تأثرت ثقافة مكة بثقافات الحجاج والمعتمرين الذين يتوافدون عليها سنوياً، وبالتالي فهي تمتلك تراثاً ثقافياً غنياً.
أولى الصحف التي تم جلبها إلى مكة كانت عام 1885 على يد الوالي العثماني "عثمان نوري باشا"، وفي عهد الأشراف تم طباعة أول جريدة رسمية لمكة وسميت "جريدة القبلة"، وتوسعت هذه الجريدة في العصر السعودي الحديث وأصبحت تسمى "صحيفة أم القرى" إحدى أكبر الصحف السعودية الرسمية.
إضافة إلى الصحف تضم مكة مقرات العديد من المنشآت والمؤسسات والمنظمات، فهي تضم مركز تليفزيون مكة التابع للتليفزيون السعودي والذي دُمّر تماماً في حريق اندلع به في 24 يونيو 2009.
كما تضم مكة المقر الرئيسي لرابطة العالم الإسلامي، وهي منظمة إسلامية عالمية تقوم بالدعوة للإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه.
ونظراً للمكانة المقدسة التي تتمتع بها مكة في العالم الإسلامي فقد اختيرت كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2004.
اللهجة الأساسية التي يتحدث بها سكان مكة هي اللهجة الحجازية، ويتحدث بهذه اللهجة أيضاً سكان جدة، والمدينة المنورة باستثناء الطائف ولو أنها حجازية لكن لهجة أهلها تختلف إلى حد ما.
كان للأسواق الأدبية التي أقيمت في مكة قبل الإسلام أثر عظيم في إثراء لغة قريش وشيوعها، وعندما جاء القرآن باللغة العربية ولهجة قريش، سادت لهجة أهل مكة غيرها من اللجهات، مما كفل لها القوة والتفوق. كانت أسواق مكة أيضا مجالاً للنشاط الاقتصادي والاجتماعي والفكري وتبادل الآراء، مما أضاف مادة خصبة للهجة أهل مكة، وعلى مر العصور أثر الاختلاط السكاني الذي ساد مكة في لغة أهلها العربية، فكثر فيها الدخيل من الألفاظ الفارسية والتركية والهندية، وفي العصر الحاضر ونتيجة للحركة التجارية المزدهرة التي تسود موسم الحج، يجيد الكثير من أهل مكة العديد من اللغات كالإنجليزية والفارسية والأردو.
تُقام في مكة العديد من المهرجانات والنوادي الأدبية والثقافية، من أبرز هذه المهرجانات "مهرجان مكة خير" وهو مهرجان يُعقد سنوياً وتنظمه شركة جدة للمعارض الدولية، ويضم المهرجان فعاليات ثقافية واجتماعية ورياضية مثل ندوات الشعر والأدب والألعاب الترفيهية وعروض الطيران الشراعي. كما يُعقد في مكة العديد من الندوات والنوادي الأدبية والثقافية مثل نادي مكة الثقافي الأدبي.
كان التعليم في مكة في عصر الجاهلية يتم في الكتاتيب، إلا أن أغلبية سكان مكة في ذلك الوقت كانوا من الأميين، وفي عهد الإسلام انطلقت أول مدرسة من دار الأرقم حيث كانت الدعوة الإسلامية سرية لأوائل المسلمين. استمر أسلوب التعليم في مكة عبر الحلقات سائدا لفترة من الزمن، غير أن الحركة التعليمية في مكة نمت وتزايدت مما ساعد على ظهور التعليم المدرسي، فأنشئت حول المسجد الحرام مدارس عدة في الربع الأخير من القرن السادس الهجري من أبرزها مدرسة الزنجيلي، طاب الزمان، الأرسوفي، وقد استمر إنشاء المدارس حتى بلغ عددها قرابة ثلاثين مدرسة مع نهاية القرن الحادي عشر الهجري.