۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرتق و الفتق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الزاهد

عضو مبدع  عضو مبدع
الزاهد


الجنس : ذكر
العمر : 49
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 21/10/2011
عدد المساهمات : 313

الرتق و الفتق  Empty
مُساهمةموضوع: الرتق و الفتق    الرتق و الفتق  Icon_minitimeالثلاثاء 25 أكتوبر 2011, 9:03 pm



إنها قضية من أعقد القضايا. شغلت ولاتزال تشغل عقول البشر. شغلت العلماء والفلاسفة علىمر التاريخ. إنها قضية أصل الكون؛ بأرضه وسماواته, وما بينهما. والقضية ربما لا تحتل جزءاًَ كبيرا من تفكير المؤمنين بالله؛ لأنهم يقينا يؤمنون أن وراء الكون إلهاً جاءت منه بداية كل شيء, وإليه تنتهي نهاية كل شيء. ولكن القضية تشغل الذين كفروا شغلاًكبيراًلسببين: السبب الأول أنهم مرتابون في وجود الله, ولكن وجود الله أكبر من أن ينكر لأنه الفطرة التيلا يستطيعون أن يطمسوها, فيحاولون كمن قتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر, ثم عبس وبسر. لعلهم يقنعون أنفسهم المريضة أنهلا توجد بداية للكون, ولا توجد له نهاية. ومن ثم يركنون إلي هواهم المريض, الذي يزين لهم أن الإله غير موجود(مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا( (الكهف: .5)
أما السبب الثاني أنهم يبحثون عن الحقيقة لعلهم يؤمنون. ومن ثم يجب أن نتدبر فاصلة "نهاية الآية التي هي مناط حديثي" الآية 30 من سورة الأنبياء وفيها يقول الحق تبارك وتعالي: ((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)). وفي الآية السابقة استفهام إن وخبر.

الاستفهام الأول:أو لم ير الكفار فتق الرتق؟.

والثاني :أما آن لهم بعد أن رأوا فتق الرتق أن يؤمنوا؟ أما الخبر فهو أن الماء حياة كل شيء حي وأساس كل شيء حي.
والعجيب من أمر الجهلاء المتعالمين. أنهم يقرون البحث في الخبر وينكرون البحث في الاستفهام متعللين بأنهم يحفظون للقرآن جلاله وقدسيته. لأنه كتاب هداية لا كتاب علم. وهم دون أن يعلموا خاصة في القضية التي نحن بصددها يهدمون العقيدة. لأن محاولة إثبات أن الذين كفروا رأوا فتق الرتق هو فى حد ذاته شهادة على صدق القرآن.

لأنهم إن لم يروا فتق الرتق فقد انتفت قضية صدق القرآن. إن رؤيتهم لفتق الرتقبينما هم لم يكونوا غير موجودين وقت حدوثه لدليل آكد على أن الإخبار حتما من عند الله. والعجيب أن هؤلاء المعارضين لقضية الإعجاز العلمي القرآني يثبتون قضية صدق القرآن بأن أبا لهب وامرأته قد ماتا على الكفر,وهذه حقيقة. لأنهم الو ماتا مسلمين كأن ينطقا بالشهادة لا نتفت قضية صدق القرآن في قوله تعالي: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) (المشد:1).

ونحن نثبت الوحدانية لله,حينما نوضح أن الذين كفروا قد رأوا أن السماوات والأرض كانتا رتقا قد فتق. لأنهم لو لم يكونوا قد رأوا ذلك,لا نتفت قضية صدق القرآن, وحاشا لله أن يحدث ذلك. وحينما نثبت أن ما رأوه, قد أخبر رب العزة به قبل أن يروه بألف وأربعمائة عام تقريبا, تكون هذه شهادة علي صدق الوحي والرسالة. ومن العجيب أن الحدث ذلك؛ أقصد كون السماء والأرض كانتا جمعا ففتقهما الله, قد وقع قبل أن تكون هناك السماوات والأرضون منذ ما يزيد علي 13 ألف مليون سنة.


