الجنس : العمر : 32 المدينة المنورة التسجيل : 06/09/2011عدد المساهمات : 212
موضوع: ۩۩ ماذا تعرف عن المازوخية ؟ ۩۩ الإثنين 17 أكتوبر 2011, 11:26 am
۩۩ ماذا تعرف عن المازوخية ؟ ۩۩
ما هي المازوخية ؟
المازوخية أو الماسوشية Masochismهي حب تعذيب وإذلال وإهانة الذات، وهي كسلوك عام تعبر عن الشخص الذي يسلك مسلك عجيب يؤدي به إلى وضع نفسه في موقف مهين أو فاشل أو ذليل، وهو في هذه اللحظة يعشق الإحساس بالخزي والفشل والضعف والمهانة.
ومريض المازوخية يعشق تمثيل دور الضحية المظلوم الذي سقط ضحية اضطهاد الناس له وعدم تقديرهم له، واحتقارهم له، ولكن هذا لا يسبب له أي ألم نفسي داخلي، فهو من داخله يستمتع بهذا الإحساس الذي يعطيه لذة حريفة، كتلك التي يشعر بها الإنسان العادي حال تناوله التوابل الحارقة، أو الطعام المخلوط بها.
مظاهر المازوخية العامة
- يستفز الآخرين بطريقة مبالغ فيها بسوء تصرفاته، حتى يغضبوا منه ويرفضوا التعامل معه، وبعدها يشعر بأنه منبوذ ومطرود من المجتمع.
- يرفض أن يساعده الآخرين ويعمل على تثبيط نفسه بأن هذه المساعدة لن تفيده في شيء.
- ينتابه إحساس بالذنب حينما تحدث أمور إيجابية في حياته، ويشعر وكأنه لا يستحق هذه الإيجابيات.
- يفشل في إنجاز المهام التي فيها مصلحته وراحته، على الرغم من قدرته على إنجازها بشكل جيد وصحيح.
- لا يشعر بأي انجذاب نحو الأشخاص الذين يعاملونه بشكل جيد واحترام (يحب أن يشعر بالإهانة).
- يقوم بعمل تضحيات مبالغ فيها ومفرطة في سبيل الآخرين آتياً على حساب سعادته الشخصية، بدون أن يكون هناك داع لهذه التضحية، وبدون أن يُطلب منه ذلك، ويدّعي أنه يقوم بهذا الأمر لأجل أسباب أخرى.
- يرفض الفرص التي يكون فيها سعادة ومتعة له على الرغم من كونة من الممكن أن يكون مؤهلاً لهذه الفرص، ولكنه حب تعذيب الذات الذي يدفعة إلى مثل هذه السلوكيات.
- يشعر باللذة نتيجة تعرضه للإهانة بأي صورها، وقد تصل أحياناً إلى الضرب، فتزداد لذته اشتعالاً.
أصل المازوخية
تعود كلمة مازوخية إلى ليوبولد فون زاخر مازوخ (Leopold von Sacher Masoch ) وهو أول من تحدث عن هذا الأمر وإليه يُنسب هذا المرض – وهو كما هو واضح مرض يحتاج لعلاج – وكتب فيه كتاب شهير للغاية أُخذ منه فكرة العديد الأفلام والروايات.
ولد (مازوخ) عام 1836 في مقاطعة غاليشيا التابعة لإمبراطورية النمسا – المجر القديمة، وهو صحفي وروائي درس القانون والتاريخ وتعلق بالأدب وألف على اثره العديد من الكتب أكثرها شهرة وانتشاراً (فينوس في معطف الفرو Venus In Furs) وهو الكتاب الذي نوهنا عنه سابقاً، ومن هذا الكتاب عرف العالم معنى كلمة مازوخية/ماسوشية.
مقاطعة غاليشيا – وهي التي مقسمة الآن بين بولندا وأوكرانيا – اشتهرت بين البلدان بصفة غاية في العجب، وهي أن نساءها شديدو الخبرة في ترويض وتطويع رجالهن، وهذا أثر كثيراً على شخصية الكاتب المريض (مازوخ) ليجعل منه مثالاً لسلوك شاذ أثر على حياته الشخصية نحو كبير.
المازوخية الجنسية
يُقصد بالمازوخية الجنسية أن الشخص الممارس للجنس – سواء أكان رجلاً أو امرأة – لا يشعر بالمتعة في ممارسة الجنس أو قبله إلا إذا تعرض للضرب الشديد المفعم بالإهانة والإذلال.
وقد تأثر (مازوخ) في صغره بإحدى قريباته الغاليشيات، كانت كونتيسة شديدة القوة والجاذبية، تميزت دوماً بارتداءها معطف الفرو، وهذا هو الذي علق بذهن (مازوخ) بقية حياته، وربطه دوماً بالمرأة شديدة القوة والتسلط والتي تكيله أصناف العذاب والإهانة.
ذات يوم أوقعته الظروف تحت يد هذه الكونتيسة، ليرى منها كيف تعامل زوجها بقسوة واحتقار، وتضربه وتهينه، والعجيب أن الزوج يتلذذ بهذا الأمر، وآهات الألم تخالطها آهات اللذة والمتعة، وكأنه يمارس الجنس فعلياً.
