-{ من دعاء الصالحين }-{©~®™
دعاء الخضر عليه السلام :
((بسم الله ما شاء الله و لا قوة إلا بالله . ما شاء الله كل نعمة من الله . ما شاء الله الخير كله بيد الله . ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله)).
وورد من دعائه عليه السلام:
"اللهم كما لطفت في عظمتك دون اللطفاء وعلوت بعظمتك على العظماء, وعلمت ما تحت أرضك كعلمك بما فوق عرشك, وكانت وساوس الصدور كالعلانية عندك, وعلانية القول كالسر في علمك,وانقاد كل شيء لعظمتك, وخضع كل ذي سلطان لسلطانك, وصار أمر الدنيا والآخرة كله بيدك,اجعل لي من كل هم أصبحت أو أمسيت فيه فرجاً ومخرجاً, اللهم إن عفوك عن ذنوبي,وتجاوزك عن خطيتي,وسترك على قبيح عملي,أطمعني أن أسألك مالم أستوجبه منك مما قصرت فيه,أدعوك آمناً,وأسألك مستأنساً,وإنك المحسن إلى, وأنا المسيء إلى نفسي فيما بيني وبينك, تتودد إلى بنعمتك,وأتبغض إليك بالمعاصي,ولكن الثقة بك حملتني على الجراءة عليك,فعد بفضلك وإحسانك على,إنك أنت التواب الرحيم, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وعن محمد بن يحيى قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه بينا أنا أطوف بالبيت إذ أنا برجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول يا من لا يشغله سمع عن سمع يا من لا يغلطه السائلون يا من لا يتبرم بإلحاح الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك قال قلت دعاءك هذا عافاك الله قال لي وقد سمعته قلت نعم قال فادع به في دبر كل صلاة فوالذي نفس الخضر بيده لو أن عليك من الذنوب عدد نجوم السماء وحصى الأرض لغفر الله عز وجل لك أسرع من طرفة عين.
دعاء الحسن البصري كما نقله ابن القيم :
الحمد لله اللهم ربنا لك الحمد بما خلقتنا ورزقتنا ، وهديتنا وعلمتنا ، وأنقذتنا وفرجت عنا ، لك الحمد بالإيمان ، ولك الحمد بالإسلام ، ولك الحمد بالقرآن ، ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة ، كبت عدونا ، وبسطت رزقنا ،وأظهرت أمننا ، وجمعت فرقتنا ، وأحسنت معافاتنا ، ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا ، فلك الحمد على ذلك حمداً كثيراً ، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث ، أو سر أو علانية ، أو خاصة أو عامة ، أو حي أو ميت ، أو شاهد أو غائب ، لك الحمد حتى ترضى ، ولك الحمد إذا رضيت ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
ومما ورد من أحوال الصالحين في الدعاء:
أن المدينة قحطت وغاب عنها المطر وكان بها رجل صالح لازم لمسجد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما هم في دعائهم إذ جاء رجل عليه طمران خلقان فصلى ركعتين وأوجز فيهما ثم بسط يديه فقال يا رب أقسمت عليك إلا أمطرت علينا الساعة فلم يرد يديه ولم يقطع دعاءه حتى تغشت السماء بالغيم وأمطروا حتى صاح أهل المدينة من مخافة الغرق فقال يا رب إن كنت تعلم أنهم قد اكتفوا فارفع عنهم فسكن وتبع الرجل صاحب المطر أحد الصاليحن حتى عرف منزله ثم بكر عليه فخرج إليه فقال إني أتيتك في حاجة قال وما هي قال تخصني بدعوة قال سبحان الله أنت أنت وتسألني أخصك بدعوة قال ما الذي بلغك قال ما رأيت قال ورأيتني قال نعم قال أطعت الله فيما أمرني ونهاني فسألته فأعطاني.
دعاء أبي معلق :
عن أنس بن مالك قال كان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار يكنى أبا معلق وكان تاجرا يتجر بماله ولغيره يضرب به في الآفاق وكان يزن بسدد وورع فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح فقال له ضع ما معك فإني قاتلك قال ما تريد إلى دمي شأنك بالمال فقال أما المال فلي ولست أريد إلا دمك قال أما إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات قال صل ما بدا لك قال فتوضأ ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه في أخر سجدة أن قال يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما يريد أسألك بعزك الذي لا يرام وملكك الذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص يا مغيث أغثني يا مغيث ثلاث مرار قال دعا بها ثلاث مرات فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة واضعها بين أذني فرسه فلما بصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ثم أقبل إليه فقال قم قال من أنت بأبي أنت وأمي فقد أغاثني الله بك اليوم قال أنا ملك من أهل السماء الرابعة دعوت بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء فعقعة لم ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي دعاء مكروب فسألت الله تعالى أن يوليني قتله قال أنس رضي الله عنه فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أو غير مكروب.