الرتق و الفتق  240px-Universe_expansion
الشكل التالي يبين ولادة الكون بالرتق ثم توسع السماء


وربما كانت تلك الوقفة مناسبة, ونحن نتحدث عن مولد الزمان الكوني, أن نهدي تلك الكلمات الرائعة لإخواننا من المسلمين الذين يقفون معارضين قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكلمات. والكلمات هي للدكتور عبد المحسن صالح قد وردت في مقدمة كتابه"ومن كل شيء خلقنا زوجين" فقد اقشعر جلدي خشية من الله حينما قرأته. يقول في مقدمته: "إن رجل العلم الحقيقي يعيش دائما مع القوانين الكونية. والنواميس الطبيعية. ومن خلال تعامله معها بالبحث والتمحيص والتجريب. يكتشف أن كل شيء قد نظم تنظيما بديعا. وخلق خلقا. فسري كل أمر بموازين عظيمة لا يعتريها خلل. ولا تداخلها فوضي. بل إن النظام هو القانون الأول من قوانين الكون والحياة.. بداية من الذرة, إلى الجزيء, إلى الخلية, إلى الكائن الحي, والسماوات بما تحوي من أقمار وكواكب وشموس ومجرات". ويضيف قائلا: "ذلك أن العلم متطور. والقرآن مناسب تماماً لهذا التطور. بشرط أن يكون قارؤه متطوراً غير جامد. ولا متعصب لرأي لا يستقيم مع عقل راجح أو فكر صائب".
ويكفينا الإقرار غير المباشر علي وجود الله, علي لسان عالم بحث دون أن يدري في فتق الرتق وهو يناقش قضية الإنفجار الأعظم.

فَ - تَ - قَ
رَ - تَ - قَ
الفعلان: رتق. وفتق
الحدثُ: فَتْق الرّتق
تاريخ الحدِث: مولد الزمان الكوني.
نِتَاجُ الحدثِ: السموات والأرض وما بينهما.
من الذي رتق وفتق؟
تأتي الإجابة عن السؤال من مصدرين: من الله ومن العلم.
والله هو الأول والآخر, أخبرنا عن حدث لم يره البشر إلا بعد مرور ما يزيد علي قرابة 13 ألف مليون سنة. في وقت لم تكن فيه قائمة للأرض ولا للسماوات علي الحالة التي نعهدها الآن. حيث يخبر رب العزة قائلاSad(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ))(الأنبياء:30).

والله هو الذي فتق الرتق الذي جاء منه السماوات والأرض. سبحانه خلق الرتق. وأحدث به الفتق. ففلق منه السماوات والأرض.
أي نظم هذا. وأي وفاء بالقصد. خمس كلمات كُتبت من أجلهن آلاف المراجع وأجريت الأبحاث. واستخدمت لتحقيقهن أعلي تقنيات العلم من سفن الفضاء ومراكز أبحاث الذرة. والكلمات الخمس "السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما" هذا هو الإخبار الإلهي عن حالة الكون عند نشأته. فماذا عن الإخبار العلمي؟تأتينا الإجابة اليوم علي لسان واحد من أبرز العلماء يعدونه أينشتين الوقت الحالي, منالأستاذ الدكتور ستيفن هوكنج.. الأستاذ بقسم الرياضيات التطبيقية - جامعة كامبردج ببريطانيا. والذي وَجهتُ إليه رسالة نُشرت بجريدة "الجمهورية" يوم الخميس 8/11/2001 تحت عنوان "رسالة من مسلم إلي ستيفن هوكنج".


الرتق و الفتق  85_01
الأستاذ الدكتور ستيفن هوكنج.. الأستاذ بقسم الرياضيات التطبيقية - جامعة كامبردج ببريطانيا

وهذه شهادته علي وجود القدرة العليا وراء خلق الكون والتي سماها "القصد". بعد أن تأكدت لديه الصورة الصحيحة عن مولد الزمان في قوله "وإذن فإننا واثقون تماما من أن لدينا الصورة الصحيحة علي الأقل بما يرجع وراء إلي ما يقرب من الثانية بعد الانفجار الكبير" "تاريخ موجز للزمان- ص107" وقبل الشهادة أرجو أن ننتبه إلي الكلمات التي بين القوسين السابقين. وقول الحق تعالي "أولم ير الذين كفروا".
وهذه شهادة ستيفن هوكنج وأرجو الانتباه إلى الكلمة الأخيرة منها: "ويعني هذا أن الحالة الابتدائية للكون يلزم أن يكون فيها بالضبط نفس الحرارة في كل مكان حتي يمكن تفسير حقيقة أن الخلفية الميكروويفية لها نفس الحرارة في كل اتجاه ننظر إليه كما أن السرعة الابتدائية للتمدد يجب أن يتم اختيارها اختيارا مضبوطا جدا حتي تظل سرعة التمدد قريبة جدا من المعدل الحرج اللازم لتجنب التقلص ثانية. ويعني هذا أن الحالة الابتدائية للكون يجب أن تكون قد تم اختيارها بحرص بالغ. حقا لو كان نموذج الانفجار الساخن صحيحا رجوعا إلي بدء الزمان مباشرة - وسيكون من الصعوبة البالغة تفسير السبب في أنه ينبغي أن يبدأ الكون بهذه الطريقة بالضبط إلا بقصد".
تأمل كلمات هوكنج يلزم - بالضبط - اختيارا مضبوطا جدا وأخيرا إلا بقصد وقول الحق تعالىSad(شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(آل عمران:18).