[img][/img]
أثر هذا المشهد في شخصيته كثيراً فازداد داء التلذذ بتلقي الإهانة والضرب من الزوجة قبل ممارسة الجنس، وهو الأمر الذي بدا غريباً لزوجته الأولى (لورا فون روملن) التي تزوجها عام 1873، ولكنها طاوعته لحبها له، فعلى الرغم من شذوذه الفاضح العجيب هذا كان زوجاً حبوباً لطيف المعشر، وبخلاف الأحداث العجيبة التي تجري في حجرة النوم، كان إنساناً مقبولاً يحترمه الناس ويشارك في الحياة العامة بإيجابية.
غير أن الأمر تطور إلى حد لا يطُاق مع الزوجة، فقد أخذ يدعوها إلى أن تخونه، وتتخذ عشيق، وأخذ يلح على الزوجة المذهولة في هذا الأمر، بل وبالغ في الأمر إذ أعلن في الجرائد عن احتياجه لشاب عاشق، بشكل أثر على نفسية زوجته كثيراً وجعلها بالفعل تبدأ تحتقره، وتهينه عن قصد عمد بعد أن كانت تهينه لحبها له – حتى تلبي رغبته – أصبحت تهينه لبغضها له، واستمر الحال على هذا فترة من الزمن، قبل أن تتخذ عشيقاً بالفعل وتحيا معه في باريس الفرنسية، وتطلب الطلاق من زوجها والذي وقع بالفعل عام 1883 بعد عشرة أعوام من أعجب زواج يقع بين اثنين، والذي لم يبق له بقايا إلا الفتاة التي أنجباها.
لاحقاً تزوج (مازوخ) بسكرتيرته (هيلدا) والتي قبلت سلوكه الشاذ في الحياة الجنسية وتعايشت معه، وظل معها بقية حياته، وأنجب منها طفلين، وفي أواخر حياته عاني من اضطرابات عقلية ألزمته مستشفى الأمراض العقلية حتى مات عام 1893.
ربما يتساءل البعض عن سر بقاء زوجاته معه كل هذه السنين ورضاهم بسلوكه الشاذ، والواقع أن الزوجتين يجيبا على هذا السؤال بوضوح، في أن (مازوخ) خارج غرفة النوم هو شخص عادي، وزوج حنون عطوف متفهم، لا يشرب ولا يدخن، ويحب أطفاله ويحنو عليهم، ويشارك في الحياة الاجتماعية، والنضالية والثورية، فقد شارك في العديد من الحروب والثورات التي حدثت في عصره، ونادي بحقوق الأقليات، ونادي بحقوق الإنسان، وألف العديد من الكتب والروايات التي كانت مقبولة في مجتمعه ولكن بدون أن تمس هذا السلوك الشاذ الذي اُبتلي به.
وإلى (مازوخ) حتى يومنا هذا تُنسب المازوخية (عشق تلقى العذاب والألم والمهانة من الآخرين) سواء في الحياة العامة أو الحياة الجنسية.
أسباب المازوخية
لم يقع العلماء على سبب محدد حتى الآن لأسباب المازوخية، ولكن الجميع تقريباً اجتمع على أن المازوخية تأتي للفرد بسبب المجتمع الذي ينشأ فيه أولاً، ثم المعتقدات الدينية، ثم الأفكار والأوهام الشاذة والسلبية والتي تسيطر على هذا المريض.
يرى البعض الآخر أن المازوخية انفصام في الشخصية يجد به الشخص المريض فرصة للهرب من و اقع يرفضه، ويتمنى واقع غيره.
علاج المازوخية : هل للمازوخية علاج؟
المازوخية مثلها مثل بقية الأمراض النفسية لها علاج، والعلاج النفسي عادة يأخذ فترة طويلة من الزمن، ولكنه غالباً ما يأتي بفوائد، وينحصر العلاج غالباً في العلاج السلوكي Behavior therapy وتأخذ الكثير من الوقت، وأيضاً المجتمع يؤثر على المريض كثيراً، فمريض المازوخية يشعر بالخجل من ميوله الشاذة، وغالباً ما يكون منطوياً على نفسه بعيداً عن المجتمع أو يفضل العلاج النفسي السري.
هل يشكل المازوخي خطراً على الآخرين؟
الخطر الأساسي للمازوخي منحصر على نفسه، والأذى الذي يسببه للآخرين شبه معدوم إلا لو كان هناك من يهتم بأمره حقاً.
وفي مجتمعاتنا المعاصرة هناك العديد من المشاهير الذي طفت فضائحهم على السطح بكونهم مرضى بهذا الأمر، فقد ذكرت (ا . خ) في مذكراتها مع مدير المخابرات المنحرف (ص . ن) أنه كان يطلب منها أن تضربه، وكان يستمتع كثيراً بهذا الضرب، وكان يطلب منها أن تهينه، وتضربه بالشبشب تحديداً، لما فيه في عرف المجتمع المصري من أكبر إهانة للرجل.
ومن ناحية عامة يدعو الكثير من المتعقلين إلى التعامل مع المازوخية كمرض مثله مثل بقية الأمراض النفسية التي تحتاج إلى علاج مطول، بدون إثارة الكثير من البلبلة حول شخصية المريض والتي لن تنفع بشيء، طالما المرض يمكن علاجه، وأيضاً أن الأذى لن يصيب أحد من أفراد المجتمع، فالمرض توصيفه في الأساس أن المريض يضر ويهين نفسه، ولا يتعرض بالأذى لأحد.