الدعاء والنجاة من القيود :
أن الحجاج بن يوسف قد طلب رجلاً فأتي به وأمر به فقيد بقيود كثيرة وأمر الحرس فأدخل في ثلاثة أبيات وأقفلت عليه وقال إذا كان غدوة فاتوني به قال فبينا أنا مكب على وجهي إذ سمعت مناديا ينادي في الزاوية يا فلان قلت من هذا قال ادع بهذا الدعاء قلت بأي شئ أدعو قال قل يا من لا يعلم كيف هو إلا هو يا من لا يعلم قدرته إلا هو فرج عني ما أنا فيه قال والله ما فرغت منها حتى تساقطت القيود من رجلي ونظرت إلى الأبواب مفتحة فخرجت إلى صحن الدار فإذا الباب الكبير مفتوح وإذا الحرس نيام عن يميني وعن شمالي فخرجت حتى كنت بأقصى واسط فلبثت في مسجدها حتى أصبحت. من كتاب الهواتف لابن أبي الدنيا
الإلحاح في الدعاء :
عن عبيد الله الجزري قال ألح رجل ذات ليلة على الدعاء فهتف به هاتف يا هذا قل يا سامع كل صوت يا بارئ النفوس بعد الموت ويا من لا تغشيه الظلمات ويا من لا تشتت عليه الأصوات ويا من لا يشغله صوت عن صوت قال فما دعوت الله عز وجل قط بهذا الدعاء إلا استجاب لي.
الدعاء رفيق السفر :
عن الحسن بن أبي مريم عن شعبة بن أبي الروحاء الحمال قال خرجت من الكوفة وأنا أريد المغيثة في نحو من ستين سنة قال وكان الطريق إذ ذاك مخوفا فأتيت العذيب فقال أهله أين تريد قلت المغيثة قالوا إنه لم يمر بنا منذ ثلاثة أيام أحد يذهب ولا يجئ وإنا نخاف عليك فهذا الليل قد اقبل قال قلت لا لا أجد بدا من المضي قال فخرجت من العذيب قال وذلك عند المغرب فسرت أميالا قال وجاء علي الليل وأنا على قعود لي فبينا أنا كذلك إذا أنا بشخص يريدني فاستوحشت منه ثم دنوت فسمعته يقرأ القرآن قال فسلمت فرد علي وقال ما يحملك على التوحيد قلت طلب الخير قال إن طلبت الخير فخير قال قلت من أنت رحمك الله قال أقبلت من المصيصة وأنا أريد البصرة ثم هذا وجهي من البصرة قال ثم قال لي أراك ذعرت قال قلت أجل قال أفلا أدلك على سر إذا أنت قلته آنست إذا استوحشت وأهتديت عن به إذا ضللت ونمت إذا أرقت قال أي والله فعلمني رحمك الله قال قل بسم الله ذو شأن عظيم البرهان شديد السلطان كل يوم هو في شأن لا حول ولا قوة إلا بالله فلم يزل يرددهن حتى حفظتهن قال ثم عدل شيئا عن الطريق كأنه يبول أو يقضي حاجة وتفاج الجمل فبال فذهبت أنظر فلم أر شيئا قال فاستوحشت وحشة شديدة بعد ما كنت قد أنست به قال ثم ذكرت الكلمات فقلتهن قال فآنست قليلا ورجعت إلى نفسي
من كتاب الهواتف لابن أبي الدنيا
بكر العابد وغريب يعلمه الدعاء:
حدثني أبو عبد الله محمد بن خلف صالح التميمي وكان عابدا قال قال بكر العابد حججت فلما صرت إلى خراب المدينة إذا بشخص شيخ حسن الهيئة طيب الريح شديد بياض الثياب فلما دنوت منه قال لي يا بكر قل قلت ما أقول قال قل يا عظيم يا واسع المغفرة يا قريب الرحمة يا ذا الجلال والإكرام اجعلنا من أهل العافية في الدنيا والآخرة ثم لم أره
الغلام المؤمن نجى بدعائه من كيد أعداء الله:
لقد مكر به أعداء الله, وأرادوا قتله والقضاء على دعوته لعبادة رب واحد سبحانه فكان في كل مرة يشهر في وجه أعداء الله سلاحه - الدعاء - فها هو كلما كادوا له دعا الله "اللهم اكفنيهم بما شئت" فينقلب المكر ويحيق بهم ويعود مرة أخرى إلى قومه سالماً.
الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة :
وها هم هؤلاء الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة وأغلقت باب الغار, يرفعون أيديهم إلى القريب المجيب يتضرعون بأعمالهم الصالحة ويسألون الله كشف الغمة وأن أحدهم دعا بصالح أعماله فانفرج جزء من الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها، فانتفع الجميع بدعوة المخلص الواحد، ثم تكرر الدعاء من صاحبيه وكل مرة ينفرج جزء من الصخرة، وكان الانتفاع يعم الجميع، حتى خرج الجميع من الغار.
الغضائري أدركته دعوة الصالح السري السقطي:
قال أبو اسحاق الجبيلي: قدمت على علي بن عبدالحميد الغضائري، فوجدته أفضل خلق الله عبادة، وأكثرهم مجاهدة، وكان لا يتفرّغ من صلاته آناء ليله ونهاره، فانتظرت فراغه. فلم أصبه ولا وجدته.
فقلت له: انّا قد تركنا الآباء والأمهات والأهلين والأوطان والبنين والبنات بالراحلة اليك، فلو تفرّغت ساعة تحدثنا بما آتاك الله من العلم.
فقال: أدركني دعاء الشيخ الصالح سريّ السّقطي رضي الله عنه، جئت إليه وقرعت عليه الباب، فسمعته يقول قبل أن يخرج إلي مناجيا: اللهم من جاءني يشغلني عن مناجاتك، فأشغله بك عني، فما رجعت من عنده، حتى حبّبت اليّ الصلاة والشغل بذكر الله تعالى، فلا أتفرّغ الى شيء سواه، ببركة ذلك الشيخ.
قال أبو اسحاق: فرأيت كلامه يخرج من قلب حزين، وهم كمين، والدمع يسابقه رضي الله عنه