هل رأوا فتق الرتق؟

تحقق قول الحق فيهمSad(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا)) يتلخص في الآتي:
1-الدليلالأول:أثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أن السماء تتسع عن طريق ما يعرف بالإزاحة الحمراء (Red Shift) لأطياف المجرات. وأن سرعة ارتداد المجرات يزداد كلما بعدت عنا, حتي أن سرعة أشباه المجرات "الكوازرات" تبلغ سرعة ارتدادها حوالي تسعة أعشار سرعة الضوء.. أي قرابة 270.000 كيلو متر في الثانية الواحدة. وإذا كان إثبات أن الكون يتسع (expansion of the universe)يُعد أعظم كشف في القرن العشرين, فإن سبب الاتساع مازال يحير العلماء مع أن الأمر هين إذا اندرج تحت قدرة اللهالذى يقول: ((وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)) (الذاريات:47). وبما أن الكون يتسع باستمرار منذ نشأته وحتي الآن فلابد أنه كان في بدايته مضموما؛ أي رتقا.
2- الدليل الثانيعلىأنهم رأوا "فتق الرتق" إشعاع الخلفية الميكرويفيةللكون (Cosmic background Radiation)التي تم رصدها من أطراف الكون,والتي لها نفس درجة الحرارة في كل اتجاه ننظر إليه. وهذه الأشعة مصدرها الإنفجار الأعظم. إنها بقايا أصلية تمثل عينة من مادة الرتق بعد أن فُتق مباشرة.


الرتق و الفتق  Kground-radiation
صورة لخلفية الإشعاع الكوني كما تم تصويرها

3- الدليل الثالث علي أنهم رأوا فتق الرتق أتي من الذرات الأول التي تكونت في لحظة الفتق. من الدوتريوم(Deuterium)النظير الثقيل للهيدروجين, لأن هذا العنصر لم يتكون إلا في بداية نشأة الكون. إن الدوتريوم الذي لم يبق منه سوي جزء من 10.000 من الدوتريوم الأصلي والذي لم يتحول إلي الهيدروجين والهليوم يمثل رؤية حقيقية لجزء من مخلفات الإنفجار الأعظم- أقصد جزءاً من مخلفات فتق الرتق. سبحانك ربي ألهذا الحد أخبرت في القرآن الكريم أنهم سيرون فتق الرتق الذي حدث قبل آلاف الملايين من السنين. وإذا بالذين كفروا يرونه بل يكرسون حياتهم من أجل تلك الرؤية. يا رب أنا شهيد علي أنهم رأوا فلا ريب إذن أنك القائل((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا)). وأن محمدا صلي الله عليه وسلم رسولك هو الذي بلغنا بذلك القرآن.
4-الدليل الرابع:بقي دليل ولن يكون الدليل الأخير بل ستعقبه أدلة علي صدق الإخباربفتق الرتق لأن التعبير بصيغة الفعل المضارع "يروا" تجعل السؤال التقريري أولم يروا؟ يتردد إلي آخر الزمان ليقيم الحجة علي الكافرين حينما يرون أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقت بقوى هائلة. يتمثلذلك الدليلفي أنهم حاولوا أن يروا ذلك الإنفجار الأعظمالذي حدث في بداية نشأة الكون عن طريق محاكاة الحدث, فحملوا البروتونات طاقة رهيبة بلغت 100 جيجا الكترون فولت. وعند تصادمها في مصادم مبتكر حديث تضخمت كرة النار الناتجة من التصادم 1000 بليون مرة. وهذه تمثل حالة الكون حينما فُتِق الرّتق.


الرتق و الفتق  800px-CMB_Timeline300_resize_resize
الشكل التالي يبين كيفية تشكل الكون بعد الفتق الكوني الكبير (الانفجار الكوني العظيم )


وقد عبر عن بداية الكون ستيفن هوكنج حينما سطر بقلمه في كتاب "تاريخ موجز للزمان":وإذن فإننا واثقون تماما من أن لدينا الصورة الصحيحة علي الأقل بما يرجع وراء إلي ما يقرب من الثانية بعد الانفجار العظيم". وصدق الله حيث يقول: ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)) (فصلت:53).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرتق و الفتق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  *¤ô§ô¤* الفتق *¤ô§ô¤*

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ۩-
انتقل الى: